صفحة الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

على ضفاف الانتظار(78)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وكفى بالسفياني نقمة لكم!
لا ريبَ في أنَّ السفياني هو من ألدِّ أعداءِ شيعةِ أهلِ البيت، ولا ريبَ في سعْيهِ المُتواصلِ للقضاء عليهم، إلا أنّ هذا لا يعني نجاحه في سعْيه هذا، إذ إنّ واحدًا من أهمِّ السُنَنِ التي أجراها اللهُ (تعالى) في هذا الكون، هو أنّه (تعالى) يُدافِعُ عن الذين آمنوا، بطريقةٍ وبأخرى، قال (تعالى): ﴿ إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ 
وأحدُ مصاديقِ الدفاعِ عنهم هو صرفُ ودفعُ أعدائهم عن الفتكِ بهم.
وقد اشتهرَ على الألسن، أنّ اللهَ (تعالى) جعلَ الظالمَ وسيلةً للانتقامِ من الظالم، بمعنى أنّه (تعالى) قد يشغلُ الظالمين بالظالمين، فيكون المؤمنون في هذه الحال في فسحةٍ وراحةٍ من مواجهةِ الظالم، ربما ليأخذوا قسطًا من الراحة، وربما ليستعدّوا للمواجهةِ القادمة، ومن المؤكَّدِ أنَّ هذا سيوفِّرُ للمؤمنين جُهدًا وافرًا في مواجهةِ بعضِ الظَلَمةِ بانشغالهم بظَلَمةٍ مثلهم.
وهذا ما أخبرتْ به الرواياتُ الشريفةُ التي ذكرتْ وجودَ عِدّةِ جبهاتٍ تُريد بالشيعة سوءًا، إلا أنّ اللهَ (تعالى) يشغلُ بعضَهم ببعض، ممّا يعني أنّ الله (تعالى) سيكفي المؤمنين مواجهةَ الظالمِ بانشغاله بالظالمِ الآخر، ولو لفترةٍ من الزمن.
عن محمد بن مسلم قال: سمعتُ أبا جعفر الباقر يقول: «اتَّقُوا اللهَ، وَاسْتَعِينُوا عَلَىٰ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِالْوَرَعِ وَالْاِجْتِهَادِ فِي طَاعَةِ الله... أَلَسْتُمْ تَرَوْنَ أَعْدَاءَكُمْ يَقْتَتِلُونَ فِي مَعَاصِي الله، وَيَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً عَلَىٰ الدُّنْيَا دُونَكُمْ، وَأَنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ آمِنُونَ فِي عُزْلَةٍ عَنْهُمْ؟ وَكَفَىٰ بِالسُّفْيَانِيِّ نَقِمَةً لَكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَهُوَ مِنَ الْعَلَامَاتِ لَكُمْ، مَعَ أَنَّ الْفَاسِقَ لَوْ قَدْ خَرَجَ لَمَكَثْتُمْ شَهْراً أَوْ شَهْرَيْنِ بَعْدَ خُرُوجِهِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكُمْ بَأْسٌ حَتَّىٰ يَقْتُلَ خَلْقاً كَثِيراً دُونَكُمْ».. 
فالروايةُ واضحةٌ جدًا في ما ذكرناه قبل قليل.
إنّ هذه الروايةَ، في الوقت الذي تحكي تلك السُنّة، هي تعني أنّ علينا مُتابعةَ الأحداثِ عن كثب، لنكونَ على أهبّةِ الاستعدادِ لأيّ خطرٍ مُحتمَل، وإلى ضرورةِ اتخاذِ الإجراءاتِ اللازمةِ لوجستيًا ومعنويًا لمواجهةِ العدوِّ الآني والمُحتمل، تطبيقًا لقاعدة: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/01/21



كتابة تعليق لموضوع : على ضفاف الانتظار(78)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net