كان المفروض ان تكون اكثر دبلوماسية يا وزير خارجيتنا
محمود المفرجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لو ابتعدنا عن المعنى التقليدي السياسي لمصطلح الدبلوماسية ، الذي يعني /وثيقة رسمية/ ، لرأينا ان المعنى الشائع له ، هو المقبول في الاوساط العامة ، والذي يعني الحكمة في التصرف ، لهذا يقال عن الشخص الذي يتناول الامور بحكمة وهدوء وروية ويسعى الى التفاهم ويقدم الحوار على العنف ، بانه /دبلوماسي/.
وهذا المصطلح يطلق على كل العاملين بالسلك الدبلوماسي ، وهم يترجمونه من خلال تصرفاتهم مع الاخرين المملوءة باللياقة والاحترام.
وحتى الشخص العادي عندما يتكلم مع /الدبلوماسي/ نراه اكثر راحة واسترخاء ، لانه ضامن لحكمة ولطف وحسن تصرف الشخص الدبلوماسي .
وعندما نأتي الى العراق ، فأننا بالتأكيد نضع السيد هوشيار زيباري وزير خارجيتنا في اعلى الهرم الدبلوماسي العراقي باعتباره قائدا لهذه المؤسسة التي تفوق اهميتها (من وجهة نظري)، اهمية الوزارات الامنية العراقية ، كونها مسؤولة عن العلاقات الخارجية للعراق مع باقي الدول ، وتعكس الوجه الحضاري للبلد في أنظار باقي البلدان.
لكن ومع كل الاسف اصبنا بالاحباط الشديد ، بغياب ادنى درجات الدبلوماسية في تصرفات السيد هوشيار زيباري مع الصحفيين العراقيين ، في المؤتمرات الصحفية التي عقدت على هامش مؤتمر القمة العربية الناجح .
فالسيد هوشيار زيباري تعامل بشكل مؤسف جدا مع الصحفيين العراقيين ، وعندما اقول /العراقيين/ اعني ما اقول لانه لم يكن كذلك مع الصحفيين الاجانب .
يبدو ان فرحة السيد زيباري بنجاح القمة انساه الدبلوماسية وهو يتكلم مع الصحفيين بتعالي بتهكم واستهزاء واضح لا مبرر له ، وكأنهم مجموعة من المستجدين لجوابه ، وخاصة عبارته الغير دبلوماسية والغير مناسبة التي اطلقها على احد الزملاء عندما قال له باللهجة العامية (انت شبيك كتلك روحك يلا اسئل!!) ، والعراقيين جميعا يعلمون هذه العبارة متى تطلق ولمن.
والاخرى عندما اسكت زميلنا الاخر الدكتور قيس النوري الذي حضر عن الزميلة قناة بلادي بطريقة لم استطع استيعابها ، ولم اصدق انها خرجت من اعلى مسؤول في الدبلوماسية العراقية، هذا بالاضافة الى رده الغير /حـ .... / لاحدى الزميلات ... وهؤلاء جميعا صحفيين عراقيين.
والمؤلم اكثر ، ان الفرق بالتصرف ، بينه وبين تصرفات الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي كان واضحا ، اذ ان العربي كانت تصرفاته في غاية الدبلوماسية ، في حين غابت بالمرة عند السيد زيباري.
بصراحة ... ان تصرفات السيد زيباري هذه ، باتجاه الصحفيين العراقيين ليست وليدة اليوم ، وهو المعروف بولعه بوسائل الاعلام الاجنبية ، وتجاهله لوسائل الاعلام العراقية التي لا يعير لها أي اهمية ، وكيف لا وهو لطالما رأيناه يلبي بدون نقاش دعوة وسائل الاعلام الاجنبية ونراه يتنقل من الشاشة الفلانية الى الاخرى ، وفي حين تصطدم دعوة وسائل الاعلام العراقية بـ/كليشة/ ازدحام جدوله /الدبلوماسي/ .
يبدو ان السيد زيباري لا يعلم ان الاعلام العراقية هو من انجح قمة بغداد ، وليس التنظيم او الاجراءات الامنية المتخذة ، ولا يعلم ان وسائل الاعلام الاجنبية المشغوف بحبها ، هي التي عملت وراهنت حتى الرمق الاخير على افشال القمة .
ولا يعلم السيد زيباري ان موقف وسائل الاعلام العراقية الوطني لانجاح القمة ، سبق تنظيمها .. وهناك شواهد كثيرة منها وثيقة الشرف التي وقعت عليها خمس وكالات انباء عراقية ، منها وكالة انباء بغداد الدولية التي ارأس تحريرها ، وتعاهدت فيما بينها على العمل لانجاح القمة ونقل صورة حضارية عنها .
ولا يسعني الا ان اقول للسيد زيباري ، بان هذه التصرفات غريبة على دبلوماسيتنا الرسمية ، انما غريبة على اعرافنا العراقية ، التي اوصت بحسن التصرف ولطف الكلام مع الاخرين بدون معرفة مكانتهم او مناصبهم ، وادعوك الى النزول من جبل التعالي والنظرة الفوقية للصحفي العراقي ، وان تتأسى بسيرة قائدنا نبي الرحمة الذي كان يجلس وينام على الارض.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمود المفرجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat