الجار هو كل شخص قريب مجاور لنا سواء في المسكن في العمل او في كل مصلحة اجتماعية خاصة، قد نظم الاسلام علاقة الجيران ببعضهم ووضع حدودا وحقوقا لكل واحد منهم، كما أن الجوار من المواضيع الاجتماعية التي اعطاها الاسلام اهتماما كبيرا، ولهذا التقينا الباحثة الاجتماعية أم ياسين، فكان معها هذا الحوار:
- من هو الجار ومن يكون؟
الباحثة الاجتماعية: طبيعة النفس الانسانية والجبلة الانسانية يعيشون في مناطق مجاورة في بيوت متجاورة لكون الانسان يحب ان يسمع غيره ويعيش مع غيره، ويأنف الوحدة، لذا تتكون علاقات اجتماعية تلقائية في مسيرة الحياة الطبيعية التي يعيشها الانسان نتيجة العمل تتكون هنا علاقات بين الزملاء او نتيجة الدراسة يكونون زملاء دراسة، نتيجة السكن الواحد في ارض واحدة في مكان واحد في بيوت متجاورة تتكون علاقة الجوار، وهذه بطبيعتها علاقات تحكمها بعض القوانين والاسس التي تمليها الفطرة الانسانية، تأتي هناك علاقات اجتماعية تكون طبيعية نتيجة تعايش الناس مع بعضهم بعلاقة الجيرة .
اما الجار له بعض الخصوصية التي يخصها به الشرع الاسلامي الحنيف اضافة إلى ان الانسان يدرك بنفسه بعض هذه العلاقات، الاحترام الخاص بينه وبين جاره، هناك الكثير من الوصايا التي اوصانا بها الله (عز وجل) وعلى لسان قرآنه الكريم وعلى لسان الأئمة (عليهم السلام) علينا ان نحدد انسانية هذه العلاقة الأولى الدين، اما العلاقة الثانية الايمانية، هي علاقة القرابة التي تربط بيننا وبين الناس، مثلاً: علاقة الاب، الاخ، الى آخره.. في روايات اهل البيت (عليهم السلام) عنهم وعن النبي (ص)، يقول: (الجار اربعين دارا من جهة اليمين من جهة الشمال من الاتجاهات الاربعة)؛ لكي يبين للناس مدى وسعها.
- ما هي حقوق الجار؟
الباحثة الاجتماعية: عندما نريد أن نتعرف على حقوق الجار لا نجد تلك الحقوق خاصة بالجار فقط، بعضها تعمم بشكل عام، كحفظه، حفظه في عرضه في ان لا يغتابه لكي لا يشوب العلاقة بهتان، أن لا يكون هناك الاغتياب، اليوم عندما يكون جارك هو بهذا القرب من بيتك كل يوم انت تراه وهو يراك عندما يغيب جارك من المعيب ان تتكلم عن جارك بما يسوؤه، ونلاحظ هذه الميزة ليست مختصة فقط بالجار، بل هي مع كل انسان سواء بالعمل او برفقة الطريق.
- كيف نعلم الابناء حقوق الجار وكيف نطبقها؟
الباحثة الاجتماعية: أفضل طريقة لتعليم الابناء خصوصا إذا كانوا صغارا هي مسألة التطبيق العملي لكون التلقين ينفع في ترسيخ هذه المفاهيم دون التنكيل والخشونة في محاكاته، الطفل يجيد تقليد حالات تعامل الاهل مع الجيران في حالة الانفتاح الإيجابي او الانعزال الانطوائي، التلقائية تجعله يعيش الالفة مع اطفال الجيران، فالأهل يعلمون ابناءهم ان لا ينبغي أذى الجار، سنبعد عنهم أي تصرف يسيء الى الجيران، والطفل يتأثر باهتمامات والده، لذا ينبغي ان تكون هناك مراعاة لحقوق وهذا الفعل يكسب مودة الجار، ومن دروس الائمة (عليهم السلام): (حرمة الجار كحرمة الوالدين)، فليتعلم أطفالنا ان الاهتمام بالجيران هي قيمة من قيم وأخلاق أهل البيت (عليهم السلام).
- هل توجد حدود لتعامل الجار مع جاره لاسيما مع الطفل؟
الباحثة الاجتماعية: توجد هناك حدود بتعامل الجار مع جاره، اليوم في البيت الواحد هناك حدود واحترام بالتعامل فكيف عندما يكون كل شخص في بيت، للأسف بعض التجاوزات تحدث باسم الميانة، (وهي ازالة كل الحواجز والخطوط الحمراء بين الأفراد)، كالدخول المباشر الى بيت الجار دون استئذان، وهذه حالة جدا ذميمة لكون كل بيت له حرمته وخصوصياته اضافة إلى ان هذا التصرف ذميم فحري بالإنسان ان يلتفت الى هذه القضية حتى يعلم ابناءه، بعض النساء لا تعلم الطفل الاستئذان فتراه لا يعرف معنى الاستئذان.
يدخل بدون استئذان وهذا غير صحيح وهنا الطفل سوف يتعلم على هذا التصرف حتى عندما يكبر، ليس كل انسان يسمح ان يطلع الاخرين على خصوصياته اضافة الى قضية اخرى هي سحب لسان الطفل لمعرفة خصوصيات البيت، وهذا محرم في الإسلام فلكل بيت خصوصياته والسلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat