صفحة الكاتب : نعيم ياسين

الكتل السياسية والكتل الكونكريتية
نعيم ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

      اعتدنا بصفتنا مواطنين على صراع الكتل السياسية في مجلس النواب , وهو صراع اختلط فيه الكذب بالصدق , والمناورة والخداع بالجد والاخلاص لكننا لانعدم وجود من انتمى لهذه الكتلة وتلك وكان رائده الصدق والجد والاخلاص , لقد كان الصراع في اغلبه دفاعا عن مصالح ضيقة تهم الكتلة نفسها او زعيمها المتنفذ فيها مما اتعب وارهق كاهل المواطن وشغل الحكومة والدولة عن ادائها لواجباتها . 

      ومن ملامح الصراع الكتلوي السياسي النيابي غلبة البكائيات على مصلحة المواطن والوطن وان كل كتلة تذرف الدمع سجاما على تلك المصلحة , فهي تخاف على المواطن مثلا من عودة الدكتاتورية لذا تعمل على منع رئيس الوزراء من الترشيح مرة ثالثة ولو ادى ذلك الى مصادرة حقه كمواطن في الترشيح الذي كفله الدستور وتنسى هذه الكتلة في ظل الهستريا التي تلبستها انها هي التي تمارس الدكتاتورية بدعوتها هذه , وادعت ايضا في دعوتها لسحب الثقة عن رئيس الوزراء انها تكافح الفساد والتفرد بالقرار وتردي مستوى الخدمات مع ان ما تتحدث عنه انما هو ملفات يديرها وزراؤهم (المعصومون) ومحاصصتهم المقيتة وان صلاحيات رئيس الوزراء في محاسبة وزرائه محدودة واقالة اي منهم ليست بيده انما بيد البرلمان الذي هو عبارة عن حلبة صراع غير شريف ليس غير , ويكفي في فساد تلك الكتل سياسيا ان القضاء اصدر مذكرات توقيف بحق ثلاثة نواب (حيدر الملا وصباح الساعدي وسليم الجبوري ) طالبا رفع الحصانة عنهم ولم يستجب البرلمان لطلب القضاء , بل وفر الحماية للنواب الذين هم من البكائين على العدالة والمواطن وتطبيق الدستور والقانون . 
     في خضم الازمة المفتعلة اجل البرلمان عقد جلساته في فصله التشريعي الجديد لحين اعادة الكتل الكونكريتية الى مبناه , وخاطب مكتب القائد العام باعادتها والا ... وظهر لنا نحن المواطنين ان النواب غير مشمولين بتقليص الحواجز وفتح الطرق المغلقة امامنا لانهم يعملون من اجل المواطن ولابد لعملهم ان يكون محميا بالكتل الكونكريتية ههههههههه . بعض المواطنين قال ان طول مدة وجود هذه الكتل بالقرب منهم وحمايتهم رفعت العلاقة بين الكتل السياسية والكتل الكونكريتية الى مستوى العلاقات المصيرية المبدئية القائمة على حفظ مصالح الطرفين , قلت بتعجب وما مصلحة الكتل الكونكريتية وهي خرسانة صماء بكماء ؟ فاجابني هذا المواطن اللماح : ان مصلحة الكتل الكونكريتية هي ان تظل واقفة شامخة في قلب بغداد فهي اصبحت جزءا من ملامح العاصمة وهي بهذه الصفة لها تقدير واحترام وانها تشعر بان كبار المسؤولين ما زالوا بحاجة اليها لتهدئة خوفهم وذعرهم من المجهول بينما رفعها من قلب بغداد ربما سيلقي بها في مكان بعيد كأي كتلة او انقاض لاقيمة لها قلت لهذا المواطن اللماح الفكه : ولكن المواطن مثلي ومثلك يتمنون رفع كل الكتل الكونكريتية وفي حملة شاملة مع اننا كمواطنين ربما بحاجة الى الحماية اكثر من المسؤولين لانهم لهم حماياتهم الثابتة والمتحركة وهم لايخرجون الا قليلا من مكاتبهم المحصنة بل ان بعضهم متعاون مع الارهاب بطريقة واخرى وهذا اثبته تفجير البرلمان الاول والثاني , ونحن المواطنين اعطينا في تفجيرات الاربعاء الدامي عشرات الشهداء والجرحى ولم يشاركنا اي برلماني في نزيف الدم هذا سوى قراء الفاتحة على ارواح الشهداء .      
     يقولون في الاخبار وما اكثرها ان مجلس النواب ينوي عقد بعض جلساته في المحافظات ونتساءل هل يطالب بكتل كونكريتية لحمايته وهل على السيد المالكي توفيرها والا يعد متخلفا عن اداء واجباته الدستورية وربما يوجه اليه سؤال في الاستجواب المزعوم الذي يعدون له ؟ . نتمنى نحن المواطنين ان يتمسك بنا النواب بقدر تمسكهم بالكتل الكونكريتية فيستمعون لما نقول ويقرأون ما نكتب فتكون العلاقة بيننا وبينهم بمستوى العلاقة بينهم وبين الكتل الكونكريتية . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعيم ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/25



كتابة تعليق لموضوع : الكتل السياسية والكتل الكونكريتية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net