صفحة الكاتب : مرتضى علي الحلي

وقفاتٌ قيَميّةٌ مع نصوص الإمام الحُسَين (ع) في نهضته الشريفة الحلقة الثانية 
مرتضى علي الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين، وسلامٌ على الإمام الحسين (ع) في العالمين..

نكمل في هذه الحلقة الحديث عن الملامح التي رسمها لنا الإمامُ الحسين (ع) لحركته ونهضته القيمية الشريفة، وذلك بشرح مضامين خطابه (ع) لأصحابه، حيث قال:
(ولا قوة إلا بالله..):
وهذه هي الأخرى مُفردة يقينية وقطعية في أثرها التكويني على الإنسان في هذه الحياة الدنيا، فالحول والقوة مُنحصرة بالله تعالى واقعاً وثبوتاً، وما عند الإنسان من قدرة نسبية وبسيطة فهي بتمكين الله تعالى.
وحينما يدرك الإنسان أنّ القوة لله جميعاً وبيقين قطعي، فسوف يتحرك في تطبيق المبدأ والمشروع الحق بقوة الله تعالى وتمكينه.. والقرآن الكريم من أول الأمر بثّ هذه القيم المعنوية في وعي الإنسان المؤمن والمسلم في نصوصه الشريفة، فقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِوَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) البقرة: 165.
(إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) الذاريات: 58، فكل الذي تقدم أعلاه كان هو حاضراً وبيقين نهائي ومبين في وعي وذهن الإمام الحسين(ع).
ثم أردف (ع) قوله أعلاه بـ: (خُطَّ الموتُ على ولدِ آدم مَخط القلادة، على جيد الفتاة). فإذا كان الإنسان المُصلِح والثائر في مجتمعه يخشى الموت في نهاية حركته فهو شخصٌ غير مُكتمل الوعي والإيمان والعقيدة.
لذا نبّه الإمامُ الحسين (ع) على هذه الحقيقة الوجدانية في نفوس الناس والتي تنتابهم دوما.
وقال (ع): (خُطَّ الموتُ على ولدِ آدم مَخط القلادة، على جيد الفتاة)، بمعنى أنّ النهاية الحتمية المُتمثلة بالموت للإنسان هي مُحيطةٌ به شاء أم أبى وسيصل إليها يقيناً؛ ولكن مفهوم الموت يختلف عند الناس، فمنهم من يراه خسارة للحياة، ومنهم من يراه فوزاً بالآخرة والحياة الحقة الباقية.. وبما أنّ الإمام الحسين (ع) هو أحد أفراد البشر، ولكن تصوره وتصديقه بالموت يختلف تماما عمّا هو معهود عند الأعم الأغلب في وقته، وخاصة الذين حاربوه وخذلوه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى علي الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/24


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • التعاطي العبادي التربوي البنائي مع الأشهرِ الكريمةِ، رجب وشعبان ورمضان - مَسارُ هُدى ومُعطياتُ استقامة  (المقالات)

    • استحضار وجود الله تبارك وتعالى ووجود الدّار الآخرة أصلان عقائدّيان عظيمان وتربويّان  (المقالات)

    • زيارة الأربعين الشريفة ودورها الفعّال في تربيّة شبابنا الأعزّاء عقائديّاً وقِيَميّاً واجتماعيّاً وثقافيّا  (المقالات)

    • مصيبة السبي  (المقالات)

    • درسٌ مِن عاشوراء  - استذكارٌ واعتبار  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : وقفاتٌ قيَميّةٌ مع نصوص الإمام الحُسَين (ع) في نهضته الشريفة الحلقة الثانية 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net