اضطرابات صعوبة التعلم
د . حسين علي غالب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إنه المشهد المكرر الذي أعتدت مشاهدته عند بداية كل فصل جامعي وقدوم طلاب جدد مقبلين على تجربة جديدة لهم في أروقة الجامعة ، طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة والمشاكل المختلفة ، يحتاجون أساليب وطرق محددة حتى يكملوا تعليمهم ، ويجب الانتباه إلى أدق التفاصيل مهما كانت صغيرة ومتواضعة ، بالتأكيد هناك من يستوعبهم و يحتويهم وهناك للأسف الشديد من يرفضهم بل ويتعامل معهم بقسوة ، بل وصل الأمر أنني وجدت فئة قليلة للغاية تريد إبعادهم عن الدراسة بأي شكل من الأشكال وكأنهم أعداء لهم .

لقد توصل علماءنا الاجلاء إلى تصنيفات لكل من يعاني من عدم الاستيعاب والفهم تحت مسمى "اضطرابات صعوبة التعلم" ، منظمة الصحة العالمية هي أيضا مشكورة قدمت بحث مطول عظيم وفيه معلومات قيمة ،ذكرت فيه أن كل دول العالم دون استثناء تحتاج إلى كوادر متخصصة والتعليم عن بعد نجح في السنوات الأخيرة من تخفيف الضغط على الكوادر التعليمية والأكاديمية لكننا ما زلنا في بداية الطريق وأمامنا الكثير لنفعله ، ويجب على كل طفل قبل أن يدخل المدرسة أن يتم فحصه وبعدها يوضع في المكان المناسب له حسب قدراته وقوة استيعابه ، وأولياء الأمر قد يتوقعون أن طفلهم لا يعاني من أي مشكلة لكن بعد الفحص يكتشفون أن ابنهم يعاني من "اضطرابات صعوبة التعلم" ، كما أننا يجب أن نذكر أن الاكتشاف المبكر في السنوات الأولى من عمر الطفل تحديدا ، يوفر علينا الوقت والمال والجهد وتكون عائلة الطفل مشاركة في معرفة الخيارات المتاحة لطفلها وتكون شريك أساسي في علاجه وتطوره في مختلف مناحي حياته خطوة تلو خطوة .

الجامعات الأمريكية وبعدها الأوروبية صدقا كانت الأولى في تأسيس منهج أكاديمي متخصص يجتمع فيه الطب النفسي والجسدي وعلم الاجتماع والتجارب التربوية بسبب عدد الأطفال الذين يعانون من "التوحد" والأرقام في ازدياد في السنوات القادمة ، فيصبح الخريج بهذا المجال جاهز لاختبار الطفل وتحديد المسار الذي يستوجب عليه اتباعه ، وأنا متأكد أن الجامعات الأجنبية في أوطاننا وهي كثيرة جدا ، سوف لن تضيع الفرصة وتدرس هذا التخصص الأكاديمي المهم الذي تحتاجه كل مؤسسة تعليمية في وقتنا الحاضر ، والتقارير العلمية والبحثية تطالب بأن يكون لكل خمسين طفل مختص واحد في ""اضطرابات صعوبة التعلم"

الموضوع السابق قوة في عمق الألم

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat