النتائج السلبية لضرب الطفل
تبارك صباح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تبارك صباح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ضرب الطفل يولِّد كراهية لديه تجاه ضاربه، مما يقتل المشاعر الإيجابية المفترض أن تجمع بينهما وتقربهما من بعض، فاللجوء إلى الضرب يجعل العلاقة بين الطفل وضاربه علاقة خوف لا احترام وتقدير، بالإضافة إلى أن الضرب يُنشئ أبناء انقياديين لكل من يملك سلطة وصلاحيات أو يكبرهم سنّاً أو أكثرهم قوة.. هذا الانقياد يضعف الشخصية لدى الأبناء، ويجعلهم شخصية أسهل للانقياد والطاعة العمياء، لاسيما عند الكبر مع رفقاء السوء.
ومما لاشك فيه أن الضرب يقتل التربية المعيارية القائمة على الاقتناع، وبناء المعايير الضرورية لفهم الأمور والتمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل، فالضرب يلغي الحوار والأخذ والعطاء في الحديث والمناقشة بين الكبار والصغار، ويضيع فرص التفاهم وفهم الأطفال ودوافع سلوكهم ونفسياتهم وحاجاتهم.
ويمكن القول أن الضرب يفقر الطفل ويحرمه من حاجاته النفسية للقبول والطمأنينة والمحبة، فهو يعطي أنموذجاً سيئاً للأبناء، ويحرمهم من عملية الاقتداء، كذلك يزيد حدة العناء عند غالبية الأطفال، ويجعل منهم عدوانيين.
وقد أثبتت التجارب المعاشة أن الضرب قد يضعف الطفل، ويحطم شعوره المعنوي بقيمته الذاتية، فيجعل منه منطوياً على ذاته خجولاً، لا يقدر على التأقلم والتكيّف مع الحياة الاجتماعية؛ فهو يبعد الطفل عن تعلم المهارات الحياتية: (فهم الذات، الثقة بالنفس، الطموح، النجاح..)، ويجعل منه إنساناً عاجزاً عن اكتساب المهارات الاجتماعية (التعامل مع الآخرين أطفالاً كانوا أم كباراً).
ويمكن اعتبار أن اللجوء إلى الضرب هو لجوء لأدنى المهارات التربوية وأقلّها نجاحاً، فهو يعالج ظاهر السلوك ويغفل أصله، ولذلك فإن نتائجه عادة ما تكون مؤقتة، ولا تدوم عبر الأيام، فضلاً عن أنه لا يصحِّح الأفكار، ولا يجعل السلوك مستقيماً.
والضرب أيضاً يقوّي دافع السلوك الخارجية على حساب الدافع الداخلي الذي هو الأهم دينياً ونفسياً، فهو يبعد عن الإخلاص ويقرّب من الرياء والخوف من الناس، فيجعل الطفل يترك العمل خوفاً من العقاب، ويقوم بالعمل من أجل الكبار، وكلاهما انحراف عند دوافع السلوك السوي الذي ينبغي أن يكون نابعاً من داخل الطفل (اقتناعاً، حباً، إخلاصاً، طموحاً، طمعاً في النجاح وتحقيق الأهداف، وخوفاً من الخسارة الذاتية..).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat