ترجمة معاني القرآن الكريم عند الروس الجزء الثاني
محمد عبد علي حسين القزاز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد عبد علي حسين القزاز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أطلق الكاتب المعروف (كانتيمير 1723م) مبادرته في تأسيس أول مطبعة بالحرف العربي. كما أُنشئت بتوجيه من (بطرس الأكبر) أولى مدارس الترجمة للمستعربين. أما في النصف الثاني من القرن الثامن عشر فقد دخلت اللغة العربية في مناهج المدارس الثانوية في بعض المدن الروسية، مثل مدرسة أسترا خان.
في (بطرسبرج) ظهرت طبعة جديدة للقرآن الكريم باللغة العربية، وقد أشرف على تلك الطبعة وعلّق عليها الملاّ (عثمان إبراهيم), كما أعيدت طباعته في الأعوام(1789م، 1790م، 1796م، 1798م). ظهرت أيضاً ترجمتان جديدتان لمعاني القرآن الكريم بالروسية وحازتا تقدير (كراتشكوفسكي) الذي رأي فيهما حدثا تاريخياً بالغ الأهمية في تاريخ الثقافة الروسية، ومستوى أعلى من الترجمات السابقة.
ولقد حفزت الترجمات الروسية لمعاني القرآن الكريم في صدور مؤلفات تتناول شرح القرآن الكريم ومن أبرزها كتاب المترجم (بوجدانيفيتش) بعنوان (محمد والقرآن) وقد لاقى نجاحاً كبيراً، وأعيد طبعه مرات عديدة. لقد تركت ترجمة (فيرفكين) لمعاني القرآن سنة(1790م) أثراً كبـيراً في تاريخ الأدب الروسي، وكانت هذه الترجمة مأخوذة أيضاً عن الترجمة الفرنسية.
في(5 كانون الأول 1800م) رُفعت القيود التي كانت مفروضة على طبع الأدبيات الدينية الإسلامية، وافتتحت في (قازان في العام 1802م) أول مطبعة عربية إسلامية تمّ بها إعداد (82300) نسخة من المصحف الشريف، واعتمدت جميعها نص طبعة(بطرسبرج لعام 1787م)، وحظيت باهتمام واسع في روسيا وفي خارجها في آن معاً.
ومع ازدهار حركة الإستشراق، تمكن العديد من المستشرقين بترجمة معاني القرآن الكريم عن اللغة العربية، ومع ولادة أول مطبعة عربية كانت ولاد المستشرق (ميرزا محمد كاظم بك 1802م) الذي كان يعد من أكبر المستشرقين في تلك الفترة.
في سنة(1859م) ظهر كتابه (الفهرس الكامل للقرآن أو مدخل إلى كلماته وعباراته)، وهو عبارة عن دليل لدراسة مبادئ القرآن الكريم الدينية والشرعية والتاريخية والأدبية. وكان من أهم عيوبه أنه لم يعتمد نص القرآن الكريم، بل اعتمد على مصحف المستشرق الألماني (جوستاف فليوجل).
أشرف المترجم (نيقولاييف) عام (1864)م، على ترجمة معاني القرآن، وكانت مأخوذة عن الترجمة الفرنسية للمستشرق (بيبيرشتين كازميرسكي). وقد تكررت طباعة ترجمة (نيقولاييف) في موسكو خمس مرات، وفي سنة (2001م) أعيدت طباعتها في دار (إليبرون كلا سيك). يعتقد بعض النقاد أن وضع النقد الترجمي سيء، لاسيما إذا عرفنا انه لا يوجد اتفاق مشترك عام على معايير النقد الترجمي والتقويم، وإن للنقد الترجمي علاقة واضحة بالأدب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat