صفحة الكاتب : نجم الرافدين

العراق:حكومة السوادني ( امر بين امرين)
نجم الرافدين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ربما يرى ا البعض ان حكومة السيد محمد شياع السوادني تضم خليطا ( غير متجانس)، فهي في ظاهرها حكومة اطارية بامتياز، وقد تبنى الاطار التنسيقي هذه الحكومة بنجاحها اواخفاقها، فقد رشحوا لها وزراء وفق الموازين والاستحقاقات الانتخابية، وحتى اللذين تبنوا (المعارضة البناءة) في الحقيقة هم مشاركون في هرم الحكومة والدرجات الخاصة (هيئات ودرجات خاصة وغيرها).
اكثرمن ذلك يستدل البعض على انها حكومة( الخليط غير المتجانس ) كونها تضم من (محض الاطار محضا) ومن ( رفع العداء للاطار رفعا).
اذ انك ترى في هذه الحكومة مستشارا ثقافيا او اعلاميا كان قد اتهم الاطار بالفساد، وانه ومن معه لا يهدا لهم بال ما لم يبعدوا قوى الاطار المتهمة بالفساد عن السلطة، بل وضعهم في قفص المحاكم، وقد انشد احد شعرائهم شعرا بذلك.
فكيف يصبح هذا البعض( العدو للاطار وزعاماته) مستشارا، او في درجة خاصة؟.
يبدو ان السيد السوداني يسير وفق مبدا( لا جبر ولا تفويض ولكن  امر بين امرين).
فالسوداني شكل حكومة، وان كانت في ظاهرها اطارية، لكنها ليست اطارية( قح)، فقد ارضى خصوم الاطار، او بتعبير ادق ( بعض) من خصوم الاطار، وهم جماعات تشرين الذين رفعوا شعارات مطلبية، او ركبوا موجة التظاهرات للحصول على (مغانم) السلطة، فهم معارضون من اجل المنصب وليسوا معارضين مبدئيين.
فجمع هؤلاء في بوتقة واحدة في حكومة شكلتها زعامات الاطار الذين  كان ينظر اليهم هؤلاء على انهم فاسدون وطائفيون و( اسلاميون) .
وفق مبدا ( امر بين امرين ) استطاع السوداني ان يحقق هدفين في ان واحد وهما:
اولا: انه استطاع استمالة اصحاب الشعارات المعادية للاطار، ووضعهم في تشكيلة اطارية بامتياز، وبهذا فقد كُشِفتْ (عوراتهم) وزيف ادعائاتهم امام الراي العام، وبخاصة جمهورهم من البسطاء الذين ضحوا بقوت يومهم من اجل مطالب حقة.
وبالتالي فان اشعار شاعرهم وبكاء نادب ضحايا تشرين بيعت بثمن بخس.
ثانيا: استطاع السوداني وربما بالتنسيق مع الاطار، او على الاقل سكوت زعامات الاطار على الدرجات الخاصة التي انيطت لهؤلاء ان يستميلوهم، وقد تعاملوا معهم كتعامل المسلمين مع ( اهل الصفوة) يعطونهم فتات الطعام مقابل سكوتهم .
وكذلك يريد الاطار ان يقول للناس ان الحكومة وان كانت اطارية الا انها تستوعب حتى خصوم الامس، وها هي الدولة ممتلئة بالتشرينين الذين اتهمونا باتهامات باطلة، فهم اليوم يعملون في خدمة حكومتنا.
السيد السوداني هو الاخر يحمل مشروعا وسطيا، فهو من جانب تبنى حكومة اطارية وتحمل مسؤولية نجاحها، لكنه في الوقت نفسه لا يريد ان يكون اطاريا( قح)، او زعيما في الاطار، فانه  في الوقت الذي يسير ببرنامج حكومة الاطار الا انه اختط لنفسه طريقا وفق المبدا نفسه( امر بين امرين)، فقد انفتح على (اهل الصفوة من تشرين ) من شعراء وفنانين واعلاميين، ليكون صاحب مشروع وسطي، وان ما يراه البعض انه تناقض يراه السوداني ليس تناقضا، فالذي يجمع التشريني والاطاري هو مشروع ثالث اسمه ( مشروع محمد شياع السوداني)، وبهذا سيتصدر المشهد السياسي القادم، وفق الوسطية التي يريدها، فلا هو اطاري ( قح) ولا هو ( تشريني  قح)، وبهذا يتجاوز العقبات التي وقع فيها سلفاه عادل عبد المهدي( الاطاري)، ومصطفى الكاظمي (التشريني).
بالنتيجة سنرى في المشهد السياسي القادم زعامة جديدة تحمل مشروعا هويته( وطنية) غير حزبية وليست جدلية، بين الاحزاب التقليدية او القوى التشرينية( ان جاز التعبير).
ينبغي ان نذكر ان مبدا السوداني ( امر بين امرين ) لم يقتصر على الجمع بين الفرقاء وترويض المتمردين منهم( اهل الصفوة)،
بل ان هذا المبدا استخدمه في علاقاته الاقليمية والدولية ايضا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجم الرافدين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/28


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : العراق:حكومة السوادني ( امر بين امرين)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net