أرقام في القرآن الكريم (عشرة) (ح 7)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سلسلة المقالات هذه منشورة كل حلقة منها في موقع مختلف.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: يتحدّث المجرمون فيما بينهم بإخفات حول مقدار مكوثهم و بقائهم في عالم البرزخ، فبعضهم يقول: لم تلبثوا إلّا عشر ليال، أو عشرة أيّام بلياليها: "يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً" (طه 103) لا شكّ أنّ مدّة توقّف هؤلاء كانت طويلة، إلّا أنّها تبدو قصيرة جدّا في مقابل عمر القيامة. و إنّ تخافتهم هذا بالكلام إمّا هو للرعب و الخوف الشديد الذي ينتابهم عند مشاهدة أهوال القيامة، أو أنّه نتيجة شدّة ضعفهم و عجزهم. و من المسلّم به أنّه: لا العشر مدّة طويلة، و لا اليوم كذلك، إلّا أنّ هناك تفاوتا بينهما، و هو أنّ اليوم الواحد إشارة إلى أقل أعداد الآحاد، و العشرة إشارة إلى أقلّ أعداد العشرات، و لذلك فإنّ الأوّل يشير إلى مدّة أقل، و لذلك عبّر القرآن عمّن قال به ب "أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً" (طه 104) لأنّ قصر عمر الدنيا أو البرزخ في مقابل عمر الآخرة، و كذلك كون كيفيتهما و حالهما لا شي‌ء أمام كيفيّة و حال الآخرة، و يكون أنسب مع أقل الأعداد. (فلاحظوا بدقّة). جاءت هنا بصيغة المذكّر، فإنّ المضاف إليه هو (ليال) و الذي يجب أن يكون مؤنثا حتما، أمّا لو كان المضاف إليه (أيّام) فكان يجب أن يقال: عشرة. إلّا أنّ بعض أدباء العرب نقل بأنّ العدد إذا ذكر مطلقا و حذف تمييزه فلا تجري القاعدة السابقة، و بناء على هذا فإنّ (عشرا) هنا إشارة إلى عشرة أيّام.
جاء في کتاب تفسير غريب القرآن للمؤلف فخر الدين الطريحي النجفي: قوله تعالى "أنذر عشيرتك الأقربين" (الشعراء 214) أمر بانذار الأقرب فالأقرب من قومه، و "ليال عشر" (الفجر 2) هي عشر الأضحى و "معشار" (سبأ 45) عشر. و "وإذا أبتلى إبراهيم ربه بكلمات" (البقرة 124) اختبره بما تعبده به من السنين، وقيل هي عشر خصال، خمس في الرأس، وهي: الفرق، والسواك، والمضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب. وخمس في البدن: الختان، وحلق العانة، والاستنجاء، وتقليم الأظافر، نتف الإبط. و "يوم عصيب" (هود 77) أي شديد كأنه عصب شره، ومنه ال‌ "عصبة" (يوسف 8) (يوسف 14) كأنها يلتفت بعضها على بعض من العشرة إلى الأربعين قال الأخفش ليس لهما واحد وقوله: "ونحن عصبة" (يوسف 8) (يوسف 14) أي والحال نحن جماعة أقوياء أحق بالمحبة من صغيرين لا كفاية فيهما. و "نفر" (الجن 1) (التوبة 123) جماعة ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل إلى السبعة ولا يقال نفر فيما زاد على العشرة. و "بضع سنين" (الروم 4) بالكسر وقد يفتح، يقال: لما بين الثلاثة إلى التسع وقيل: إلى العشرة بضع، وأصح الأقوال إنه لبث في السجن سبع سنين عدد حروف الكلمتين.
جاء في موقع اسلام ويب عن حكمة الأرقام في القرآن الكريم: لا شك أن الله سبحانه وتعالى من أسمائه الحكيم، وأن أقواله وأفعاله وخلقه وتدبيره لا يصدر كل ذلك إلا عن علم وحكمة، لذلك قرن الله تعالى بين هذين الاسمين في القرآن الكريم: "وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً"، وقوله: "إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ". فقد يتكرر رقم معين في عدة مواضع في القرآن والسنة، ولا شك أن وراء ذلك حكمة، ولكن لاشك أنه لا يمكن الجزم بأن هذا الشيء المعين. وعن صحيفة بلدنا اليوم: تكرار ذكر رقم عشره فى القرآن أكبر دليل على عظمة هذا اليوم للكاتب مصطفى الخطيب: أكد عمرو الزيات الباحث الإسلامى فى الحروف النورانية، أن رقم 10 لم يذكر فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع هباءًا أو عبثًا، وإنما جاء ذكر رقم 10 فى القرآن فى أكثر من موضوع قرآنى مشهور فمثلًا فى قول الله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"، وفى موضوع آخر فى قوله تعالى " فإن اتممت عشرا فمن عندك" (الانعام 160)، وهناك ذكر رقم 10 فى موضع قرآنى آخر فى قوله تعالى " قل فأتو بعشر سور من مثله" (هود 13). أن ذكر رقم عشرة فى القرآن له أسراره المتعددة ويعد رقم مميز عن بقية الأرقام فيوم 10 من ذى الحجة من العام الهجرى كان يوم الحج الأكبر. وحدث فى يوم 10 محرم أيضا أعظم المناسبات حزنا على المسلمين وهو مقتل الامام الحسين رضوان الله عليه بن بنت رسول الله والذى قال فيه صلى الله عليه وسلم حسين منى وانا من حسين. وعن الموسوعة الحرة: ذكر الرقم عشرة في القرآن (بالألفاظ عشر ‒عشراً ‒عشرة) 9 مرات، وذكر أكثر من مرة باعتباره الرقم المكمل أو المتتم مثل: "وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً" (الاعراف 142)، و "فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ" (البقرة 196)، و "قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ" (القصص 27). كما ذكر مقلوبه معشار (أي العُشر) مرة واحدة، وهو أصغر عدد مذكور في القرآن.

الموضوع السابق فضيحة "الجنَنْدَر" أو النوع الاجتماعي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat