لماذا تقيم العتبات حفل تخرج مركزي؟
بيداء السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بيداء السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تراود الكثير من المتتبعين لخطى العتبات المقدسة بكربلاء العديد من الأسئلة حول كل مشروع فكري او عمراني تسعى من خلاله العتبات جاهدة لخدمة المجتمع، الا ان ما يثير الاستغراب الاستماع لبعض الأصوات النشاز التي تحاول التدخل بكل شاردة وواردة دون وعي او مدلول لما تكتبه اقلامهم الزائفة، الغريب بالامر هو السؤال عن حفل مركزي محترم يليق بالعلم والتعليم وبالشباب العراقي متغافلين عما يحدث في المحافل الأخرى والتي يشهدها الاعلام وحجم الإساءة للفكر وللشباب والمجتمع.
يعتبر حفل المتخرجين في العتبات المقدسة بكربلاء أحد الأحداث الدينية والاجتماعية الرئيسية التي تشهدها المدينة الدينية العريقة، والتي تتمتع بهوية دينية وثقافية وحضارية فريدة من نوعها، اذ يعتبر حفل المتخرجين في العتبات المقدسة بكربلاء فرصة لتعزيز الوحدة والتلاحم بين المسلمين، كونه لا يقتصر على طائفة او جامعة معينة من دون أخرى، لذا فالعتبات دائما ما تسعى لتعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية والتعليمية بين أفراد المجتمع العراقي، وبهذا الشكل، يكون حفل المتخرجين في العتبات المقدسة بكربلاء هو عبارة عن احتفال بالعلم والثقافة والدين والحضارة، ويساعد على المحافظة على هوية المدينة الدينية والحفاظ على تراثها الثقافي والحضاري.
ويأتي حفل المتخرجين في هذه المدينة الدينية كجزء من الجهود الرامية للحفاظ على القيم والمبادئ الإسلامية والثقافية والحضارية، وتعزيزها بين الشباب والطلاب، وذلك من خلال تكريم الطلبة المتفوقين والناجحين في دراستهم، وتشجيعهم على الاستمرار في مسيرتهم التعليمية والعملية، وتذكيرهم بأهمية المحافظة على القيم الإسلامية والثقافية والحضارية.
ما يميز حفل المتخرجين انه يحظى بأهمية كبيرة في الأوساط المجتمعية والاعلام، إذ يعد هذا الحدث فرصة للاحتفاء بنجاح الطلبة وتكريمهم على جهودهم المبذولة خلال فترة دراستهم، كما أنه فرصة لتوحيد الروابط الأسرية وتعزيز روحانية العلم وارتباطه بأئمتنا الاطهار عليهم السلام.
كذلك يشهد حفل المتخرجين حضور شخصيات مهمة على الصعيد الديني والاجتماعي والحكومي، بما في ذلك المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة والمتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، اذ يحظى الحفل برعايتهما واهتمامهما كونه لبنة من لبنات بناء الانسان السليم.
ويعكس الحفل التنوع الثقافي في العراق عامة وكربلاء خاصة، حيث يحضره طلاب من مختلف المحافظات العراقية والمدن العراقية المختلفة، مما يجعله فرصة لتعزيز الثقافة العراقية والثقة بالنفس ودرس بالوطنية والمحافظة على الهوية.
يمكن القول إن حفل المتخرجين بكربلاء يعد حدثًا مهمًا ويحمل رمزية كبيرة، حيث يجمع بين العلم والثقافة والدين، ويعكس روح الوحدة والتآخي بين أبناء الشعب العراقي ومحورًا للحياة الاجتماعية والدينية ورسالة سامية وهادفة للالتفات الى شريحة الشباب والاهتمام بهم من قبل السلطات الحاكمة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat