خطورة لوازم بعض الدعاوى المتداولة حول أحداث النهضة الحسينية
الشيخ احمد صالح ال حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ احمد صالح ال حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
نتاج النهضة الحسينية كان عظيما فلا يمكن أن يترك دون تزييف وتنديس ولأن ماكنة الإعلام الأموي كانت حاضرة وبقوة نحو ذلك فقد تعاملت مع هذه النهضة على عدة أبعاد:
البعد الأول: هو نفي فضائل العترة الطاهرة "عليهم السلام "عن طريق وضع أحاديث مختلقة لااساس لها سوى أنها خرجت من بلاط الحكم لخلفاء الجور الظالمين وهذا البعد قد فشل في أغلب مراحله والدليل على فشله بقيت المصادر القديمة مشحونه بتلك الفضائل والمناقب..
البعد الثاني :محاولة تخطأة سيد الشهداء عليه السلام في قيامه وذلك عن طريق وضع أحاديث واضحة البطلان ومخالفة للوجدان ولصريح القرآن وهذا أيضاً فشل والدليل على فشله هو أن أغلب المسلمين يلعنون بني أمية ولايضعون لهم أي قيمة !!!
وما مقالة الضال الاخرق أبو بكر بن العربي صاحب العواصم والقواصم إلا تخاريف لااساس لها عند عموم المسلمين اليوم أما المتأثر به كابن تيمية فماهو إلا شاذ الوجود ونادر الحضور سوى لدى فئة ضالة غدرة فجرة أما من نقل الينا أحاديث بني أمية الشجرة الملعونة في القرآن الكريم هم جمهور المسلمين..فتأمل
البعد الثالث: وهو الأخطر ومحور كلامنا وهو خلق كذبة تبلورت عبر القرون إلى أن وصلت إلينا وهي أن الشيعة هم من قتل الحسين "عليه السلام " أو أهل الكوفة كما هو الشائع أو أهل العراق وهنا لنا عدة وقفات مع هذه الفرية :
الوقفة الأولى: أن ثقافتنا وأدبياتنا الدينية والاجتماعية مستلة من نصوص المعصومين "عليهم السلام " وعندما نقف على تلك النصوص لانرى اصلا لهذه الفرية فأغلب الأثر المعتبر الصحيح يلعن بني أمية وخلفاء الجور الذين سبقوهم وهذا أوضح دليل وأبلغ الحجة على بطلان ماادعوه.
فبين أيدينا ابلغ القول في المقام وهي زيارة عاشوراء فلم تذكر سوى بني أمية وخلفاء الجور الذين سبقوهم!!!
الوقفة الثانية: خطورة هذه الفرية للمتأمل بها أنها تُفرغ النهضة الحسينية العظيمة من محتواها ومن أهدافها في خط المواجهة مع الظالمين والحفاظ على الدين ،ولذلك يصرون على الترويج لها وقبل كل شيء هي تُبرء بني أمية من دماء سيد الشهداء "عليه السلام " ومعنى الإفراغ أنها تكون بمستوى عبثي لاهدف فيه وهذا مخالف للفطرة والثابت الصحيح من النقل عند الفريقين ...
الوقفة الثالثة: لاننسى الدور الكبير لأنظمة الجور في تلميع صورة بني أمية ونسج الخيالات في سبيل إعلاء شأنهم ليس لشيء سوى أن حياتهم الفسقية الدنيوية لايمكن الإستغناء عنها لدى الملوك والسلاطين وقيام سيد الشهداء عليه السلام يعتبرونه خطر على وضعهم وعلى تركيبة حكمهم ....
الوقفة الرابعة : يجب علينا أن لانتهاون في رد مثل هذه الدعاوى التي يراد منها التشويش والانحراف والقضاء على مباديء هذه النهضة العظيمة
*ماهو تأثير هذه الفرية على واقعنا ؟
تأثير هذه الشبهة أنها تهدد هويتنا وانتماءنا وعبر العصور كان أتباع آل أبي سفيان يلصقون بالشيعة هذه الشبهة حتى يتمكنوا من تشويه وجودهم والنيل من عقائدهم كما هو الحاصل اليوم في أغلب المواجهات....
مواجهة الانحراف....
إن النهضة الحسينية المقدسة كان هدفها الاساس هو مواجهة الانحراف وتقويم الاعوجاج وهذا المبدأ سيال إلى اليوم في مواجهة خطر الانحراف على المجتمعات عامة فلابد من المواجهة من موقع المسؤولية سواءا بكلمة أو مقال أو توجيه وما إلى ذلك وهذا المبدأ من ثمار قيام ونهضة سيد الشهداء عليه السلام حيث حافظ عبر هذه العصور على النسيج الاجتماعي وكذلك بقي لأهل الحق من فضاء يتحركون فيه على عكس بلاط السلطان الذي دائما ما يحث على أن المجتمع يجب أن يكون على هواه وهذا أنحراف كبير كذلك نحن اليوم أمام نظام عالمي كيف نواجه خططه في تدمير الإنسان والغاء الفطرة التي فطر الله الناس عليها من خلال سن قوانين لحماية الشذوذ والانحراف فلولا أن فينا الحسين بن علي عليهما السلام لكان وضعنا مختلف هذا هو العطاء...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat