الموالي التونسي الياس كليلي: إن خط التشيع هو خط سلمي لا يدعو للتطرف أو ظلم الغير
صدى الروضتين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صدى الروضتين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بالرغم من ضخامة الماكنة الاعلامية لأعداء أهل البيت (ع) والتي لا تزالُ تنشرُ سمومَها الفكرية الى بعض السذّج من الناس؛ نرى أن النتيجة تأتي عكسية وبشكل لافت للنظر. فكلما ازداد العنف الجسدي والمعنوي والفكري تجاه أتباع أهل البيت (ع)، نلاحظ وجود ردة فعل عكسية تظهر جلية وواضحة من خلال الاستبصار الى عقيدة أهل البيت الأطهار (ع) ساعة بعد ساعة. وقد كان لتونس الخضراء حصة كبيرة من هذا النور الذي أظهر كوامن العشق العلوي لدى التونسيين، حيث نرى التشيع قد بدأ بالانتشار بين أبنائهم بشكل كبير لا يتوقعه أحد.
ومن بين الذين اهتدوا الى نور العترة الطاهرة المستبصر الياس كليلي، من جنوب تونس الخضراء، ويبلغ من العمر (42) عاماً، وهو يعمل موظفاً في شركة الكهرباء بتونس. وقد تشرف بزيارة قمر بني هاشم (ع)، فالتقت به (صدى الروضتين) ليتحدث عن استبصاره، وحال التشيع في تونس، فقال:
هداني الله سبحانه وتعالى الى طريق الاستبصار بنور أهل البيت الأطهار (ع) في عام 2003م، وذلك عن طريق أحد الأشخاص في المنطقة التي أسكن فيها، حيث أثار لديّ العديد من التساؤلات والإشكالات. وقد مدّني بالكتب الحديثية والعقائدية والتاريخية.. ومن خلال المطالعة بدأ بحثي والسير في طريق المعرفة، والتي استمرت لمدة عامين من البحث، وقراءة المصادر، والرجوع الى المصادر والكتب السنية، وعلى وجه الخصوص الى الصحاح كمسلم والبخاري والكتب الأُخر، فاكتشفت من خلال الأحاديث أن هناك تناقضاً وانحرافات عقائدية كبيرة، وأنها تمسّ العصمة للرسول الأعظم محمد (ص).
فبالرجوع الى التأريخ نلاحظ تناقضاً من خلال الأحاديث التي تهتك العصمة، وهنالك أحاديث عندما تعرضها على القرآن نجدها لا تطابق آياته الكريمة. كما وقرأت تأريخ السنة النبوية من أول بعثة الرسول الأكرم محمد (ص)، وعرفت متى تم تدوين السنة، وكيف كانت طريقة التدوين، فاكتشفت أن تدوين السنة قد حدث في سنوات الحكم الأموي، وتم التلاعب بالأحاديث والروايات والتأريخ والأشخاص خلال هذه الحقبة.
وأضاف: ومن خلال كتاب الغدير وحديث الثقلين ثبت لي باليقين أن الرسول (ص) قد نصّ بالولاية لأمير المؤمنين (ع)، حيث وجدت تواتراً لهذه الأحاديث تعترف بها باقي الفرق، لذلك استعملت النقل والعقل في طريق بحثي، ومن خلال إثارة السؤال اهتديت لطريق الولاية، بالإضافة الى أفراد عائلتي بحمد الله تعالى.
وعن انتشار الاستبصار في تونس:
الاستبصار يُنتشر في تونس من خلال اطلاع الناس وبحثهم وسؤالهم حول العديد من القضايا، حيث إن انتشار وسائل الاعلام وخاصة الفضائيات جعل السؤال مُثاراً بشكل طبيعي بين الناس، فهنالك الكثيرين من عرف الحقيقة واستبصر الى التشيع، وذلك من خلال بيان الفضائيات للحقائق التأريخية، ونشر مقامات أهل البيت (ع) وفضائلهم ومظلوميتهم، وفضح أعدائهم، وإظهارهم بالصورة الواقعية، وليس كما يمجّدهم التأريخ المزيف.
وتحدث حول نشاطاتهم في نشر فكر اهل البيت (ع) قائلاً:
نقوم بالعديد من اللقاءات مع الإخوة من أتباع أهل البيت (ع) في تونس، حيث لدينا تجمع معين نقوم من خلاله بمناقشة المسائل العقائدية والتأريخية، وحتى اختلاف في الآراء يثري جلساتنا هذه، وتتحقق منها فائدة كبيرة.
وحول سبل تطوير عملهم لنشر التشيع في تونس قال:
في الحقيقة نحن في تونس بحاجة الى توحيد الصفوف بين الشيعة التونسيين في سائر الولايات، حيث إننا مشتتون نوعاً ما، ولا يوجد تنسيق كبير فيما بيننا من أجل أن نحقق الأهداف التي نطمح لها، وهذا بدوره يحتاج الى الدعم والتوجيه لعمل الجمعيات الشيعية في تونس، من خلال الكتب والبرامج الدينية والثقافية التي نفتقر اليها في تونس، حيث إنها تلعب دوراً مهماً في اظهار الحجم الطبيعي للشيعة التونسيين، وتسهم بشكل كبير بالحصول على حقوقنا وعدم ضياعها كما يحدث الآن، فنخرج من حاجز الخوف الى المطالبة وبقوة بالحقوق الدينية والمدنية وحرية الاعتقاد، خاصة وأن خط التشيع هو خط سلمي لا يدعو للتطرف أو ظلم الغير، بل العكس هو الذي يحدث، فنحن أشدّ الناس بحاجة للحماية من شتى أنواع الهجمات التي تشنّ علينا.
وأضاف: فنحن بحاجة ماسّة الى كلّ الأدوات التي تساعدنا على نشر عقيدة وفكر أهل البيت (ع)، وكذلك من أجل التعريف بأنفسنا الى كلّ التونسيين، فالمواطن التونسي بعيد عن العنف، ويريد حفظ حقوقه في المعتقد، والعمل والأمان والاستقرار السياسي.
وعن زيارته الى كربلاء المقدسة قال:
هذه المرة الأولى التي أزور فيها مدينة كربلاء المقدسة، حيث زرت أول مرة السيدة زينب (ع) في عام (2010م)، وأنا الآن في كربلاء شعوري لا يُوصف وأنا في هذه البقعة المباركة بجوار مرقدي أبي عبد الله الامام الحسين وأبي الفضل العباس (ع).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat