صفحة الكاتب : ود حميد

عصر التطور حقيقةٌ أم خدعة؟
ود حميد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من المفردات والجمل التي باتت تندرج بشكل يومي في أحاديثنا سواء العائلية أو العملية أو تلك التي تكون في اجتماع الأصدقاء والأحبة، أننا نعيش في عصر التطور والسرعة، ومما لا شك فيه ولا يختلف عليه اثنان أننا نعيش في أوج التطور التكنولوجي والذي سهل الحياة بشكل كبير جداً وأسهم بالاستغناء عن الكثير من المهام والأعمال التي كانت موضوعة على عاتق البشر. 

لكن هل هذا التطور يقتصر على التطور التكنولوجي أم طال الجوانب الأخرى للحياة ولعل من أهمها الجوانب الثقافية والتعليمية وتطوير الذات؟ وليكون الحديث واقعياً فالإجابة نعم هذا التطور أسهم بسهولة الوصول للمعلومة بثانية أو ربما بجزء منها، المعلومة التي كانت سابقاً من أصعب ما يستطيع المرء العثور عليه وأحياناً يضطر للسفر وعبور البلدان والبحور والصحارى والبحث لأيام للتمكن من الوصول لها، الآن هي متاحة وبشكل يومي وبضغطة زر تستطيع الوصول لكل المعلومات ولمختلف الآراء وبشتى المجالات وكذلك بلمسة بسيطة للشاشة تستطيع أن تغرق في بحر من الكتب الإلكترونية القديمة أو الحديثة، لكن هل يعني هذا أن المرء أصبح في هذا العصر أكثر اطلاعاً وثقافة وإنتاجية من الإنسان في العصور السابقة لهذا التقدم؟. 

هنا الإجابة تحمل شقين، الشق الأول الإنسان الذي يهدف بشكل تطوعي ومن ذاته لتطوير نفسه وحياته وربما يسعى لتطوير المجتمع وعرض أفكاره وإنارة بعض الطرق والممرات التي يجدها مظلمة وضيقة وبالنهاية يحاول الاستفادة من هذه الأدوات بشكلها الصحيح ويوظفها في أماكنها الدقيقة. 

والشق الثاني الإنسان الذي لا يريد أن يتقدم ولا يهدف  لتطوير ذاته واتساع أفقه ولا يسعى لترك بصمته والذي يستخدم هذا التطور في هلاكه بشكل أو بآخر، فتراه يقضي وقته الأغلب في استخدام الأدوات التي لا تُقدم له شيئاً ولا يمكن لها أن تطور منه أو تخدم فكرته أو تخضع لخطته، ولكي لا أبالغ ربما لا يستخدمها في هلاكه لكنه أيضاً لا يوظفها لفائدته، وهنا لب الفكرة والفخ الأكبر الذي يقع فيه الكثيرون.

اليوم باختصار نحن في العصر الذهبي لصناعة أنفسنا وترك بصمات تلوح في الأفق، فاليوم ليس كسابقه  تُحاكم وتنحصر خبراتك بشهادة واحدة أو اختصاص واحد، أنت اليوم بإمكانك أن تكون مبرمجاً دون الحاجة للذهاب للجامعة وبإمكانك أن تكون مطلعاً وقارئاً دون شراء كتاب واحد وبإمكانك أن تدير عملاً من المنزل ومن خلف الشاشة، وباستطاعتك أن تخلق فكرة وتطورها وتطرحها وتشاركها مع كم كبير من الناس، تستطيع أن تبدع صورة وتصنع عالمك، لذا لعلي لا آتي بجديد هنا حين أقول إن التكنولوجيا خدمت الحياة في جميع جوانبها وعلى جميع الأصعدة ولم تستثن جانباً واحداً ومن يحدد مساهمة التكنولوجيا في تطوره أو ركوده هو قرارك أنت لا أحد غيرك، فأنت صاحب المصير والقرار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ود حميد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/18


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • المؤثرون والأوهام                  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : عصر التطور حقيقةٌ أم خدعة؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net