صحفية تحاور أبا الأسود الدؤلي
حوراء ناصر الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حوراء ناصر الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التقيته منبهرة بجلال هيبته، قلت له:
- أنت يا سيدي من أهل الدهاء.
أجابني بسؤال قبل بدء المحاورة:ـ ما هو مفهومكم للدهاء؟
- أقصد الدهاء بمعنى سرعة حضور الجواب.
ابتسم وقال: اذا كان بهذا المعنى، ولم يكن بمعنى المكر، مولاي أمير المؤمنين يقول: «لولا التقى لكنت أدهى العرب»، لكن المعنى الذي عندك مقنع، أنا يا ابنتي أبو الأسود، ظالم بن عمرو .
قلت:ـ أنا يا سيدي صحفية من جريدة صدى الروضتين، تصدر من العتبة العباسية المقدسة التي شُيّدت بعد زمانكم، قادني الى محاورتك هذه التأريخ المضيء، فأنت كما دوّنتك التواريخ من أول التابعين وأعيانهم وفقهائهم ووجهائهم وشعرائهم ومحدثيهم، ومن الدهاة حاضري الجواب، عالم نحوي، وأول من وضع علم النحو في اللغة العربية، وشكل أحرف المصحف، ووضع النقاط على الحروف، ونحن نتذكرك كلما تمر نقطة الى جوهر حرف.
نظر أبو الأسود الدؤلي إليّ حينها باطمئنان، وقال: أنا ولدت قبل البعثة النبوية سنة 16 قبل الهجرة، وآمنت بالنبي (ص) ولم أره، وصحبت أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأعطاني ولاية البصرة في خلافته، وشهدت معه واقعة صفين والجمل، وحاربت معه الخوارج.
قلت:ـ عندنا يا سيدي يلقبونك (ملك النحو).
:ـ لكوني ساهمت في تأسيس النحو الأساس الذي تكون منه في ما بعد المذهب البصري.
قلت:ـ لقد أنصفتك التواريخ يا سيدي، لقد وصفك الذهبي في ترجمة له «كان من وجوه شيعة علي (عليه السلام) ومن أكملهم عقلاً ورأياً، وكان متعدد المواهب، ويعدّ في مقدمة الفقهاء والشعراء والمحدثين والأشراف، والأمراء، والنحاة والدهاة والفرسان، والحاضري الجواب والعلم، وقد توفي سنة 69 هـ، المفاجأة التي أربكتني أني التفتُّ فلم أجده..!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat