صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

المهدوية : آخر الحضارات البشرية وأرقاها
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اتجاهان يمكن ان نتخذهما في الحديث عن العقيدة والقضية المهدوية وتناول عامة مسائلها وتفاصيلها سواءً مع أنفسنا - كمعتقدين بهذه القضية - او مع الآخر المستريب والشاك بها ، وهما :

الاتجاه الأول : الحديث عنها كعقيدة دينية وكالتزام روحي وكقضية غيبية الهية .

الاتجاه الثاني : كحضارة انسانية وحالة من العيش ومستوى من الحياة سوف تصل اليه البشرية في يوم ما وستكون هذه الحضارة هي أرقى الحضارات وآخرها على الإطلاق .

وثمة فروقات جوهرية بين الحديث في الاتجاه الأول والحديث ضمن الاتجاه الثاني .. فالأول قد تكبّله بعض العقد والمواقف السلبية المُتخذة مسبقاً على الإسلام او على مذهب التشيّع الحامل للواء هذه القضية ، في حين بالإمكان تجاوز كل ذلك واستبداله بالتطلعات والأمنيات التي يرغب في التفكير بها وتحقيقها كل إنسان .

وكذلك يكون الحديث في الاتجاه الأول منصبّاً على الأسباب الغيبية والمسائل الشرعية التي تحفّ بهذه العقيدة ، بينما يكون حديث الاتجاه الثاني مختصراً على دائرة الإمكان الطبيعي والعملي بنفس الوقت وهذا مطلوب بنفسه ونافع للقضية بل يمهد ويضع حلولاً للكثير من المشاكل والعقبات التي قد تواجه الموضوع في اتجاهه الروحي والغيبي حتى ..

وفروقات اخرى كثيرة من شأنها توسيع دائرة التفكير في القضية المهدوية وكذلك تتسع مساحة المشاركة الفعلية بها وتجعل منها قضية عالمية .. وهي كذلك في أصلها وحقيقتها .

وفي المراحل الأولى لا نطلب الالتقاء بين الاتجاهين ، وليس من الحصافة الزام الآخر به ، بل لا ينبغي اشعاره بأن الهدف من حديث الاتجاه الثاني هو الالتزام بالاتجاه الأول ، لأننا سنقع بنفس المشكلة ونعود الى نفس النقطة .

فكلمة السواء بين الاتجاهين هو أصل الطلب وأصل الإمكان ، فأصحاب كلا الاتجاهين متفقون على أمنية الوصول الى أفضل حالة بشرية في هذه الحياة ، وكلاهما يمكن أن يتفقوا على الإمكان وعدم الاستحالة في ذلك ..

يمكن ان نتفق على شكل الدولة الموعودة ولا نتفق على أسمها ، ويمكن ان نتفق على مواصفات القائد الموعود ولا نتفق على إسمه ونسبه ، ويمكن ان نعتقد بامكانية وجوده المستقبلي وإن اختلفنا في تاريخ ولادته وغيبته وطريقة ظهوره .. وهكذا .

ولنعلم نحن ايضا بأن كل حالات الاعجاز التي احتوتها القضية المهدوية هي حالات طارئة واضطرارية ، وانها وسائل وآليات لم يتوقف عليها الوجود الفلسفي والذهني للعقيدة وان توقف عليها الوجود الفعلي والواقعي بسبب بعض العقبات التي رافقت مسيرتها .

بل حتى البعد الديني لهذه القضية ، على أهميته ومفصليته الا ان البشرية في اصل ومجرد وجودها على هذه المعمورة يتطلب منها الوصول الى الحالة المهدوية بدون الشرائع ، فلديها الامكانيات الكاملة لذلك وما الأديان - كشرائع ورسل - الا رحمات وألطاف الهية بعثها وأنزلها الله على البشرية .. في تفصيل لا نريد الخوض فيه هنا ونكتفي فقط بالإشارة اليه ونعتمد على ثقافة القارىء المعمقة للأديان وبعث الأنبياء ..

وهذه الحضارة المادية البشرية بين ايدينا وللنظر لها الى اي مستويات وصلت من التقدم والتطور والرقي وهي منسلخة عن التدين وإن وجد هنا او هناك فهو أما تدين شكلي او تدين غير مؤثر ..

فالمهدوية كحضارة هو مطلب وضرورة بشرية حاز الإنسان - كإنسان - على امكانيات وموارد تحقيقها ، ولكن لتقصيره وتفريطه احتاج الى تدخل السماء توجيهاً وتخطيطاً ومساعدة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/22



كتابة تعليق لموضوع : المهدوية : آخر الحضارات البشرية وأرقاها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net