صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

القرارُ القضائيُّ بينَ (الحاكمِ وخاصَّتِه) ، والمجتمعِ: توجيهُ الإِمامِ عليٍّ (عليهِ السلامُ)
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


لقد وضع الإِمامُ عليٌّ (عليهِ السلامُ) خارطةَ طريقٍ لمالكٍ الأَشترِ (رضِي اللٰهُ عنه) بعهدِه الذي أَمرَه به عندما ولَّاهُ على مِصرَ وشعبِها ، جاء فيه ما يجبُ لنا الآنَ في العراقِ مِن قرارٍ (على القاضي والوالي القانونيِّ اتخاذُه) حقنًا للدماءِ ؛ فما قيمةُ الحياةِ والأَنفُسُ تُزهَقُ ؟!

((ولْيكُنْ أَحبَّ الأُمورِ إِليكَ أَوسَطُها في الحقِّ ، وأَعمُّها في العدلِ ، وأَجمعُها لِرضا الرعِيَّةِ ؛ فإِنَّ سُخْطَ العامَّةِ يُجحِفُ برضا الخاصَّةِ ، وإِنَّ سُخْطَ الخاصَّةِ يُغتَفَرُ مع رضا العامَّةِ. وليسَ أَحَدٌ مِنَ الرعِيَّةِ أَثقلَ على الوالِي مَؤُونةً في الرخَاءِ ، وأَقلَّ مَعونةً له في البلاءِ ، وأَكرهَ للإِنصافِ ، وأَسأَلَ بالإِلحافِ ، وأَقلَّ شُكرًا عندَ الإِعطاءِ ، وأَبطأَ عُذرًا عندَ المَنعِ ، وأَضعفَ صَبرًا عندَ مُلِمَّاتِ الدَّهرِ مِن أَهلِ الخاصَّةِ. وإِنَّما عِمادُ الدِّينِ ، وجِمَاعُ المسلِمينَ ، والعُدَّةُ للأَعداءِ العامَّةُ مِنَ الأُمَّةِ ؛ فلْيَكُنْ صِغْوُكَ لهُم ومَيلُكَ معهُم)).
فليس مِن الحِكمةِ التزمُّتُ بالرأيِ الطرَفِيِّ المتفرِّدِ الذي يُريدُه الحاكمُ وجمهورُه (خاصتُه) ، بلِ الحِكمةُ بالرأيِ الوسطِيِّ العادلِ للأَطرافِ المختلِفةِ ، المقبولِ الذي ترضاهُ الرعيةُ (العامَّةُ) ، ويكونُ في صالحِها.
وإِذا كان رأيُ الشعبِ يُصادرُ رأيَ (الحاكمِ ، وجمهورِه الخاصِّ) ؛ فالأَوْلَى تغليبُ رأيِ الشعبِ وإِنِ استاءَ (الحاكمُ ، وجمهورُه الخاصُّ).
إِنَّ أَكثرَ الناسِ خطَرًا على القاضي ووليِّ الأَمرِ خاصَّةُ (الحاكمِ) أَي جمهورُه. وإِنَّ أَكثرَ الناسِ مؤازرةً لوليِّ الأَمرِ عامةُ الشعبِ.
النتيجةُ أَنَّ ميلَ القضاءِ - بإِقرارِ الأَمرِ الوسطيِّ ، العادلِ ، المُرضِي للشعبِ ، أَو لغالبيتِه ، لا إِلى فئةٍ خاصةٍ على حسابِ العامةِ - هو الذي يُباركُ اللٰهُ تعالى له ؛ لأَنه الأَدعى استقرارًا ، وبخلافِه يقعُ الهَلاكُ الذي يأتي عقوبةً مِن اللٰهِ تعالى.
هذا أَمرُ الإِمامِ عليٍّ (عليهِ السلامُ) لمَن يَّـنتمي إِليه ؛ فمَن رغِب عنه فهو عدوُّ إِمامِه (عليهِ السلامُ) ؛ ولا كرامةَ لعدوِّ إِمامِ العدالةِ والإِنسانيةِ.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/30



كتابة تعليق لموضوع : القرارُ القضائيُّ بينَ (الحاكمِ وخاصَّتِه) ، والمجتمعِ: توجيهُ الإِمامِ عليٍّ (عليهِ السلامُ)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net