ان لواقعة الطف إبعاد وجوانب مختلفة جسدها الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) في أرض كربلاء، فكانت عاشوراء رمزاً للإنسانية ودعوة إلى الخير والحفاظ على قيم ومبادئ الإنسان وتحمل المسؤولية والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف. ونحن كحسينيون مكلفون بأحياء عاشوراء والحفاظ عليها.
كيف نتعامل مع قضية عاشوراء؟
إن عاشوراء مدرسة متكاملة وفعالة تٌجسد الكثير من الصور والمعاني في سلوك الإنسان السوي وبالتحديد المجتمع الأسلامي، فقضية الحسين (عليه السلام) ليس لطائفة معينة أو لشعب محدد. فلا بد إلا نتعامل معها مجرد ذكرى وقراءة الفصول الأحداث والتفاعل معها وجدانياً فقط.
نعم، الحزن والجزع والأسى مهم ومطلوب ونوع من المواساة لفاطمة الزهراء وأهل البيت (عليهم السلام) وله أجر وثواب في الدنيا والاخرة، لكن المواساة والتأسي له صور متعددة ومتنوعة.
• مواساة سلوكية: ان تكون مواساته حسينية تتمثل بالأخلاق الفاضلة والتعامل الحسن والموعظة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• مواساة فكرية: الثبات على الدين والعقيدة، وهذا ما ضحى به سيد الشهداء (عليه السلام) وأهله وأصحابه، فنسمع العباس (عليه السلام) في يوم عاشوراء يقول: "تا الله إن قطعتم يميني إني أحامي أبداَ عن ديني ..."
ومن جهة أخرى ينادي علي بن الحسين (سلام الله عليه) " أنَا عَليّ بن الحسين بن علي *. نحنُ وبيت الله أولَى بِالنّبي تالله لا يَحكُمُ فينا ابنُ الدّعي ..."
وأخير ما أكد عليه الإمام الحسين (عليه السلام) قبل استشهاده " وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب النجاح والصلاح في اُمّة جدّي محمّد، اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"
فكل هذا الإصرار والحرب والقتل والسبي كانت كلها من أجل الدين والعقيدة ونشر راية الحق واعلاء كلمة الله ودحض الباطل ومحاربة الظلم والفساد. وبما أننا في زمن يشابه زمن الإمام لكن بمعالم مختلفة ومسميات جديدة ويحاول العدو دائماً أن يزرع الشك في معتقداتنا، وقيمنا، وأهدافنا، وقادتنا، وأن يثبِّط من عزائمنا. أننا في زمن يتحالف فيه المسلمون مع أعدائهم، فكيف سننصر الحق والحسين عليه السلام؟!
ولكن نحن كحسينيون هل متمسكين قولاً وفعلاً بالدين ؟! ونتصدى للعدو والغزوات الفكرية والحرب الناعمة! وألسنا مسؤولين عن أسم الدين والحفاظ عليه؟ وألم يأمرنا القران بأن نكون أمة تدعوا إلى الخير وقوله تعالى﴿ ولكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ﴾ آل عمران: 104
فما هو تكليفنا تجاه واقعة الطف؟
التصدي والمحاربة للهجمات الفكرية والإعلامية التي تحاول جاهدة لتشويه الدين وتزيفه من خلال بث أفكار وبرامج تٌزين القبيح وتجمل المعصية.
فنرى الكثير من الناس سريعين التأثر بالجانب الدخيل، فنشاهد بعض النساء متأثرة بسياسية الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي والتي بدأت بخلع الحجاب تدريجاَ والتخلي عنه تحت مسمى الحرية والقناعة الشخصية.
وتارة نشاهد تفشي المظاهر السلبية ومن انحدار المستوى الديني والأخلاقي منه قلة المعروف والحياء والعفة الكذب والخيانة والتهاون والتجاهر بالمعاصي والاعتزاز بها ونشرها على منصات التواصل كأسلوب حياة جديد ومواكبة الحداثة والعصر الجديد.
فهل هذه أعمالنا تحافظ على الدين والعقيدة كما فعل سيد الشهداء بذل نفسه وعياله من أجله؟
نحن نقتل بسلوكنا وأفعالنا الدين واذا اطلع طائفة معينة على سلوكنا وأسلوب حياتنا، فيقولون نحن لا نرى الإسلام والتشيع ديناَ صحيحاَ فلو كان لأثر في ابناءكم وأسركم وأخلاقكم أنه مجرد نظريات ومثاليات.
أذن نحن مسؤولون على الدين ونظره الاخرين له بصورة صحيحة وهذا ما سعى اليه الإمام (عليه السلام) وأكد عليه والدليل إنه فدى نفسه لأجل الدين والحفاظ عليه من أفكار والفساد التي كان يبثها معاوية و يزيد بن في ذلك الزمن. فأحيانا يتطلب من أنفسنا التضحية بأموالنا وبأنفسنا والقمع عن غرائزنا والدفاع عنه. ولابد للإنسان من وعي بمعنى المسؤولية وتكليفه الأساسي بالحفاظ على الأسلام وأننا جميعا مكلفون بذلك
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat