أثر شعور الطفل بأنه غير مرغوب فيه الجزء الثاني
عبد الكريم العامري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الكريم العامري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وأيضاً من الأسباب التي تدعو الى الشعور بأنهم غير مرغوب فيهم:
6ـ إذلال الطفل:
يأخذ هذا الإذلال صوراً متعددة: النقد أو السخرية، اللوم، المقارنة بين الأطفال في أمور تقلل من شأنهم في نظر أنفسهم، أو إطلاق أسماء أو ألقاب تهكمية، مديح أصحاب الطفل، وذكر ما بهم من محاسن؛ كأن يقال مثلاً: إن فلانة جميلة وشعرها جذاب... إن هذا القول، دون شك يجرح شعور الطفل، يجعله يعتقد أن والديه يعتقدان انه غير جميل أو نظيف.
7ـ المزاج العصبي:
أن تكون الأم عصبية المزاج، يسود سلوكها الضجر والتذمر وهي تقوم بإشباع حاجات الطفل.
8ـ عدم حماية الأطفال والاهتمام بشئونهم، يأخذ ذلك مظاهر مختلفة: وضع سرير الطفل في مكان معرض لتيار، وضع مكتبه في مكان تكون فيه الإضاءة غير كافية، إهمال الإجابة عن أسئلة الأطفال أو نسيان عيد ميلادهم، عدم التعقيب أو التوقيع على تقرير أو ورقة امتحانية أو شهادة مدرسية، أو عدم مديح الطفل لحصوله على جائزة.
أثر هذا الأسلوب في سلوك الأطفال:
1ـ إن الطفل غير المرغوب فيه يكون دائم الملاحظة لوالديه، يراقب حركاتهما، يتتبع خروجهما ومواعيد عودتهما الى المنزل بتلهف شديد وبقلق زائد.
نلاحظ في مثل هذه الحالات قيامه بمحاولات عدة ليكسب بها حب والديه؛ ذلك بسبب ما يشعر به من أن والديه لا يبادلانه الحب. من الملاحظ أنه بقدر قلة حب الآباء لأبنائهم، يزداد تعلق الأبناء بآبائهم. يقول الباحثون في هذا المجال؛ إنه في حالة عجز الطفل عن الحصول على حب أمه مثلاً، فإنه في بعض الأحيان يلجأ الى سرقة شيء عزيز لديها يحتفظ به، يخفيه عنها، طالما يتعذر عليه أن يحصل على حبها.
2ـ يقوم بأنواع من السلوكات يقصد به لفت نظر والديه: صراخ أو ضحك بصوت عال، القيام بنشاط زائد، كثرة الشكوى والتذمر، كثرة الشقاوة أو التخريب، إتلاف أدوات المنزل والأثاث، السرقة...
إنه يقوم بذلك السلوك: إما لأجل أن يلفت نظر والديه، وإما أن يقوم به كوسيلة انتقامية. مثلاً في حالة تخريب أو إتلاف أدوات المنزل والأثاث، فإنه يعرف جيداً أن والديه سيشتريان بدلاً منها (هذا عقاب لهم). أما في حالات السرقة من الغير، فهم على علم واضح أن هذا السلوك سيجعل الآباء في مركز حرج، هذا من جهة، من جهة أخرى فإن وجود الأطفال في مثل هذه المواقف سيدفع الآباء الى حمايتهم.
3ـ في حالات أخرى يعرض الطفل نفسه للجروح والكدمات، كل ذلك ليلفت نظر أهله إليه ليعتنى به. يدعي الطفل المرض بصفة متكررة، يمتنع عن الأكل أو الكلام، يتبول على نفسه لا إراديا... ما هذه إلا مظاهر للاضطراب النفسي.
4ـ القيام بسلوك يتميز بالمقاومة، العدوان، الثورة، العناد، فكثيراً ما نجد هؤلاء الأطفال مصدر تعب للمدرسة، المنزل، ليس من السهل إخضاعهم للسلطة.
5ـ الأطفال هؤلاء يقومون بسلوك يدل على حقدهم على المجتمع وتحديهم للسلطة. إن سلوكهم يدل على المرارة، الغيرة وعدم الرضا. إنهم في الواقع يعبرون عن هذه المشاعر بطريقة تدل على عدم الاكتراث.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat