صفحة الكاتب : فاطمة محمود الحسيني

خرافات القرون المتحضرة
فاطمة محمود الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يرتبط الخسوف بالتراث الشعبي القديم بخروج الأرواح الشريرة والشياطين، واقتراب نهاية العالم، يقال: أن مارتن لوثر مؤسس العقيدة الانجيلية الذي رفض الاعتراف بأساطير الفلك، قال: إن الخسوف والكسوف نذير شؤم وشر، وأعتقد ان هذا ينبئ باقتراب نهاية العالم.
 وساد الاعتقاد أيضاً بأن الأرواح الشريرة تخرج أثناء خسوف القمر تفسد الطعام، فامتنع الناس عن الأكل والشرب أثناء هذه الظواهر الكونية خشية أن يصيبهم مكروه، واستخدمت بعض الشعوب ورق الريحان لتغطية الطعام؛ لكونه مقدساً وطارداً للشرور, تلتزم النساء الحوامل بيوتهن اثناء حدوث الخسوف والكسوف، إذ ساد الاعتقاد بأن التعرض للضوء يضر بهن وبالأجنة، ووصل تفكيرهم الى تشوه الجنين واصابته بلعنة تلازمه طوال حياته، لذلك لا تمسك الحوامل أي مادة حادة، وبعض الشعوب رأت أن الكسوف والخسوف تضاعف الحسنات والسيئات، ولجأ البعض الى الاستحمام في وقت الخسوف والكسوف لإزالة الذنوب والطاقة السلبية، ويصلوا الى الخلاص.
 بعض الثقافات والديانات أكدت على الاغتسال للتطهر من الذنوب، وفُسّر الكثير من الموروث الشعبي العالمي بأن هناك عراكاً بين الشمس والقمر تكون الغلبة فيه لمن يغلب الاخر، وارتبط الخلاف عندهم بعراك بين الآلهة الغاضبة، عندما يغادر إله الشمس يحدث الكسوف، وحين يغادر إله القمر يحدث الخسوف، وانعكس هذا الخلاف عند اهل الأرض وتأثرت أسواق المال العالمية بفترات الكسوف والخسوف، والكثير من الثقافات تسودها اعترافات، إذ يعتقد أن الشمس قد سرق او ابتلعها مخلوق مجهول وموروثنا الحافل بابتلاع الحوت للقمر.
 وبعيداً عن التفسيرات العلمية والتحذيرات، نجد أن تفسير النبي(ص) للظاهرة أخذ بعداً علمياً روحياً؛ لأن هناك كسوفاً قد حدث في السنة العاشرة للهجرة، لاحظ الناس شدة حزن النبي (ص) على وفاة ابنه إبراهيم وهو طفل رضيع، فقال بعض المسلمين: إن الشمس انكسفت لموت إبراهيم، فخطب بهم النبي (ص) وقال عبارة دحرت كل خرافات القرون المتحضرة، فأجابهم بعفوية علمية ومنطقية في شبه جزيرة معظمها صحراء وقبل 1383 سنة، قال لهم: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان بموت احد، ولا لحياته، فإن رأيتم ذلك فافزعوا الى ذكر الله تعالى، والصلاة على محمد وآل محمد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاطمة محمود الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/03



كتابة تعليق لموضوع : خرافات القرون المتحضرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net