طلب مدرس الأحياء منا نشاطاً لا صفياً عن الطيور، وطلب منا أن نختار طيراً نكتب عنه، هناك من اختار (الهدهد)، ومنهم من اختار (الكناري)، ومنهم من اختار الطاووس، وهكذا تم اختيار الطيور الجميلة، ولم يبقَ أمامي الا أن أختار طائر (الغراب)، بحثت عنه كثيراً، وعرفت عنه معلومات أذهلتني، وفي اليوم المحدد لهذا النشاط وقفت أمام الطلاب لقراءة ما توصلت إليه:
الغراب طائر يمتاز بالحكمة والذكاء، إذ تم ذكره في القرآن الكريم قال تعالى: «فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ»(1).
وهو أحد الطيور الأكثر ذكاء، التي تتميز بلونها الأسود القاتم، ويمتاز بصوته الذي غالباً ما يشير إلى وجود تهديد أو طعام، والذي يعتبره البعض نذير شؤم.
رأيت الاهتمام على وجوه زملائي وأستاذي في الصف الذي طلب مني أن أكمل، فأكملت:
يوجد اكثر من 40 نوعاً من الغربان، لذلك تختلف أحجامها من نوع لآخر، فالغراب الأمريكي يبلغ حجمه تقريباً (45سم)، كذلك غراب السماك الذي يبلغ حجمه (48سم)، والذي يصل وزنه إلى 1.625غرام.
سألني أحد زملائي: ماذا تأكل الغربان؟
- إن اللحوم هي الطعام الأساسي لأغلب الغربان، إلا أن الغربان شديدة السواد تأكل كل شيء من فواكه وحبوب ومحاصيل، ويستطيع الغراب التكيف في جميع الأماكن حيث لا يضطر إلى الهجرة، هل تعلمون أن هناك أنواعاً من الغربان مهددة بالانقراض، مثل غربان فلوريس؛ بسبب قلة عدد أفرادها، والأمر في تزايد مستمر، ويرجع سبب ذلك إلى إزالة الغابات في موطنها في جزر فلوريس ورينكا الاندونيسية.
وأخيراً، اكتشف الباحثون الكثير من خفايا الغراب، منها أنه بإمكانه التعرف على وجوه البشر، ليس ذلك وفقط بل يصنفهم إلى بشر جيدين، وبشر سيئين.
صفق لي التلاميذ، ودخل بحثي عن الغراب مسابقة حصل فيها على المركز الأول في النشاط اللا صفي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة المائدة: الآية: 31.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat