صفحة الكاتب : سمير داود حنوش

لماذا دَمرتم العراق...؟
سمير داود حنوش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يجرؤ أياً منهم أن يسأل الرئيس الأمريكي ذلك السؤال الذي لم يغادر مُخيّلة أي عراقي ويُؤرقه، ولم تُحرّك الغيرة الوطنية شعور أي رئيس عراقي بالتوالي وهو يصافح أي رئيس أمريكي ويجالسه ويتبادل معه الإبتسامات إلى الإفتراض ولو على سبيل المُزحة أن يسأل "لماذا فعلتم أيُها الأمريكيون كل هذا الدمار ببلدي".

كل رؤوساء الوزراء والجمهورية الذين حكموا العراق إلتقوا بجميع رؤوساء الولايات المتحدة الأمريكية إبتداءاً من إبراهيم الجعفري الذي جلس مع جورج بوش الإبن مهندس تدمير العراق وإنتهاءاً بالكاظمي الذي جالس بايدن، مع وجود أجوبة للعُقلاء جاهزة للإجابة عن ذلك السؤال الذي لايقبل التأويل أو التحديث في تفسيرات الخيانة أو العمالة أو حتى العِرفان بالجميل لأولئك الذين إحتلوا العراق وإنهالوا عليه بالمعاول ووضعوهم على ماتبقى من الأطلال في رأس السلطة وحوّلهم إلى طلاب مُطيعين يجلسون أمام رئيس أكبر دولة لم يكونوا يحلمون أو يتخيلون بمقابلة أصغر موظف بسفارته لكنها (الصّعلكة) السياسية التي تجعلهم يتجردون من كل القيّم والمبادئ والأخلاق لا لشيء سوى للتسابق وحث الخُطى لإلتقاط بعض الصور بإبتسامات مليئة بالزهو والفخر والغرور وهم يَرَون أنفسهم أمام ذلك الرئيس الأمريكي وهو يُربّتْ على أكتافهم تثميناً لخدماتهم الجليلة في التخريب وتهديم بلدهم ، هي الصّعلكة التي تجعل من الصعلوك يتخيل نفسه في ذلك القدر من الترّفع حين يُجالس الملوك لكنه من سُخريات القدر السيء والزمن الأغبر ليس أكثر، أو حتى المكان والزمان الأحلك الذي جعل هؤلاء يتّسيدون الإرادة والموقف العراقي.

صور تجمعهم مع الرئيس الأمريكي حتى يَخال المرء أنها مُفبركة أو مُصطنعة من كثرة الإبتسامات وطريقة الجلوس كأنهم تلاميذ مدرسة أجادوا الدرس أمام معلمهم الكبير الذي علّمهم السحر فعملوا بذلك لتدمير وتخريب الوطن الذي يدّعون الإنتماء إليه، ويا لبراعتهم في التمثيل وفي أداء دور القائد الذي يُجالس نظيره من القادة، لكنهم نسوا أن الزعامة لاتفرضها عناوين المسؤولية الحكومية، وإن القيادة لا تُشترى أو تُباع وأن كلتا الزعامة والقيادة ليست أثواباً يرتديها كل من أراد ذلك.

كل المسؤولين العراقيين الذين إلتقوا رؤوساء أمريكا لم يخرج من أفواههم سؤال يعلم العراقيون إجابته مُسبقاً وهو لماذا دمرتم العراق وإنهالت عليه المعاول من كل نطيحة ومُتردّية لتدميره؟ ولماذا إنفلت السلاح وعمّت الفوضى؟ لماذا أيُها الرئيس دمرتم بلد عمره أكثر من 6000 عام علّم البشرية القراءة والكتابة والصناعة والزراعة ليصبح بلداً لا همّ له سوى تصدير نفطه وإستحصال إيراداته في جيوب اللصوص والسُراق، وما تبقى من فتافيت تُرمى لهذا الشعب المُحتسب؟ ولماذا رهنتم مصير هذا البلد بيد مجموعة من المرتزقة والأفّاقين ومُتسولّي مدن الضباب؟ ولماذا نتسول الطاقة من دول الجوار ونحن الذين كُنّا من الأوائل الذين إمتلكوا المفاعل النووي؟.

يُجالسونهم وكأنهم سُعداء بهذا التدمير وشاكرين للرئيس مساعدتهم في ذلك التخريب وهو يُربّتْ على أكتافهم وكأنه يقول في داخله "لقد أحسنتم العمل في تنفيذ أهدافنا أيُها الكومبارس وأجدنا التدميرلبلدكم".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سمير داود حنوش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/22



كتابة تعليق لموضوع : لماذا دَمرتم العراق...؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net