صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

محاولة القوم حرق المستودع
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
اي شخصية سواء كانت عادية او عظيمة ومؤثرة في التاريخ لابد لها من مستودع اسرار ودائما يكون الخيار على الثقة الاخيار ويحاول الاخرون التقصي عن هذه الاسرار وخصوصا المحبين وبالتالي يكون هذا مستودع الاسرار محط اهتمام المجتمع الذي تاثر بهذه الشخصية ، بل والكل يلاحظ في العصر الحديث ان ذوي الشخصيات التي يراها الراي العام مؤثرة يلاحظ ان ذويهم لهم اهتمام خاص اذا ما تحدثوا او تحاول وسائل الاعلام المعنية اجراء لقاءات معهم من اجل التعرف عن ما هو جديد ولم يعلموا به في حياة تلك الشخصية ، ومن الطبيعي يكون هنالك شريحة لا تريد لهذه الاسرار او المعلومات ان تخرج لانها لا تكون في صالحهم سواء اذا ذكرتهم سلبا او نشرت علوم ومعارف جديدة لا يعلمها الا من كان موضع سر هذه الشخصية .
الامر ذاته ينطبق على شخصية رسول الله صلى الله وعليه واله فكان له مستودع للاسرار بل وغالبا كان يشير الى هذا المستودع ويحث امته على التمسك به ولكننا نريد ان نعالج هذا الامر من زاوية اخرى وطبقا للمدارك العقلية البسيطة التي نتمتع بها وانسجاما مع ما ذكرناه اعلاه وبعيدا عن الاستدلال التاريخي فان مستودع اسرار رسول الله هم فاطمة وبعلها بالدرجة الاولى ومن ثم الحسن والحسين عليهم السلام اجمعين ولهذا نجد ان تصرف القوم معهم كان شديد جدا وزادوا على ذلك منعهم المسلمين من التحدث عن سنة رسول الله لانهم لو تحدثوا فمن البديهي سيكون مستودع اسرار رسول الله هو المرجع في تصحيح الخطأ وكشف الكذب والتزود بالجديد وهذا لايروق للقوم لان في هذه الاسرار من المؤكد ماله مساس بهم ، وعملوا على جبهة ثانية الا وهي اعطاء صفة المستودع الى احدى زوجات النبي وقد اصبغوها بصبغة التفضيل وتراكمت الاحاديث عنها وجعل فضلها بين النساء كفضل الثريد الثريد الثريد بين الطعام ولا اعلم الا يعلمون هنالك من يحب السمك المسكوف ويروه افضل من بقية الاطعمة ؟!!
هذه الصفة اي صفة مستودع الاسرار مهمة جدا وبسببها كان بيت فاطمة عليها السلام عرضة للاعتداء فان الاعتداء ليس سببه عدم البيعة لهم بقدر ما كان السبب هو ان يكون بيت فاطمة موضع نشر سنة ابيها بين المسلمين وتعلمون ان الخليفة الاول والثاني امرا بجمع من كتب سنة محمد ومن ثم حرقها وهم الذين يعلمون ان لفاطمة وعلي صحف فيها هذه العلوم المحمدية ولم ياتيا بها ولم يستطيعا ان يحصلا عليها بل وكانت فكرة احراق الدار هي فكرة احراق مافيها من كتابات عن رسول الله صلى الله وعليه واله ولا استبعد بل انا متيقن بعدما منع رسول الله من كتابة كتاب لا يضلوا من بعده واتهامه بالهذيان فامرهم بالخروج وبعد خروجهم اعتقدوا ان رسول الله كتب الكتاب وسلمه الى خواصه او سيظهروه على الملا بعد وفاته لهذا استعجلوا الامر حال وفاة رسول الله ان اجتمعوا في السقيفة والاسراع الى بيت علي لاقتحامه والقيام بما كانوا يخططون له ، والا اذا كانت غايتهم البيعة فان سعد بن عبادة شتمهم ولم يبايعهم ولم يصلي خلفهم ولم يلتزم باوامرهم ورغم ذلك تركوه بمشورة بشير بن سعد وهذا يؤكد ان اعتدائهم على بيت علي ليس غايتهم البيعة اكثر من غايتهم حرق سنة محمد (ص) ، والشيء بالشيء يذكر فان احفاد القوم لما قتلوا الحسين عليه السلام وبداوا بالسلب والنهب لدرجة ان احدهم حاول سلب تكة سروال الحسين عليه السلام فالذي يسلب تكة هل من المنطق ان يحرق الخيام وبما فيها بدلا من سلبها ؟ انه ليس من المنطق حرق الخيام الا اذا عرفت الغاية من الحرق !!! والغاية هي لحرق الرسائل والكتب المحفوظة في الخيام والتي بعثها القوم الى الحسين عليه السلام والتي طلبوا فيها سرعة قدومه الى الكوفة ليستلم امامة الكوفة .
بينما نجد شريحة اخرى من الاخيار اولوا اهتمامهم بمستودع سر رسول الله لكي ينهلوا من علومه فكانوا يجاهدون دونهم وبامرهم امثال سلمان وعمار وابو ذر وغيرهم من الاصحاب الاخيار رضوان الله تعالى عليهم




 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/03



كتابة تعليق لموضوع : محاولة القوم حرق المستودع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net