الوقف أولى (قلى) وتطبيقاتها من آيات سورة الانعام (ح 2)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا يجوز الوقف على الفعل دون الفاعل ولا على الفاعل دون المفعول، ولا على المبتدأ دون الخبر، ولا على المنعوت دون النعت، ولا على المعطوف عليه دون المعطوف، ولا على المضاف دون المضاف إليه، ولا على القسم دون جوابه، ولا على حرف دون ما دخل عليه، ولا على كان وأخواتها وأنّ وأخواتها دون أسمائها. ومن الأمثلة في الآيات القرآنية من سورة الانعام عند مواضع الوقوف أولى "وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا (ج: جواز الوقف) وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا (قلى: الوقف اولى) أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ" (الانعام 70)، و "قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا (قلى: الوقف اولى) قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ" (الانعام 71)، و "وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ (ج: جواز الوقف) قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ (ج: جواز الوقف) وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا (قلى: الوقف اولى) وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (قلى: الوقف اولى) أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ" (الانعام 80).
قال الله سبحانه "وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" (طه 114) أي عند القراءة عليك بعدم التعجل بل المطلوب التمهل والوقف المناسب وخاصة عندما توجد مجموعة مستمعة. ومن الوقف المناسب عند علامة الوقف أولى (قلى) كما في الآيات التالية من سورة الانعام "وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ (قلى: الوقف اولى) انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ (ج: جواز الوقف) إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (الانعام 99)، و "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ (قلى: الوقف اولى) كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الانعام 108).
قال السجاوندي الوقف على خمس مراتب: لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة. فاللازم ما لو وصل طرفاه غيّر المطلوب منه. والمطلق هو ما يحسن الابتداء بما بعده كالاسم المبتدأ به، والفعل المستأنف ، ومفعول المحذوف، والشرط، والاستفهام، والنفي. والجائز ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين. والمجوز لوجه. والمرخص ضرورة ما لا يستغني ما بعده عما قبله، لكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزم الوصل بالعود لأن ما بعده جملة مفهومة. من الأمثلة على موضع الوقف أولى (قلى) من سورة الانعام "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (قلى: الوقف اولى) كُلًّا هَدَيْنَا (ج: جواز الوقف) وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ (ج: جواز الوقف) وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" (الانعام 84)، و "أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ (قلى: الوقف اولى) قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ" (الانعام 90)، و "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ (قلى: الوقف اولى) قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) قُلِ اللَّهُ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ" (الانعام 91).
ويُستحسن ألَا يوقف على المبتدأ دون خبره كما في الوقف على "ٱلۡحَمۡدُ" من قوله سبحانه "ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ" (الفاتحة 1) (يونس 10) (الانعام 45) (الصافات 182). وهكذا في قوله تعالى "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" (الانعام 1)، و "قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ" (الاسراء 111) (المؤمنون 28) (النمل 59) (العنكبوت 63) (لقمان 25). وما في قوله سبحانه "الْقُوَّةَ لِلَّهِ" (البقرة 165)، و "الدِّينُ لِلَّهِ" (البقرة 193)، و "الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ" (الانفال 1). من الأمثلة على مواضع الوقف أولى (قلى) في سورة الانعام "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ (قلى: الوقف اولى) وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ" (الانعام 93)، و "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ (قلى: الوقف اولى) قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (الانعام 97)، و "وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ (قلى: الوقف اولى) قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ" (الانعام 98).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat