صفحة الكاتب : تبارك صباح

أقنعوني بالله عليكم
تبارك صباح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حين يغمرني الحرف بهبات الرحمة يطل وجهك، صوتك، اطلالتك، يشع في ذاكرة الكون ما قاله الحبيب المصطفى (ص): «ما رأيت إلا خيراً من خديجة» فيأخذني الحنين الى جوى الاسئلة:
أيّ قلب هذا يا حبيبة الحبيب؟ أيّ قلب تحملين؟ جعل رحمة العالمين تمنحكِ هذا الوسام النوران، يسألني قلبي: هل يا ترى قلبها كقلوب النساء أم أنّ هناك انتقاء إلهيّاً قبل الخلق اختار له قدسية المنشأ، يقتفي أثر النبوة قبل البوح، ساقته إلى الحبيب نفثات شوقه، أسئلة تحز وريد الفطنة، فمن يجعلني أصدق أن الحبيبة زفت إلى زوجين قبل الحبيب المصطفى؟ 
مناورة منكودة تريد أنّ تطفئ جذوة التواريخ من أم فاطمة الزهراء (عليهما سلام الله) وأيّ قناعة خجلة تريد أنّ تعلن واقع الزيف؟ طبعاً لا أقتنع وكل من عانق السيرة قلبا ينبض فيه..!! 
فكيف أصدق أنه سلّم صاحبته إلى زوجين قبل الحبيب؟ كيف؟ أقنعوني بالله عليكم؟!! 
كيف تكون تلك الطاهرة المطهرة المنتقاة تحت سطوة قلبين آخرين لا يملكان من النقاء ما يمكن لقلبها أن يتحمله؟! أقنعوني بالله عليكم!! 
ارتمى تحت أقدامها الكمال والعلم والأدب والأيمان، كيف تختار من لا كمال له؟ أقنعوني بالله عليكم!!
أليست هي من كانت تبحث عن دلائل النبوة؟ ألم يكن قلبها يهمس لها بالرؤى والعلامات؟ 
ألم تكن تراه في رؤاها وتهمس في ملكوتها بذلك الحب العظيم؟ ألم يذخر الله (عز وجل) قلبها له؟ أقنعوني بالله عليكم!!
يا من لا تحتملون النقاء، اسمعوني.. 
لم يتعلق قلبها بسواه، افتريتم بالكذب عليها غيرة وحسداً وحنقا، لم تستوعب عقولكم طهارة القلب الذي حملته، فافتريتم عليها بقول مأفوك، وزيف محبوك.
تعلمنا من الحبيبة أن ننتظر تلألؤ شروق شمس الحق، وأن نعد أنفسنا بغربلتها من الدرن؛ لنكون على قدر استحقاق اللقاء.
نعم، فهي أول من وقفت على باب الانتظار لأملها الموعود، سخرّت وجودها لانتظاره سعت إلى الخلود، واكتفت به حلماً انتظرت تحققه. 
أليست من قال فيها الحبيب: «إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا؟ أليس كلامه (ص) وحي يوحى؟! أليس هو من قال فيه الحق المتعالي: «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى» كيف يرضى الله لحبيبه برزق كان لغيره؟ أقنعوني بالله عليكم!!
أيّ قلب يمكن أن يحتمل أثقال نبوة واتصال وحيّ السماء؟! وحمل رسالة مخلدة في السماء قبل الأرض!!
أيّ قلب تحمّل ما أفرزته الطاعة للأمر الالهي: «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ» بعد أن طارد المشركون النبي (ص) ورموه بالحجارة، خرجت الحبيبة تجول باحثة عن حبيبها تنادي في الجبال والوديان بكل لوعة بدموع حرى: «من أحس لي النبيّ المصطفى؟ من أحس لي الربيع المرتضى؟ من أحس لي المطرود في الله؟ من أحس لي أبا القاسم؟» إلى أن أخبر جبرائيل الحبيب قائلاً: «يا رسول الله، ألا ترى إلى خديجة، قد أبكت لبكائها ملائكة السماء؟ ادعها إليك فأقرئها مني السلام، وقل لها: إنّ الله يقرئك السلام». 
الله.. أيّ كرامة هذه، سلام الله يُهدى إلى الحبيبة..
خرجت الحبيبة من الدنيا وهي لا تملك منها ذرة من ما حازته من أموال، فقد نثرتها تحت أقدام الحبيب بكل امتنان كانت ترى أنّها تأخذ لا تعطي.
يا رسول الله، كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة، كلمات القتها خولة بنت حكيم على أسماع أشرف الخلق، أجابها بكل وجد: «أجَل كانت أمَّ العيالِ ورَبّة البيت» أيّ بيت أيها الحبيب، إنّه بيت كان مهبطاً لجبرائيل وسائر الملائكة.
نعم، هي رَبّة بيت نزلت فيه أحكام الإسلام من السماء، رَبّة بيت أذن الله أن يُذكر فيها اسمه، بيت ينظر إليه العلي الأعلى من الملكوت، بيت تتألق أنواره لأهل السماء قبل أهل الأرض.
فهل بعد كل هذا لا يكون لليقين بقلبها انتقاء مقدس واصطفاء من الذر، أقنعوني بالله عليكم!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تبارك صباح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/26



كتابة تعليق لموضوع : أقنعوني بالله عليكم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net