صفحة الكاتب : بكر ابوبكر

بايدن رسولُ إسرائيل الى العالم حين تتحطم آماله!
بكر ابوبكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تقول الصحف الأمريكية أن مخططي الحرب الإسرائيليين والأمريكان بخشون منذ فترة طويلة من حرب متعددة الجبهات تواجه "إسرائيل"، مما قد يحولها الى صراع أوسع خاصة منذ بدأ البنتاغون (كما تشير المونيتور) في زيادة ذخائر الدفاع الجوي وغيرها من المعدات للجيش الإسرائيلي، إذ ّ يظل المشغلون الخاصون من قيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC)على استعداد لمساعدة "إسرائيل" في الاستخبارات والتخطيط لعمليات إنقاذ الرهائن المحتملة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في غزة، حسبما ذكر مسؤولون أمريكيون.

وفي إشارة لضرورة شيطنة "حماس" وإيران كمقدمة للسحق والتدمير للكل النضالي، والتبرير لقتل المدنيين الفلسطينيين يتم تصوير الهجوم المباغت الفلسطيني من غزة أنه "الشر المطلق" أوأنه يشبة الإبادة النازية، أو أنه أسوأ من "داعش" مما كرّره الثلاثي الإرهابي نتياهو والرئيس الامريكي ووزير خارجيته يتضح حجم الصدمة التي أفقدت الفريق توازنه ليلجأ للتضليلات والأكاذيب عن القتل للأطفال من قبل "حما.س" والاغتصاب.

امتد الأمر لاتهام إيران أنها تدعم حماس ب(100 مليون دولار) سنويًا إضافة للتسليح والتدريب الإيراني، كما الإشارة للتنسيق الصارم مع حز.ب الله في لبنان. ووفق (السي أن أن) يقول كوبي مايكل حد كبار الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي (INSS ) ومقره تل أبيب، إنه يعتقد أن إيران تهدف إلى خلق "واقع حرب من أجل إنهاك المجتمع الإسرائيلي، و قوات الدفاع الإسرائيلية". و هنا هو القاسم المشترك بين استراتيجية إيران واستراتيجية "حم..اس"، ولذلك فإن إيران ذخر لحما..س والعكس بالعكس.

تشير نادين إبراهيم في "السي أن أن" أيضًا الى أن "المحور الفلسطيني الإيراني ازداد قوة،ً وقد يكون هذا كافياً لوضع المنطقة على حافة الهاوية. خاصة مع تقدم الحرب في غزة وما حولها في الجنوب، " مشيرة الى أن نصر. الله كان قد قال " إنه لا يوجد فرق بين الأهداف الاستراتيجية لمجموعته وأهداف شركائه المسلحين الفلسطينيين. وكان ألمح مراراً وتكراراً إلى توسيع قواعد اشتباك المجموعة مع إسرائيل لتعكس التحالف المتنامي."

وفي نظرة الى الحرب يكتب "نِك روبرتسون" في صحيفة (ذا هيل) الامريكية أيضًا أنه مقتنع بأن هدف نتنياهو ب"القضاء التام على "حما..س" قد حظي بوضوح بدعم الشركاء الغربيين وبما فيهم امريكا". ما لايحتاج برأينا لذكاء برؤيته من ردّات الفعل المنفعلة من هذه الدول وما يظهر من السحق للقطاع وحجم الدمار البربري والمخيف، وقطع كل سبل العيش للضغط على "حما..س" للاستسلام، وتدمير فكر الثورة الفلسطينية عامة من ورائها، وتهجير الفلسطينيين.

وفي تكرار لرواية "نتنياهو" المضللة التي حملها الرئيس الإسرائيلي والأمريكي للعالم تذكر صحيفة (تايم) بقلم اسحق هرتزوغ الرئيس الإسرائيلي: "الواقع أن ما فعلته حما..س هو أنها استوردت وتبنت وكرّرت وحشية "داعش". لقد تم القضاء على عائلات بأكملها. أمهات وآباء، مع أطفالهم ، قتلوا بدم بارد. الشباب في الحفلة. كبار السن - حتى الناجين من المحرقة أنفسهم. مذبحة. تم حرق أجسادهم وإساءة معاملتهم. وإلى جانب عشرات الإسرائيليين الذين تم أسرهم، هناك جنسيات أخرى."

وفي استجداء للدعم الدولي يقول: "لا يراودني أي وهم بأن هذه ستكون عملية سريعة أوسهلة، ولكن هناك شيء واحد مؤكد، وهو أنها ستتطلب دعم المجتمع الدولي"، ما يدلّل على أهمية الدعاية المضللة (البروباغندا) لاستجلاب الدعم الدولي، رغم أنه –أي الرئيس الإسرائيلي والاستعماري الغربي-مستعد دومًا لغض البصر عن آلام الفلسطينيين من جهة والنظر بعدسة مكبرة لأي خطأ قد يأتي من قبلهم، ويدير الظهر لسنوات لكل الأعمال النازية والفاشية والوحشية التي يقوم بها الصهيوني!

وفي تهديد مبطن للدول العربية والإسلامية يقول هرتزوغ "سيحاكم التاريخ حم..اس على جرامئها ضد الإنسانية، وكذلك كل من فشل في الوقوف ضدها.(؟!) وإنني أحثّ المجتمع ً الدولي برمته، وأولئك الذين وقفوا إلى جانبنا دائمًا، وغيرهم. الآن هو الوقت المناسب للتحدث. لقد حان الوقت للعمل على دعم "إسرائيل" بالقول والفعل، في الداخل وفي المؤسسات الدولية"

ويقول "الى جيراننا وأصدقائنا المسلمين في المنطقة (؟!) الذين يمثلون وجهًا مختلفًا للاسلام (؟!) أقول أن الوقت قد حان لإظهار أننا جميعًا نشترك في الاحترام المتبادل وغير القابل للتصرف للحياة البشرية".!؟

وفي تحذير عديد من الكتاب المؤيدين ل"إسرائيل" أن لامكان آمن للناس في غزة فإنه يتشفّون بكلماتهم بذلك، وكأن الكراهية العميقة للفلسطينيين والحقد على العرب بل والمسلمين ومما تسمعه من كلام الرئيس الإسرائيلي تنفجر دومًا لتؤكد أن المطلوب هو الانصياع الكلي لوجهة النظر والرواية الصهيونية المزوّرة للاحداث والمبررة أبدًا للاحتلال (منذ 75 عامًا حتى الآن) والمبررة أيضًا للعنصرية والقتل المدعوم من العالم الغربي الأعمى.

في وكالة أي بي الامريكية بقلم "ماثيو لي" يذكر ما يوضح التهديد الحقيقي المرسل لإيران بقوله أن "مسؤول كبير في وزارة الدفاع حذّرمن أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب حز.ب الله والجماعات الأخرى المدعومة من إيران مشيرًا لقرار نقل السفن الامريكية الى المنطقة كان لردع أي من هذه الجماعات من دخول الصراع ضد "إسرائيل" أو توسيعه. "

وقال:"إن الولايات المتحدة "تغمر المنطقة" (لاحظ مصطلح تغمر!) بالمكالمات والرسائل الأخرى حتى تعلم الجماعات المتطرفة والدول الأخرى أنه لا ينبغي لها التشكيك في التزام أمريكا بدعم الدفاع عن "إسرائيل"". ونرى أنه بالحقيقة القتال ضد العرب لإبقاء الإسرائيلي ذو السطوة واليد العليا عليهم أجمعين.

نقول أن ما قاله "لي" هو ما أكده وزير خارجية أمريكا "بلينكن" بمؤتمرة الحاضّ على تدمير غزة بكل وضوح حين قال بالمؤتمر الصحفي مع "نتنياهو" في 12/10/2023م "قد تكون لديكم القوة الكافية للدفاع عن أنفسكم بمفردكم. لكن مادامت الولايات المتحدة موجودة، فلن تضطروا إلى ذلك مطلقا. سنكون دائما بجانبكم"!؟

والى ما سبق أشار "ماثيو لي" لثقة الأمريكان بدرجة "من التواطؤ" من الإيرانيين لحما.س، وفي سياق تحليله للتدخل الأمريكي أشار استنادا للمسؤول الامريكي "أنه لا توجد نية لنشر قوات أمريكية على الأرض"!

اما موقع اكسيوس الأمريكي أيضًا فلقد أشار لتحركات الرئيس بايدن المحمومة لدعم الإسرائيلي حيث ذكر Zachary Basu في الموقع أن الرئيس بايدن اشتغل بدالة هواتف (مصطلحنا نحن) ل"إسرائيل"! وبالنص أنه: أجرى" أكثر من عشرين مكالمة واجتماعًا وإحاطة خلال عطلة نهاية الأسبوع مع اندلاع الفوضى القاتلة في "إسرائيل" وغزة، مما أدى إلى واحدة من أزمات السياسة الخارجية الأكثر حدة وخطورة في رئاسته." حيث أن ما حصل من هجوم "حما..س" المفاجيء على "إسرائيل" كان بمثابة صدمة لأمريكا وحلفائها كما قال، ويمثل اختبارًا لبايدن. وفي هذه المكالمات اتفق بايدن ونتنياهو على أهمية العملية البرية ضد القطاع! كما أفاد "باراك رافيد" بالموقع.

وفي صحيفة "فاينانشال تايمز" يتم الإشارة الى تحطم آمال بايدن بتحقيق هدوء نسبي في جميع أنحاء الشرق الاوسط ما أدى لقلب أولويات السياسة الخارجية الامريكية رأسا على عقب، ما أدى للانتقال بالدعم العسكري السريع ل"إسرائيل" إضافة للجهد الأعلامي والدعائي (بالحقيقة التضليلي كما هو واضح لنا) والدبلوماسي. وحيث يقف الأمريكي حائرًا الآن بين تقصيره بدعم أوكرانيا و"إسرائيل" لذلك كانت لهجته الحاسمة وتحركاته كبدالة هاتف ل"إسرائيل"، وداعم دعائي تضليلي (بروباغندا) وعسكري مباشر.

وتشير "فايننشال تايمز" للقيادة السياسية الامريكية أنهم" كانوا يحاولون التركيز على الصين، وكانوا يحاولون التركيز على روسيا، ويأملون في إبقاء الشرق الأوسط في مؤخرة الاهتمامات وقال دانييل بايمان، الأستاذ في كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون: "إن الشرق الأوسط لديه طريقة في العمل، فقد فرض نفسه عليهم""

ومع ذلك تحذر الصحيفة قائلة أنه: "قد يصبح الصراع أكثر صعوبة بالنسبة لبايدن إذا مضت "إسرائيل" قدمًا في غزو طويل وحصار لقطاع غزة، الأمر الذي قد يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين على الجانب الفلسطيني، ما يجعل من الصعب على البيت الأبيض الدفاع عن رئيس الوزراء نتنياهو". كما تمت الإشارة الى أن التطبيع السعودي الصهيوني بالقول أنه قد وضع الآن في الثلاجة!

وذكر أحد المحللين بالصحيفة بوضوح منتقدًا إدارة بايدن أنه: "عندما يحين الوقت للتوصل إلى تسوية بين "إسرائيل" وحما..س، يجب أن يكون بايدن مستعدا للتوسط في الصفقة، الأمر الذي قد يحسن الصورة بالنسبة لواشنطن".

وفي إطار النقد المتعاظم لسياسة بايدن تذكر صحيفة (ذا انترسبت) وبقلم مرتضى حسين: أن ما حصل أعاد أمريكا الى المنطقة بعد أن أمضت سنوات في محاولات للابتعاد عنها فنقلت أصولها البحرية للبحر الأبيض المتوسط لدعم "إسرائيل" في غزوها لغزة.

ويذكر الكاتب "أن اندلاع أعمال العنف المكثفة الجديدة تمثل فشلاً ذريعا لسياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط. حيث ركزت الإدارة سياستها الإقليمية على توسيع "اتفاقيات إبراهام"". مضيفًا: "كانت الفرضية الفعلية وراء الاتفاقات، التي بدأت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وقادها صهره جاريد كوشنير هي "حل" الصراع الإسرائيلي الفلسطيني!؟ من خلال تجاهل الفلسطينيين ببساطة والتعامل مع ظروفهم على أنها غير ذات صلة. وتظهر أحداث نهاية هذا الأسبوع أن هذا النهج، القائم على الاختفاء الفلسطيني، قد انهار الآن. في الواقع، فإن توقع أن يستسلم الفلسطينيون ببساطة للموت البطيء، وهو الافتراض الذي من الواضح أن بايدن يحمله، لن يكن واقعيًا على الإطلاق".

 

الحواشي:

بكر أبوبكر كاتب وباحث عربي فلسطيني ورئيس أكاديمية فتح الفكرية، وعضو المجلس الاستشاري للحركة.

2 Pentagon warns Iran, Hezbollah to stay out of Hamas war with Israel - Al-Monitor: Independent, trusted coverage of the Middle East

3 Israel targets downtown Gaza City with massive bombardments | The Hill

4 تم دحض فرية قتل الأطفال من قبل الصحافة الامريكية ذاتها-أنظر واشنطن بوست.

5 Column: Israel's Darkest Hour Casts a Shadow on the World | TIME

6 US begins delivering munitions to Israel as the American death toll rises to 11 in Hamas attacks | AP News

7 Scoop: Inside Biden's weekend responding to Hamas attack on Israel (axios.com)

8 ‘It thrust itself upon them’: Israel conflict jolts Joe Biden | Financial Times (ft.com)

9 اختراع مصطلح الشرق الاوسط لقتل مصطلح العالم العربي والعالم الإسلامي وتسويغ إدخال "إسرائيل" ثم هيمنها على الامة.

10 Biden Doubled Down on Abraham Accords to “Devastating Consequences” (theintercept.com)

 

 

انتهى

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بكر ابوبكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/15



كتابة تعليق لموضوع : بايدن رسولُ إسرائيل الى العالم حين تتحطم آماله!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net