اشارات الامام الجواد عليه السلام عن القرآن الكريم من سورتي آل عمران والنساء
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عرف الامام الجواد عليه السلام المنافق حيث قال (لا تكن وليا لله في العلانية عدوا له في السر)، وبهذا المعنى ورد في القرآن الكريم " يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ" (ال عمران 167). قال الامام الجواد عليه السلام لسعد الخير: أوصيك بتقوى الله، فإن فيها السلامة من التلف، والغنيمة في المنقلب. جاءت آيات عديدة عن تقوى الله قال عز من قائل "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (ال عمران 123).
جاء في موسوعة الامام الجواد عليه السلام للسيد الحسيني القزويني: أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن أبيه قال: إن رجلا أربى دهرا من الدهر، فخرج قاصدا أبا جعفر الجواد عليه السلام. فقال عليه السلام له: مخرجك من كتاب الله يقول الله: (فمن جاءه موعظة من ربه، فانتهى فله ما سلف). والموعظة هي التوبة. الثاني في ما ورد عنه عليه السلام في سورة آل عمران قوله تعالى: "فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" (ال عمران 25) محمد بن أحمد بن حماد المروزي، قال: كتب أبو جعفر الجواد عليه السلام إلى أبي في فصل من كتابه: "وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" (ال عمران 25) أما الدنيا فنحن فيها متفرجون في البلاد. قوله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" (ال عمران 159) عن علي بن مهزيار، قال: كتب إلي أبو جعفر عليه السلام: أن سل فلانا أن يشير علي ويتخير لنفسه فهو يعلم ما يجوز في بلده وكيف يعامل السلاطين، فإن المشورة مباركة قال الله لنبيه في محكم كتابه: "فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" (ال عمران 159).
قال الإمام الرضا عليه السلام لأصحابه: (قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم. فما هو وجه الشبه بين الإمام الجواد عليه السلام وبين هذين النبيّين صلى الله عليه وآله؟ الظاهر أنّ الإمام الرضا عليه السلام يقصد بكلامه هذا على فرض صحّة الرواية سنداً بأنّ ولده الإمام الجواد عليه السلام قد شاءت المصلحة الإلهية أن لا يولد في أيّام شباب الوالد عليه السلام، بل ولد يوم كان عمر الإمام الرضا عليه السلام خمسة وأربعين سنة تقريباً، وهذا التأخير كان تمحيصاً شديداً وابتلاءً عظيماً للمؤمنين "حَتَّىَ يَمِيزَ الْخبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ" (ال عمران 179)، بحيث إنّ البعض قد بدأ يُشكّك في مصداقية إمامة الإمام الرضا عليه السلام لعدم وجود عقب له، فمن هذه الجهة تشابهت قصّة ولادته عليه السلام بموسى عليه السلام، حيث إنّ بني إسرائيل يئسوا من ظهور المنقذ لهم من ظلم فرعون بسبب تأخيره، حتّى أتاهم بعد فترة من الامتحان والاختبار. وأمّا وجه الشبه بينه وبين عيسى صلى الله عليه وآله فهو أنّ عيسى عليه السلام آتاه الله تعالى الكتاب والنبوّة وهو طفل رضيع، وتكلّم في المهد وهو صبيّ، كذلك الإمام الجواد عليه السلام آتاه الله الإمامة وهو طفل، وكان يكلّم الناس بكلام الحكماء والعرفاء، وهو في مرحلة الطفولة.
جاء في موسوعة الامام الجواد عليه السلام للسيد الحسيني القزويني: في ما ورد عنه عليه السلام في سورة النساء قوله تعالى: "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا" (النساء 5) عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال: سألت أبا جعفر الجواد عليه السلام عن هذه الآية: "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم" (النساء 5) قال: كل من يشرب المسكر فهو سفيه. قوله تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شئ عليما): 32"وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" (النساء 32). عن الحسين بن مسلم، عن أبي جعفر الجواد عليه السلام: فقال عليه السلام: (لله فضل يقسمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وذلك قوله: (واسألوا الله من فضله) عن عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر الجواد عليه السلام عن قول الله: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض)؟ قال: لا يتمنى الرجل امرأة الرجل، ولا ابنته، ولكن يتمنى مثلهما. قوله تعالى: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا" (النساء 69) عن الحسن بن العباس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت: والله! ما عندي كثير صلاح. قال عليه السلام: لا تكذب على الله! فإن الله قد سماك صالحا حيث يقول: "فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ" (النساء 69). يعني: الذين آمنوا بنا، وبأمير المؤمنين، وملائكته، وأنبيائه، وجميع حججه، عليه وعلى محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار الأبرار، السلام. قوله تعالى: "وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا" (النساء 86). أبو يزيد البسطامي، قال: خرجت من بسطام قاصدا لزيارة البيت الحرام، فمررت بالشام... فرأيت في القرية تل تراب، وعليه صبي رباعي السن يلعب بالتراب، فقلت في نفسي: هذا صبي إن سلمت عليه لما يعرف السلام، وإن تركت السلام أخللت بالواجب، فأجمعت رأيي على أن أسلم عليه، فسلمت عليه. فرفع أبو جعفر الثاني عليه السلام رأسه إلي وقال: عليك السلام ورحمة الله وبركاته وتحياته ورضوانه ثم قال: صدق الله "وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا" (النساء 86). وسكت. فقلت: "أَوْ رُدُّوهَا" (النساء 86). فقال: ذاك فعل المقصر مثلك، فعلمت أنه من الأقطاب المؤيدين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat