مَعَالِم العَفاف في رسالة المرأةِ في الحياة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تلخيص: مرتضى علي الحلّي – النجفُ الأشرفُ
1- إنَّ العَفاف - والذي يعني الكَفّ عما لا يَحِلّ ويَجْمُلُ - هو ضرورةٌ فطريَّةٌ إنسانيّةٌ لكُلٍّ من الرجلِ والمرأةِ كما هو ضرورةٌ دينيَّةٌ.
2- إنَّ عَفاف السترِ للمرأةِ يقتضي تستّرَها نوعاً بتجنّبِ إبداءِ بدنها ومفاتنها وزينتها للرجل كنوع من التحديد لِمَا جُبِلَت عليه من الرغبَةِ في الظهورِ بمظَهَرِ الجمالِ والإغراءِ.
3- لقد كُلّفَت المرأة بمزيدٍ من مظاهر العَفَافِ وعلى وجهٍ يُلائمِ طبيعتها، وما فُطِرَت عليه من التكوين النفسي – ولم يكن المُنطلَقُ في هذا التكليف انتقاصَ المرأةِ، ولا الحطَّ منها، ولا التعسّفَ بحقّها، ولكن ذلك ما تُمليه سُنَن الحياةِ وقواعدها ومُقتضياتها.
4- هناك ضرورةٌ في اهتمامِ المرأةِ بالعَفَافِ بشكل مُؤكَّدٍ في الجوِّ المُختَلَط بينها وبين الرجال، سواءٌ في المَظهَرِ أو السلوك أو إبراز العواطف بأيٍّ نحوٍ آخرٍ يكونُ مظنَّةَ نوعٍ لإغراءِ الرجل – ولتتعامل المرأةُ مع الرجلِ ويتعاملُ الرجلُ معها كإنسانين، وليس كذكرٍ وأنثى.
5- إنَّ كثيراً مِن المظاهر والسلوكيّاتِ الصامتةِ هي ذات لغةٍ اجتماعيّةٍ مُعبِّرَةٍ أكثر من القول حتّى وإن لم يقصدها الفاعلُ – وكما قيلَ قديماً: إنَّ مِن التلميح ما يكون أبلغَ مِن الإشارةِ، فلا بُدّ من أن تكونَ لغةُ اللبسِ والقولِ والسلوكِ لغةً لا تُعبِّر عن الإغراءِ للآخرِ.
6- ينبغي الالتفاتُ إلى أنَّ وظيفةَ المرأةِ في السترِ العَفيفِ لا يعني إلقاءَ اللّومِ عليها دون الرجل في حال وقوع سلوكيّات سلبيّة من قِبَل الرجلِ، ولكن السترَ العفيفَ ضرورةٌ لإيجادِ جوٍّ سليم ونقي بين الرجل والمرأةِ، ووظيفةُ التشريعِ الحكيمِ إيجاد الجوّ السليم من خلال الأرضيّاتِ المُناسبة وفق سُنَن الحياة.
7- إنَّ عَفَافَ المرأةِ حقّاً مَظهَرٌ حضاريّ وأخلاقي راقٍ للغاية، والمرأةُ العَفيفَةُ إنسانةٌ فاضلةٌ وراقيّةٌ وجديرةٌ بالتقدير والاحترام من المنطلق الفطري والإنساني والدّيني – وهي تشعرُ بالطيب والطهارةِ والنقاءِ والسكينةِ، وهذه مشاعرٌ مؤنِسَةٌ وإيجابيّةٌ تعطي إيماناً بالذّات وشعوراً بالقدرةِ على ضبطِ النفسِ وفق السياقاتِ الحكيمةِ والفاضلة.
8- وكم مِن روعةٍ في فتاةٍ تعيشُ حياتها مع أسرتها ثُمَّ مع زوجها وأولادها بسكينة واطمئنان وسعادةٍ بعيداً عن هواجس قلقةٍ واضطراباتٍ دائمةٍ وتعلّقاتٍ خاطئةٍ، وقد أكسبها العَفَافُ ثوباً من النقاءِ والاستقرارِ والسلامةِ، وهي تعيشُ المُتعَةَ المُتَاحَةَ لها بمقدار ما تقتضيه الفطرة.
9- وكذلك كم مِن روعةٍ في مواقف تتمسّكُ فيها الفتاةُ بشخصيّتها وعَفَافها في مقابل الاستدراجات الخادعة والخاطئة، وتصونُ نفسَها بعزيمةٍ وحكمةٍ عن الخطيئةِ وآثارها النفسيّة والسلوكيّة والاجتماعيّة، ولا توسوس لها نفسُها بأيّ اعتناءٍ إلى مِثل ذلك.
10- قد يعتقد بعض الفتيان والفتياتِ أنّهم لا يحصلون على فرصة للزواجِ إلّا من خلالِ مظاهر الإغراءِ الصارخ والإبرازِ الفاتن، وهو انطباعٌ خاطئٌ، بل يجدُ عامةُ النّاسِ ذكوراً وإناثاً أنَّ صاحبَ التصرّف اللائق أولى بالثقةِ في حياة زوجيّة تكون الثقةُ هي الأساسَ الأوّلَ فيها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: رسالة المرأة في الحياة – السيّد مُحمّد باقر السيستاني (دام توفيقه): ص33-38.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat