الولي في الميزان القرآني (ح 1)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جاءت كلمة ولي ومشتقاتها في آيات قرآنية عديدة قال الله تبارك وتعالى "وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" ﴿البقرة 107﴾، و "مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير" ﴿البقرة 120﴾، و "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" ﴿البقرة 257﴾، و "وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ" ﴿آل عمران 68﴾، و "لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" ﴿الأنعام 51﴾، و "أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ" ﴿الأنعام 70﴾، و "وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" ﴿التوبة 74﴾، و "يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" ﴿التوبة 116﴾، و "مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ" ﴿الرعد 37﴾، و "وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ" ﴿الإسراء 111﴾، و "مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا" ﴿الكهف 26﴾، و "قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى" ﴿طه 18﴾، و "وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ" ﴿العنكبوت 22﴾، و "مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ" ﴿السجدة 4﴾.
جاء عن السيد علي الميلاني حول معنى الولاية: معنى الولاية: الولاية: مشترك، إما مشترك معنوي، وإما مشترك لفظي، نحن نعتقد بالدرجة الأولى أن تكون الولاية مشتركا معنويا، فمعنى الولاية إذا قيل: فلان ولي فلان، أي فلان هو القائم بأمر فلان، فلان ولي هذه الصغيرة، أي القائم بشؤون هذه الصغيرة، فلان ولي الأمر أي القائم بشؤون هذا الأمر، ولذا يقال للسلطان ولي، هذا المعنى هو واقع معنى الولاية. ونجد هذا المعنى في كل مورد ذكر موردا للولاية مثلا: الصديق ولي، الجار ولي، الحليف ولي، الأب ولي، الله ولي، ورسوله ولي، وهكذا في الموارد الأخرى من الأولياء. هذا المعنى موجود في جميع هذه الموارد، وهو القيام بالأمر، هذا هو معنى الولاية على ضوء كلمات علماء اللغة، فلو تراجعون كتب اللغة تجدون أن هذه الكلمة يذكرون لها هذا المعنى الأساسي، وهذا المعنى موجود في جميع تلك الموارد المتعددة مثلا: الجار له الولاية أي الجار له الأولوية في أن يقوم بأمور جاره، يعني لو أن مشكلة حدثت لشخص فأقرب الناس في مساعدته في تلك المشكلة والقيام بشؤون هذا الشخص يكون جاره، هذا حق لجوار، مثلا الحليف كذلك، مثلا الناصر أو الأخ، هذه كلها ولآيات، لكن المعنى الوحداني الموجود في جميع هذه الموارد هو القيام بالأمر. هذا بناء على أن تكون الولاية مشتركا معنويا. وأما إذا جعلنا الولاية مشتركا لفظيا، فمعنى ذلك أن يكون هناك مصاديق متعددة ومعاني متعددة للفظ الواحد، مثل كلمة العين، كلمة العين مشترك لفظي، ويشترك في هذا: العين الجارية، والعين الباصرة، وعين الشمس، وغير ذلك كما قرأتم في الكتب الأصولية. فالاشتراك ينقسم إلى اشتراك معنوي و اشتراك لفظي، في الدرجة الأولى نستظهر أن تكون الولاية مشتركا معنويا، وعلى فرض كون المراد من الولاية المعنى المشترك بالاشتراك اللفظي، فيكون من معاني لفظ الولاية: الأحقية بالأمر، الأولوية بالأمر، فهذا يكون من جملة معاني لفظ الولاية، وحينئذ لتعيين هذا المعنى نحتاج إلى قرينة معينة، كسائر الألفاظ المشتركة بالاشتراك اللفظي.
ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما علم بأن عليا تصدق بخاتمه للسائل، تضرع إلى الله وقال: اللهم إن أخي موسى سألك قال: "قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا (35)" (طه 25-35) فأوحيت إليه: "قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَٰمُوسَىٰ" (طه 36)، اللهم وإني عبدك ونبيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري. قال أبو ذر: فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكلمة حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية: "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" (المائدة 55).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat