عندما يتكلم من لايعرف التقية
رافد الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما يتكلم من يعاني من ألاحتقان الطائفي عندها تجد كل المعاني مشوشة ومقلوبة سعيا وراء مفهوم ألاسقاط ذي الدلالة النفسية ؟

وأحمد نومان المتخم بالحس الطائفي على طريقة من كان يقول " عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة " ولو كان أئمة أهل البيت عليهم السلام أو أحد المراجع المعروفين من أتباع مدرسة أهل البيت قد رفع شعار مثل ذلك الشعار الذي يحرض على سفك دماء أتباع مدرسة أهل البيت بدون وجه شرعي , ومن خلال رأي لايعرف خصوصية التشريع ولا معنى العصمة ولا ألامامة ولا مفهوم الغيب ولا معنى التقية ؟ والذين سمحوا لآنفسهم أن يجردوا خاتم ألانبياء والمرسلين من وجود وصي له وهي سنة ربانية في الرسالات السماوية والذين سمحوا لآنفسهم بتجريد النبي مما يورث لآهله وهو حق فرضه الله ونطقت به النصوص القرأنية " وورث سليمان داود " " يرثني ويرث من أل يعقوب " 

وأحمد نومان في حديثه عن التقية التي لم يكن يعرف عنها شيئا سوى ما سمعه من الذين تركوا علوم أهل البيت وهم الراسخون بالعلم وأهل الذكر وأخذوا من الذين يجب أن يأخذوا ممن هم أعلم منهم بأعترافهم وهو فضيلة لمن يعترف ولاينافس قمم العلم ومراجع الفقه والتفسير  قال رسول الله "ص" : علي أقضاكم " وقال "ص" : أنا مدينة العلم وعلي بابها " 

وأحمد نومان راح يقسم التقية الى شرعية لم يعطها حق التعريف والى وضعية ولاندري من أين جاء بهذا ألاصطلاح وحسبه على التقية وهي نص قرأني " ألا أن تتقوا منهم تقاة " فكلمة وضعي تحسب على كل مالاينتسب الى التشريع السماوي وأنما هو يوضع بأجتهاد من لايعرف الشرع ولايعمل به .

وليس غريبا أن نجد أحمد نومان يخلط مابين " التقوى " وهي درجة عالية ورفيعة من ألايمان " ولو أن أهل القرى أمنوا وأتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء " " يا أيها الذين أمنوا أتقوا الله وذروا مابقي من الربا أن كنتم مؤمنين – 278- البقرة – وأتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ..." – 281 –البقرة – وبين التقية : وهي حالة سلوكية نفسية لها مبرراتها المنطقية " ألا أن تتقوا منهم تقاة " وهذا ألاستثناء الذي أعطته ألاية الكريمة أنما تختصر فيها أجازة معرفية عقلائية لحالات تواجه كل الناس ومنهم المسلمون ولآن موقف من يحتاج التقية ليس هو التلبس بالكذب معاذ الله لآن الكذب محرم في الشريعة على جميع الناس ولكل الناس والشرائع وألاستثناء محدود جدا ولآسباب قاهرة لها مبرراتها كمن يريد أن يقتل أنسانا وأنت تعرف مكانه فتنكر معرفتك تلك لحفظ دم نفس محترمة عند الله .

والتقية حاجة أنسانية في بعض الحالات يحتاجها الجميع ومن ينكرها فهو مكابر , بل الذين ينكرونها جهلا أو لآغراض طائفية على أنفسهم , وليس مستغربا أن يحشر أحمد نومان قضية أتفاقية أربيل بالتقية ؟ ... كما أنه ليس مستغربا منه أن يحسب مواقف الحكومة ورئيسها بالتقية وهو بهذا كشف مافي نفسه من أحتقان طائفي مثلما كشف مافي عقله من لوثة التخلف والمحدودية ؟ فما علاقة التقية كمفهوم وحاجة أنسانية تمليها ظروف خاصة , ومعناها أن لايبدي ألانسان كل مايعرف في ظرف حساس أو تجاه طاغية يقتل على الشبهة أو مع أنسان يتطير منك نتيجة هوس عقلي أو مرض نفسي , وفي هذه الحالة أحجام المرء عن أبداء رأيه تقية لايعني أنه يكذب أو يحتال أو يسرق أو يخون أو يضمر السوء ؟ وما ذهب اليه أحمد تومان هو أسقاط يحاسب عليه , وحكم بحق مذهب مصفى من صفوة الخلق على هدى الله , وتسفيه لرأي لم يغادر شريعة الله , كل ما جرى على لسان أحمد تومان هو شنشنة من ألثغ ؟ أعتاد على تحريف الكلام والجزم بأشياء لم تحدث ؟ وعدم ألاخذ بقواعد البحث وأمانة التحليل , فمدرسة أهل البيت وأتباعها من الشيعة ليس لديهم " كتب صحاح " كما عند غيرهم ؟ والقرأن الكريم عندهم كما عند غيرهم هو الكتاب الوحيد المصون من التحريف , ومادام الشيعة لايرون كل مايكتب في كتبهم ورواياتهم هو صحيح دائما فهم بعد ذلك لايحاسبون على الروايات التي تحتمل الخطأ أو الضعف فهي مردودة عندهم ؟ وأنما يحاسب الذين يعتبرون كل مايروى عنهم هو الصحيح دائما ولو درى القراء ما وراء تلك الروايات من مصادر ورجال وشيوخ حديث لآصحاب الصحاح لآصابهم الهلع والقنوط من تلك الروايات وأصحابها من الذين أساءوا ليس لآئمة الهدى وبعض الصحابة وأنما حتى لشخص رسول الله "ص" والنصوص موثقة لمن يراجع في سيرة بن هشام وتهذيب السيرة وسيرة أبن أسحاق , وصحيح البخاري , ويكفي أن نذكر أحمد نومان ماقاله الشاعر أبو العلاء المعري :-

أجاز الشافعي فعال شيئ 

            وقال أبو حنيفة لايجوز ؟ 

فضاع الشيب والشبان منا 

              وما أهتدت الفتاة ولا العجوز ؟ 

وأذا كان أحمد نومان يريد أن ينتقد الحكم والحكومة كما ينتقدها الكثير من الكتاب , ولكن مادخل مفهوم " التقية " بذلك ؟ ومرة أخرى ليراجع أحمد نومان نفسه بموضوعية وأذا وجد نفسه حقا يستطيع أن يتجرد وبشكل نهائي عن أستعمال التقية في حياته فليقل كيف ومتى , وعندئذ سيكون مثله مثل الذي يريد أن لايفكر ؟ أو يمارس أي عمل بدون نية ؟ أنها ألاستحالة التي ينكرها من يجهلها؟

Dr.rafid56@yahoo.com

 

الموضوع السابق أنس محمود وكفالة المالكي كلام يضحك الثكلى

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat