ها هي الشمس من غير إرادتها بشريط اسود شدت ضفائرها ،تختفي وراء ستار الغيوم، تطل على الدنيا من خلف السحاب معتذرة، لقد ضَعُفت قواها والجسم منها قد ذبل؛ حيث شهر المحرم قد هلّ.
ونحن لفقدها تضيق بنا الحياة وفلتت خيوط الأمل من سنارتها، ولم نعد نحيك تلك الخيوط من ضيائها واشراقها.
نعم ، هذه شمس واحدة وهذه حالنا،فساعد الله قلب المحبين حين فقدوا في الطف شموسًا كثيرة لا مثيل لها.
هاهي رائحة الحزن قد باتت تغشى النفوس، وعلامات الفرح ضاعت ملامحها،والقلوب يعتريها الحزن الدفين عجزت ابدا يد الزمان والمكان وجهود الناصبة من محوها، وافراحنا أساسها احزاننا؛ فحلاوة الفرح نفسها حين ترتشف الروح فناجين الولاء لمولاها.
ياشهر محرم، صدورنا ضاقت، والأمة بالسواد اتشحت، والمواكب للخدمة قد تهيئت ياسيدي ياخير الخلق أما وأبا
هاهو الحسين عليه السلام، وركبه يسير بثقة وبشموخ عنفوانه، جاء لإصلاح أمة جده، وفي الطريق قال : له الابن:"يا أبت جعلت فداك مم حمدت الله واسترجعت"فقال مضمونا : ولدي نسير والمنايا معنا،يعني أن أنفسنا نعيت
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat