مع الإمام المهدي في غيبته / ١٠
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تحصّل لنا مما سبق أننا جزء من مشكلة الغَيبة ، وسببٌ في طول بقاءها وتماديها ، فنحن الجلّاد ونحن الضحيّة كما يُقال ، أو كما قالت زوجة كُليب عندما قام أخوها جساس بقتل زوجها :
فأنا قـاتـلةٌ مـقـتـولةٌ ولعلَّ الله أن ينظرَ لـي
والخروج من هذا المأزق يحتاج الى عملٍ جادٍّ وجماعي ، فيه استغاثة حقيقية لله تعالى وفيه خطوات واجراءات عملية ونافعة لتهيئة شرائط نجاح الظهور وإتمام المهمّة وحسم القضيّة ..
وأحسب أنَّ من أهمّ الأعمال في وقتنا الحاضر وعصورنا المتأخرة التي يمكن لنا من خلالها تحقيق هذه المقوّمات هو إقامة دول وحكومات تؤمن بهذه القضية إيماناً عميقاً ، وكذلك نصرة القائم منها ، وكلّ عمل دون ذلك هو عبارة عن قتلٍ للوقت وهدرٍ للقوة وتبديد للجهود المُنجزة وإضاعة للثمار المستحصلة ..
هذه قراءة لروح التعجيل المهدوي المطلوب منّا مع الأخذ بنظر الاعتبار الواقع المعاصر والمُعاش وما توصّلت اليه البشرية من تغيير وتطوير في الأساليب والامكانيات .
كما أن الأخبار تُسعفنا في ذلك ، فنفهم من شخصيات الظهور التي ستنصر الإمام كاليماني والخراساني أنهم أصحاب رايات وجيوش ، اي دول ، كما نفهم من جماعات الظهور مثل ( نجباء مصر وابدال الشام وأخيار العراق ) أنهم أصحاب قوة ومنعة .. في غيبة الطوسي/ ۲۸٤ : « عن جابر الجعفي ، عن الإمام الباقر (ع) قال : يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاث مائة ونيف عدة أهل بدر ، فيهم النجباء من أهل مصر ، والأبدال من أهل الشام ، والأخيار من أهل العراق .. ) .
فالمؤسسات هي نواة العمل الجماعي الكبير - الدول الممهدة - ، والدول الممهدة نواة دولة العدل الالهي إن شاء الله تعالى .. مهما كان تخصص تلك المؤسسات ، سياسياً كان او اجتماعياً او دينياً او علميا .. الخ ، فهذا من نظم الأمر الذي دُعينا اليه ، وبه تتناسق الخطط وتتكامل المهام وتتراكم الجهود ..
ولا أقصد هنا مسألة ولاية الفقيه وإقامة الدول بحكم الفقيه الجامع للشرائط ، فهذه لها مداركها ومستنداتها الشرعية ، وانما أقصد إقامتها من حيثية كونها مستوى عالٍ من التمهيد في أوراق القضية المهدوية ، فإذا لم تُسعف الفقيه بعض الأدلة التقليدية التي تُناقَش في الفقه عادةً في إقامة دولة ، فقد يكون هذا الباب نافعاً بعد تكييفه وفق أصول الصنعة الفقهية المعتمدة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat