صفحة الكاتب : علاء وجيه مهدي

أشكال التنمية الزراعية 
علاء وجيه مهدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  تعد دراسة الأشكال المختلفة للتنمية الزراعية، من الأمور التي تؤدي إلى تحقق ظروف موضوعية؛ لأن القطاع يقوم بدور مهم في عملية التنمية الاقتصادية، وبهذا الصدد، يمكن التطرق إلى عدد من أشكال التنمية الزراعية التي يمكن أن تسهمَ في صياغة سياسية زراعية متطورة وهي: 
1. التنمية الزراعية عن طريق استغلال أراضٍ زراعية جديدة: 
 تعتمد العديد من البلدان النامية بدرجة كبيرة على استغلال أراضٍ جديدة، من أجل زيادة منتوجاتها الغذائية، وقد اعتمدت هذه السياسة في البلدان الفقيرة التي لا تملك ثروات معدنية مهمة، والتي يعمل غالبية سكانها بالزراعة، ويتطلب هذا الشكل توافر البنية التحتية الزراعية، كالطرق وشبكات الري والبزل، والذي يؤدي إلى زيادة الأنشطة الاقتصادية الأخرى. ويمكن أن يكون هذا الشكل ملائما للعراق؛ لامتلاكه أراضٍ كبيرة غير مستغلة، أو متملحة يمكن استصلاحها وزراعتها. 
2. التنمية الزراعية عن طريق الزراعة المكثفة: 
 يركز هذا الشكل من التنمية، على تحقق الاستخدام المكثف للأرض، والعمل والأسمدة الكيماوية والعضوية، والمكننة والبذور المحسنة، فضلا عن الاهتمام بالثروة الحيوانية، وإقامة مشاريع الري والبزل وغيرها من الإجراءات الهادفة لزيادة فعالية الانتفاع من مصادر المياه.
 وطالما عدت الموارد الأرضية والمائية من المحددات الأساسية لعملية التنمية الزراعية، لذا فالتكثيف الزراعي يتم عن طريق تعظيم الإنتاج لوحدة المساحة من الأرض، أو وحدة المتر المكعب من الماء أو من كليهما، إلا إنه وفي العديد من الحالات، يعد تكثيف إنتاجية عنصر العمل ورأس المال من عوامل التكثيف الزراعي، ويتم هذا التكثيف من خلال عدة آليات منها:
• زيادة إنتاجية المحاصيل النباتية والحيوانية لوحدة المساحة من الأرض والمتر المكعب من الماء، ويتم ذلك من خلال تربية أصناف نباتية، وسلالات حيوانية جديدة.
• اعتماد الدورة الزراعية في مساحة الأرض نفسها، وفي السنة ذاتها، وذلك يتحقق من خلال توافر مجموعة من العوامل، مثل الظروف المناخية الملائمة، ومياه ري كافية، وكفاءات بشرية، وخصوبة الأرض، وشروط متعلقة بطبيعة المحاصيل. 
• التحول من زراعات أقل قيمة نقدية، إلى أخرى أعلى قيمة.
• صناعة الزراعة والتي تعد درجة عالية من التكثيف الزراعي، وتتم عن طريق زراعة العديد من المحاصيل في بيوت ضخمة، وظروف خاضعة للتحكم فيها، من حرارة ورطوبة وإضاءة ومكافحة الأمراض.
 لقد أثبت هذا الشكل من الزراعة جدارته في تطوير إنتاجية القطاع الزراعي في بلدان عدة ومنها العراق، بحيث جرى الاهتمام بالقطاع الزراعي ضمن هذا التوجه، بإدخال أصناف جديدة من المحاصيل، ذات الصفات الجديدة، وأقيمت مشاريع الري والبزل واستصلاح الأراضي المتملحة، إلا انه توقف نتيجة للظروف الصعبة التي مر بها البلد، فتوقف بذلك الاستثمارات والدعم المالي الذي كانت تقدمه الدولة، ومن الجدير بالذكر إن هذا الشكل من التنمية، يرتبط بمدى التطور الصناعي والتقاني والعلمي لأي بلد. 
3. التنمية الزراعية من خلال دعم دور الفلاح في العملية الزراعية: 
 يركز هذا الشكل من التنمية على زيادة دور الفلاح الإنتاجي في العملية الاقتصادية، مما يستوجب حل مشكلة ملكية الأرض الزراعية، على أساس تمليك الفلاحين الأراضي التي يستطيعون هم وعوائلهم زراعتها، وتوافر الكادر العلمي والمهني والقانوني لتسهيل مهمة تنفيذ القانون، وتشجيع القطاع الخاص، ودعمه قانونيا للاستثمار في المؤسسات الزراعية والصناعية الغذائية..
 ومن الوسائل المهمة التي تزيد من إنتاجية الفلاح، تشجيع استعمال المكننة الزراعية عن طريق إستملاكها، وتدريبه على استعمالها؛ وبذلك فان إدخال التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، واستعمال محاصيل ذوات إنتاجية عالية، واستصلاح التربة، وإقامة شبكات الري والبزل، وربط المؤسسات الزراعية بالمؤسسات العلمية.. كل ذلك يؤدي إلى زيادة الإنتاج، إذ أن معظم تلك التكنولوجيات، تتطلب مستويات عالية من المعرفة، لإدارتها بصورة ملائمة، وأن اختيار الفلاحين لهذه التكنولوجيات، سيكون محكوما بمستوى التقدم التكنولوجي، وبالمتطلبات المتزايدة في الأسواق، لذلك يجب على الفلاحين أن يتعلموا كيفية التشغيل في هذه البيئة، إذا ما أريد للتكنولوجيا الزراعية أن تسهمَ في التنمية مساهمة معنوية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء وجيه مهدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/24


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • أهدافُ التنمية الزراعية   (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : أشكال التنمية الزراعية 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net