صفحة الكاتب : الشيخ حمزه ابو العرب

فوائد لغوية الصفات النفسية لأبي الفضل العباس عليه السلام "التصديق"
الشيخ حمزه ابو العرب
 هذا هو الوسام الثاني الذي وضعه الإمام الصادق عليه السلام على صدر عمه العباس عليه السلام, حيث شهدَ له بهذا التصديق، كما جاءت هذه الشهادة المقدسة في الزيارة. 
إن (التصديق- في اللغة – وزانه "تفعيل" ، وهو صيغة من صيغ المبالغة، ومعناه:- كثير الصدق. (شذا العرف في فن الصرف - ص50) .
كما أن "التصديق "يساوي في معناه "الصدّيق". قال (الرازي) في "مختار الصحاح":- " -الصدّيق بوزن السكّيت – الدائم الصدق" .
ويطلق "التصديق على الإيمان" ، حيث قال (الطريحي) في - مجمع البحرين -:-"الإيمان - لغة -:- هو التصديق المطلق....".
وقال (الراغب- في مفرداته ص277):- يقال:- الصدّيق لمن صدق بقوله، واعتقاده، وحقق صدقه بفعله. وقال:- "وَاذْكُرْ فِي الكِتابِ إِبراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا". وتفسيره :- "إنّ إبراهيم حقّق ما أورده قولا، بما تحرّاه فعلاً".
   ومن كل ما مرّ، نخلص إلى أنّ أبا الفضل كان صدّيقاً وليا، لأنه كان دائم الصدق والتصديق معاً - في القول والمودة -، حيث كان مستوعبا أخاه الحسين عليه السلام، عارفاً خفاياه، مطلعا على المزيد من أسراره، لم يحدث – يوماً من الأيام – أن اعترض عليه - ولو مرة واحدة في اتجاهاته كلها، بل كان (ع) كله رضىً، وطاعة لأخيه الحسين عليه السلام، فكان – في هذه الظاهرة، ظاهرة الصدق والتصديق - كأبيه أمير المؤمنين عليه السلام مع رسول الله (ص)، حيث كان يصدّقه في الأقوال، ويصدقه في الأفعال، حتى نزلت في حقه الآية:- " وَالذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ" . سورة الزمر. الدر المنثور . السيوطي . عن أبي هريرة عن (فضائل الخمسة في الصحاح الستة:- 1/333)
     فرّقت العرب – في أمثالها – بين "الصدق والتصديق" حيث قالت:- "أخوك من صدقك لا من صدّقك" فالتصديق يكون عندها في الأقوال، بينما يكون "الصدق" عندها في الأفعال؛ فكان عليٌ أمير المؤمنين عليه السلام، أوضح مثل في هذا التفريق, حيث كان يصدقه في المواقف "الحرجة" – التي تنكص فيها الرجال، وتفر منها الأبطال – ويمضي معه مستقيماً إلى حد بذل النفس... وهذا ليس ادعاء، إنما هو ثابت في التاريخ، لا يختلف فيه اثنان، وهل من أحد يتنكر، أو ينكر "حادثة الفراش" يوم وقى (علي) فيها رسول الله وفداه بنفسه!؟ كانت حياة علي عليه السلام مع أبن عمه كلها تضحية وفداءً، طفحت بها صفحات التأريخ قديماً وحديثاً، فكانت دائماً مثار الإعجاب والإكبار...
       أصبح العباس عليه السلام – في كربلاء – امتدادا طبيعياً لأبيه أمير المؤمنين علي عليه السلام في "تصديقه وصدقه" لأخيه الحسين، بل صار عليه السلام درساً في الإخوة الصادقة بل قدوة يُقتدى بها، وكأن هذه الأبيات التي يرويها لنا أبو حيان التوحيدي – في كتابه:- "الصداقة والصديق" ص 14 – ما قيلت إلا فيه عليه السلام:- 
إن أخا الهيجاءِ منْ يسعى معك *** ومن يضرُّ نفسَه ليجمعك
ومن إذا صرف زمان صدعك *** بدَّدَ شملَ نفسهِ ليجمعك

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حمزه ابو العرب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/03



كتابة تعليق لموضوع : فوائد لغوية الصفات النفسية لأبي الفضل العباس عليه السلام "التصديق"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net