بين (هولاند) وساسة العراق مسافة الف ميل !!
صادق درباش الخميس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خطوة الرئيس الفرنسي الجديد (فرانسوا هولاند) الذي فاز بالانتخابات الرئاسية مؤخرا بجدارة واستحقاق على منافسه (ساركوزي الذي فاز بالانتخابات السابقة ووصل الى الاليزيه بأموال ودعم القذافي) في اول قرار اصدره بخفض راتبه ورواتب وزرائه بنسبة 30% دليل على انه جاء لخدمة بلده وابناء البلد ..
ساسة العراق اليوم (من هم في البرلمان او الحكومة او الدولة) اول ما يصدرون من قرارات هي قرارات تحسين وزيادة رواتبهم وامتايازاتهم ليس لهم فحسب بل حتى لعوائلهم وهذا دليل واضح لا لبس فيه انهم جاؤوا من اجل انفسهم واحزابهم وهم متعطشون الى الاموال والجاه اما الشعب الذي كانوا بأسمه يكسبون الدعم في الخارج ايام الخوالي و(ليالي خمس نجوم الفندقية) وعلى كتفه تسلقوا المناصب فهو خارج حساباتهم بل لا يعيرون له اي اهتمام (سوى ايام الانتخابات وسيل الوعود الزائفة) .
ساسة العراق الذي اضافوا (50) مقعدا للبرلمان ليصبح (325 بدلا من 275) بحجة زيادة نسمة العراق وان لكل (100) الف مواطن ممثل له في البرلمان (على اساس كلش هيچ ضابطيه) لم تكن هذه الزيادة المقاعدية من اجل الشعب بل كان من اجل زيادة راس مال احزابهم وتكتلاتهم (والدليل ما نراه في عدد الحضور ففي كل جلسة نشاهد عدد الحضور ما بين 150 الى 220) وكم من قرارات اؤجلت بسبب عدم اكتمال النصاب) لا بل زادوا حسب ما نشر (والعهد على وكالات الانباء) عدد حراس اعضاء البرلمان الى (20 او 30) فرد بواقع (500) الف دينار راتب لكل حارس .. ولك عزيزي القارئ ان تحسب حسابا بسيطا ، لو قلنا ان عدد اعضاء البرلمان (325) عضو (الله يچثرهم) ولكل واحد عشرين حارسا فهذا يعني ان حراسهم فقط يستلمون (5250000000) خمس مليارات ومئتين وخمسون مليون دينار شهريا !!! هذا اذا كان العدد عشرين اما اذا كان العدد ثلاثين فهي طامة كبرى (ويتحججون في زيادة رواتب المتقاعدين انها تنخر الخزينة !!!) ناهيك عن رواتب الاعضاء انفسهم ورواتب رئيس البرلمان ونائبيه وجيش حراسهم ورواتب رئيس الجمهورية ونائبيه وجيش حراسهم ورواتب رئيس الوزراء ونائبيه وجيش حراسهم عدا الوزراء والمستشارين وما هو اخفى كان اعظم ..!!!.
ومن اجل ذر الرماد في العيون اصدروا اعضاء مجلس النواب في بداية تشكيلهم الجديد خبر بتقليل رواتب الرئاسات الثلاث واعضاء البرلمان والوزراء وفي كل جلسة كان القرار يؤجل بحجة عدم اكتمال النصاب او استمرار النقاشات وانتهى الامر الى الاندثار وتركينه في الرفوف .
وليكن في علم القارئ والمشاهد ان الخلافات بين الساسة اليوم ليس من اجل المواطن وخدماته بل هي من اجل من يكسب اكبر قطعة من الكيكية العراقية ليس الا .!!!
ان خطوة (هولاند) تؤكد مدى وطنيته وحرصه على شعبه وبلده واحسانه وامتنانه لمن بسببهم تسنمه ووصل الى هذا المنصب .. وهي رسالة (شديدة اللهجة وبالغة الاهمية) الى ساسة العراق ان اجعلوا المواطن (الذي على كتفه تسلقتم ونلتم المكاسب المادية والجاهية) في رأس اهتماماتكم واولياتكم ..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صادق درباش الخميس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat