وزدني من فضلك يا كريم
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هذه الجملة وردت في آخر دعاء ( يا من أرجوه لكل خير ) تقريباً ، وهو من أدعية شهر رجب المعروفة ، وجاءت بعد طلب ( أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة ، واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الاخرة ) .. والسؤال هو : الداعي قد جمع في طلبه خير الدنيا والاخرة وصرف شر الدنيا والاخرة ، فماذا تبّقى حتى يقول : وزدني من فضلك يا كريم ..!!
وسنحاول الإجابة ضمن احتمالات :
الأول : يمكن القول أن الطلب الأخير قرينة على عدم استغراق لفظ ( جميع ) لكل أفراد الخير والشر .. فأصل تصور العموم الشامل والتام قد يكون غير دقيق لاعتبارات كثيرة تقف حائلاً دونها ، لأن العدل الالهي لا يُتصور قبوله للمساواة بين الظالم والمظلوم مثلا .. وهنا يأتي الدعاء ليعالج هذه المشكلة في طلب ( الفضل ) ، أي خارج قانون العدل ، فنقول نحن : اللهم عاملني بفضلك ولطفك ولا تعاملني بعدلك .
الثاني : لعل الداعي هنا يريد أن يتخلص من محدودية فكرهِ وتصوره لأفراد الخير والشر والتي تدخل في قصد الدعاء قهراً إلى ما هو أوسع وأشمل وخارج التصور والتوقع ، كأن العموم له سور وكمّ مهما كان شموله ، عكس الإطلاق الذي يكون مهملاً للكمية كما هو مذكور في علم المنطق ..
الثالث : للتخلص من ورطة ( من حدّه فقد عدّه ) ، فالله تعالى فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى كما يقول أهل الكلام والفلسفة ، وكل ألفاظ العموم والشمول لدينا هي بالنسبة لعطاء الله نسبة المحدود الى اللامحدود .. ( ولا يحصي نعماءه العادون ، ولا يؤدي حقه المجتهدون ) ..
وفي التأمل احتمالات أخر نسمعها منكم لو تفضلتم ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat