ورد هذا اللقب على لسان الامام الصادق ع في زيارته للعباس ع وهو صفة من صفات الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله تعالى، وأرسلهم الى عباده برسالات الهدى، حيث فيها توجيههم نحو الخير والفضيلة، وفيها كذلك تصحيح انحرافاتهم في مسيرة الحياة، وتقويم سلوكهم وتحسين علاقاتهم مع الله والناس أجمعين، ومن ثم جعل لهؤلاء الأنبياء والرسل حماة لهذه الرسالات الإلهية، من العبث بها والتحريف لنصوصها، بل جعلهم قدوة لأممهم، في التطبيق، والتنفيذ، ولهم من الله المقام الرفيع والثواب الجزيل في تحمل هذه المسؤولية، ومعاناة تبعاتها من الأذى والقتل..
نخلص من ذلك الى ان العباس ع قد شارك أولئك الانبياء المجاهدين، وأولئك الرسل المستشهدين في سبيل الاصلاح وتقويم النفوس، وتطبيق شرائع السماء.. قد شاركهم في حماية ذلك كله يوم انتضى مشرفيه – في وادي الطف – مع أخيه الحسين ع قال:
والله ان قطعتم يميني اني أحامي أبدا عن ديني
وعن إمام صادق اليقين نجل النبي الطاهر الأمين
ولم يترك هذه الحماية حتى مضى شهيدا..
بعد هذه المقدمة، لابد لنا من أن ننظر الى ما لهذه الصفة (المحامي) من المكانة السامية في لغة العرب؟
قال ابن منظور في (لسان العرب): أحمى المكان: جعله حمى لا يقرب، وحاميت عنه محاماة، وقالوا: الضروس ـ الناقة السيئة الخلق - تحامي عن ولدها، وحاميت على ضيفي: اذا احتفلت له.
وفي (مختار الصحاح): الحامي: الفحل من الابل، وفلان حامي الحقيقة، والحقيقة: الراية، واللفظ كنابة عن البطل.
وفي (القاموس المحيط) حمي الشيء، يحميه حميا وحماية ـ بالكسر -: منعه، وكلأ حمي ـ كرضي -: محمي، والكلأ هو : العشب رطبا كان أو يابسا.
ومما مر من النصوص اللغوية، يتضح لنا بأن (المحامي) اسم فاعل مشتق من الفعل المضارع: (يحامي).
كثر لفظ المحامي في شعر الشعراء الذين مدحوا العباس ع وأشادوا بشجاعته يوم كربلا، واليك ايها القارئ الكريم بعضا من ذلك، قال الشاعر السيد جعفر الحلي:
حامي الظعينة أين منه ربيعة أم أين من عليا أبيه مكدم
وقال فيه أيضا على لسان أخيه الحسين ع يوم وافاه بعد مصرعه:
أأخي من يحمي بنات محمد إن صرن يسترحمن من لا يرحم
وقال الشيخ محمد رضا الأزري من قصيدة يذكر فيها العباس ع:
أوما أتاك حديثُ وقعة كربلا أنى وقد بلغَ السماءَ قتامُها
يوم أبو الفضل استجارَ به الهدى والشمس من كدر العجاج لثامها
فحمى عرينته ودمدم دونها ويذبُّ من دون الشرى ضرغامها
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat