في سوريا .. القاعدة ترتكب جرائم يندى لها جبين الإنسانية ..!!!
عبد الهادي البابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لاشك في أن الهدف والعنوان الرئيسي للتنظيمات الإرهابية في سوريا في هذه المرحلة هو زعزعة الأستقرار والأمن في هذا البلد العربي الذي أبتلي أخيراً بطاعون الإرهاب الأسود ، وهذا هو المشروع السياسي للأرهابيين ومن ورائهم الممولين والمستفيدين الذي قدّروا أنهم يستطيعون من خلاله أن ينفذوا سياسياً وعسكرياً وميدانياً حيث فشلوا في السابق في الحفاظ على السيطرة على أي منطقة بشكل دائم ، والهدف الآخر لمايقومون به من مجازر وقتل وتهجير هو أشعال فتيل الحرب الطائفية وصولاً لمشروع تقسيم سوريا وهو المشروع الذي رأينا أرهاصاته القذرة في مختلف الدول العربية من العراق إلى السودان إلى اليمن إلى ليبيا ..!!
وهناك نقطة مهمة جداً وهي أتهام مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي فقط بالقيام بهذه الأعمال الأجرامية ، ولكن هذا لايبرء أطراف المعارضة السورية من هذه الجرائم ، فهم جميعاً مشتركون بأرتكاب هذه الجرائم ، فالمعارضة السورية المسلحة بمختلف فصائلها التي تمارس هذه الأعمال مسؤولة عن هذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب السوري يومياً ، والهدف كما هو واضح هو أيصال رسالة بأن الدولة لم تعد تسيطر على الوضع وبأن المواطن لاخلاص له في ضل هذه الدولة ..! هذا هو مشروعهم السياسي وهذا هو المشروع الذي يجب أن يفهمه الشعب السوري وأن يفهمه العالم ..وهو مشروع دموي إجرامي بأمتياز .. وقد رأينا أنهم روّاد القتل والدمار وهم يتغطون بشعارات حرية ..حرية ..تارةً وبشعارات دينية تارةً أخرى ..لكنهم في النهاية يستهدفون شيئاً واحداً وهو تدمير سوريا وتقطيعها طائفياً وعرقياً، ونحن نؤكد أنهم لايقصدون كما يزعمون أسقاط الرئيس بشار الأسد أو تبديل النظام السوري فحسب ، أنهم يريدون تدمير سوريا ، وحربهم هي حرب ضد سوريا ، وضرب مؤسسات الجيش السوري ، وضرب مؤسسات الدولة برمتها ، بل وأشعال فتيل الحرب الطائفية في كل المنطقة ..!!
فماذا يعني الهجوم على مستشفى وطني ، وماذا يعني الهجوم على المؤسسات المدنية والخدمية ، وماذا يعني الهجوم على الأسر الآمنة في بيوتها وقتلها وتشويه أجسادها ، وماذا يعني مهاجمة حواجز الجيش وقوات حفظ النظام ،لمن يزعمون بأن مرتكبي هذه الجرائم هم غير العصابات المسلحة فنحن نذكرهم بأن الهجمات على المدنيين العزل جائت في سياق الهجمات على مرافق الدولة ومؤسساتها ..!!
أن المجاميع الأرهابية من تنظيم القاعدة أرتكبت هذه الجرائم الفضيعة ثم تاجرت بدماء هؤلاء الشهداء من على قناتي الجزيرة والعربية وبقية قنوات النعيق العربي الدموي ..ورغم ذلك فأن الأمر لاينحصر بتنظيم أرهابي واحد يعمل على الأراضي السورية ،فقد تعاوت ذئاب القاعدة وشذاذ الجريمة من كل بقاع الأرض ليتجمعوا في سوريا متحفزين لقتل وأبادة الشعب السوري ، ونشر الفوضى في المنطقة ، وهي طريقة مرعبة باتت تمولها قطر ويمولها حكام السعودية وهي تستهدف تعميم النهج التخريبي ، وهذا النهج لايقتصر على فئة واحدة ، فهناك عصابات مسلحة ترتبط بمجموعات وأطراف تشترك في محاولة زعزعة الأستقرار في سوريا ومحاولة تدمير الدولة في سوريا .. وهم يستهدفون المواطنين السوريين ويستهدفون أمنهم وأستقرارهم بالتحديد ، ويعتقدون أنهم من خلال ذلك يمكن أن يدفعوا الشعب السوري للتخلي عن أيمانه بسوريا وعن أنتمائه لسوريا ،وهم واهمون في ذلك ...لأن الناس عندما يرون هذا الجرائم وهذه المجازر الرهيبة فأنهم سيتمسكون أكثر وأكثر بمن يحقق لهم الأمن والنظام ...وهو حتى هذه اللحظة الجيش العربي السوري وقوات حفظ النظام السورية ..
فهذه الحرب هي حرب أقليمية لاتقتصر على منطقة دون أخرى ، ولاتقتصر على المواطنين الآمنين المسالمين في حمص أو حماه أو غيرها ، بل هي حرب تستهدف زعزعة سوريا وزعزعة أقليم الشام برمته لخدمة العدو الصهيوني وفي خدمة حلف الناتو وذيوله الخونة والعملاء في المنطقة ،وأن كل الفصائل السورية التي تشترك بهذا الهدف هي مجرمة بحق الشعب السوري بلا أستثناء ..!!
لقد بات الأمر واضحاً لمن يتابع الشريط الإعلامي خلال الشهور الماضية ، بأن ثمة مجازر رهيبة تُرتكب قُبيل هي أي جلسة لمجلس الأمن ، أو قبيل أي زيارة لمبعوث أممي لسوريا ، والهدف واضح طبعاً وهو تأليب الرأي العام العالمي والرأي العام العربي على النظام السوري ومحاولة أقناع الناس من خلال وسائل الإعلام بأنه لاحّل في سوريا إلا من خلال التدخل العسكري المباشر وغير المباشر ، ولاحلّ إلا بدعم أولئك الأرهابيين القتلة الذين يرتكبون المجازر الفضيعة والتي يزعمون بأن النظام السوري هو الذي يرتكبها ، هذه من جهة لعبة إعلامية هدفها كسب العقول والقلوب وهم في هذه اللعبة يسفكون دم المواطنيين السورين لتحقيق نقاط إعلامية مادموا يعلمون بأن وسائل الإعلام في خدمتهم ، وبأن قنوات الجزيرة والعربية ووصال وصفا وغيرها من قنوات الرعب والدم في خدمتهم ومعها البعض من وسائل الإعلام العالمية التي هي في خدمة الصهيونية ، ومن جهة أخرى فهم يحاولون تسجيل نقاط سياسية بأن الحل السياسي قد فشل وأن النظام لايريد الحل السياسي وبالتالي لامفر أمام المسلحين إلا أن يستمروا بحملتهم الأرهابية الدموية لزعزعة أم وأستقرار سوريا ،ولكن هؤلاء سيفشلون قريباً بأذن الله تعالى ، وسيرتدون خائبين خاسئين على أدبارهم ، وستبقى سوريا صامدة بوجه غربان القاعدة ، ومرتزقة النفط العربي ، والعار كل العار على أولئك الذين يستنجدون بالأجنبي ويستعدونه بكل أشكال الأستعداء ليطأ بجيوشه أراضي العرب والمسلمين..!!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عبد الهادي البابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat