صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

مقتطفات عن النصر في القرآن الكريم
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


جاء في معاني القرآن الكريم: نصر النصر والنصرة: العون. قال تعالى: "نصر من الله وفتح قريب" (الصف 13)، "وإذا جاء نصر الله" (النصر 1)، "وانصروا آلهتكم" (الانبياء 68)، "إن ينصركم الله فلا غالب لكم" (ال عمران 160)، "وانصرنا على القوم الكافرين" (البقرة 250)، "وكان حقا علينا نصر المؤمنين" (الروم 47)، "إنا لننصر رسلنا" (غافر 51)، "وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير" (التوبة 74)، "وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا" (النساء 45)، "ما لكم من دون الله من ولي ولا نصير" (التوبة 116)، "فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله" (الاحقاف 28) إلى غير ذلك من الآيات، ونصرة الله للعبد ظاهرة، ونصرة العبد لله هو نصرته لعباده، والقيام بحفظ حدوده، ورعاية عهوده، واعتناق أحكامه، واجتناب نهيه. قال: "وليعلم الله من ينصره" (الحديد 25)، "إن تنصروا الله ينصركم" (محمد 7)، "كونوا أنصار الله" (الصف 14) والانتصار والاستنصار: طلب النصرة "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون" (الشورى 39)، "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر" (الانفال 72)، "ولمن انتصر بعد ظلمه" (الشورى 41)، "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر" (القمر 10) وإنما قال: (فانتصر) ولم يقل: أنصر تنبيها أن ما يلحقني يلحقك من حيث إني جئتهم بأمرك، فإذا نصرتني فقد انتصرت لنفسك، والتناصر: التعاون. قال تعالى: "ما لكم لا تناصرون" (الصافات 25)، والنصارى قيل: سموا بذلك لقوله: "كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله" (الصف 14)، وقيل: سموا بذلك انتسابا إلى قرية يقال لها: نصرانة، فيقال: نصراني، وجمعه نصارى، قال: "وقالت اليهود ليست النصارى" (البقرة 113)، ونصر أرض بني فلان. أي: مطر (مجاز القرآن 2/46)، وذلك أن المطر هو نصرة الأرض، ونصرت فلانا: أعطيته، إما مستعار من نصر الأرض، أو من العون.
عن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (نصر) "النصارى" (البقرة 62) (البقرة 113) (البقرة 120) (التوبة 31) (المائدة 20) (المائدة 54) (المائدة 72) نسبوا إلى قرية بالشام تسمى نصورة ويقال: تسمى ناصرة واحدهم: نصران كندمان، وقيل: لأنهم نصروا المسيح عليه السلام: و "لننصر رسلنا" (غافر 51) أي نغلب رسلنا، و "من" (الحج 15) بمعنى لمن أي لمن "ينصره الله" (الحج 15) ويغيظه أي لا يظفر بمطلوبه "فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ" (الحج 15) أي فليستفرغ جهده في إزالة ما يغيظه بأن يمد حبلا إلى سماء بيته فيختنق فلينظر إن فعل ذلك هل يذهب نصر الله الذي يغيظه، وسمي الاختناق قطعا لأن المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه، وسمي الفعل كيدا لأنه وضعه موضع الكيد حيث لم يقدر على غيره. "لبئس المولى" (الحج 13) أي الناصر. "فما تستطيعون صرفا ولا نصرا" (الفرقان 19) أي حيلة ولا نصرة، ويقال: لا تستطيعون أن تصرفوا عن أنفسكم عذاب الله ولا انتصار من الله تعالى. "ببدر" (ال عمران 123) اسم موضع فيه ماء لرجل اسمه بدر قال تعالى: "لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة" (ال عمران 123).
جاء في موقع مع الله صفحة مقالات عن مفهوم النصر فى القرآن الكريم: يُنصَرُونَ، وَالنَّصَارَى، نَصِيرٍ، نَصَارَى، النَّصَارَى، نَصْرُ، وَانصُرْنَا، أَنصَارٍ، فَانصُرْنَا، بِنَصْرِهِ، نَاصِرِينَ، أَنصَارِي، نَصْرَانِيًّا، وَلَتَنصُرُنَّهُ، نَصَرَكُمُ، النَّصْرُ، النَّاصِرِينَ، يَنصُرْكُمُ، نَصِيرًا، نَصْرُنَا، وَنَصَرُوهُ، نَصْرًا، النَّصِيرُ، وَنَصَرُوا، اسْتَنصَرُوكُمْ، وَيَنصُرْكُمْ، تَنصُرُوهُ، نَصَرَهُ، وَالْأَنصَارِ، يَنصُرُنِي، تُنصَرُونَ، مَنصُورًا، يَنصُرُونَهُ، مُنتَصِرًا، وَانصُرُوا، وَنَصَرْنَاهُ، يَنصُرَهُ، نَصْرِهِمْ، وَلَيَنصُرَنَّ، لَيَنصُرَنَّهُ، انصُرْنِي، وَنَصِيرًا، يَنصُرُونَكُمْ، يَنتَصِرُونَ، وَانتَصَرُوا، اسْتَنصَرَهُ، الْمُنتَصِرِينَ، بِنَصْرِ، يَنصُرُ، تَنَاصَرُونَ.
جاء في تفسير الميسر: قال الله عز وجل تناصرون وتنصرنه "مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ" ﴿الصافات 25﴾ تَنَاصَرُونَ:تَنَاصَرُ فعل، ونَ ضمير، ما لكم لا تناصرون: لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا ويقال لهم، ويقال لهم توبيخًا: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضًا؟ قوله سبحانه "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ" ﴿آل عمران 81﴾ وَلَتَنصُرُنَّهُ: وَ حرف عطف، لَ لام التوكيد، تَنصُرُ فعل، نَّ لام التوكيد، هُۥ ضمير، واذكر أيها الرسول إذ أخذ الله سبحانه العهد المؤكد على جميع الأنبياء: لَئِنْ آتيتكم من كتاب وحكمة، ثم جاءكم رسول من عندي، مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنَّه، فهل أقررتم واعترفتم بذلك وأخذتم على ذلك عهدي الموثق؟ قالوا: أقررنا بذلك، قال: فليشهدْ بعضكم على بعض، واشهدوا على أممكم بذلك، وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم، وفي هذا أن الله أخذ الميثاق على كل نبي أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأخذ الميثاق على أمم الأنبياء بذلك.
عن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قال الله سبحانه "بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ" (الروم 5) سبب النّزول‌: يتفق المفسّرون الكبار على أن الآيات الأولى من هذه السورة نزلت في أعقاب الحرب التي دارت بين الروم و الفرس، و انتصر الفرس على الروم، و كان النّبي حينئذ في مكّة، و المؤمنون يمثلون الأقلية. فاعتبر المشركون هذا الإنتصار للفرس فألا حسنا، و عدّوه دليلا على حقانية المشركين و «الشرك»، و قالوا: إن الفرس مجوس مشركون، و أمّا الروم فهم مسيحيون (نصارى) و من أهل الكتاب فكما أن الفرس غلبوا (الروم) فإن‌ الغلبة النهائية للشرك أيضا، و ستنطوي صفحة الإسلام بسرعة و يكون النصر حليفنا. و بالرغم من أن مثل هذا الاستنتاج عار من أي أساس، إلّا أنّه لم يكن خاليا من التأثير في ذلك الجوّ و المحيط للتبليغ بين الناس الجهلة، لذلك كان هذا الأمر عسيرا على المسلمين. فنزلت الآيات الآنفة و قالت بشكل قاطع: لئن غلب الفرس الروم ليأتينّ النصر و الغلبة للروم خلال فترة قصيرة. و قد حدّدت الفترة لانتصار الروم على الفرس في‌ "بِضْعِ سِنِينَ‌". قوله تعالى "إِنْ تَحْرِصْ عَلى‌ هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ‌" (النحل 37) "تحرص" من مادة (حرص)، و هو طلب الشي‌ء بجدّية و سعي شديد. بديهي، أنّ الآية لا تشمل كل المنحرفين، لأنّ الشمول يتعارض مع وظيفة النّبي (هداية و تبليغ)، و للتاريخ شواهد كثيرة على ما لهداية الناس و إرشادهم من أثر بالغ، و كم أولئك الذين انتشلوا من و حل الضلال ليصبحوا من خلص أنصار الحق، بل و دعاته. فعليه.. تكون الجملة المتقدمة خاصة بمجموعة معينة من الضالين الذين وصل بهم العناد و اللجاجة في الباطل لأقصى درجات الضلال، و أصبحوا غرقى في بحر الاستكبار و الغرور و الغفلة و المعصية فأغلقت أمامهم أبواب الهداية، فهؤلاء لا ينفع معهم محاولات النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لهديهم حتى و إن طالت المدّة لأنّهم قد انحرفوا عن الحق بسبب أعمالهم الى درجة أنّهم باتوا غير قابلين للهداية. و من الطبيعي أن لا يكون لهكذا أناس من ناصرين و أعوان، لأنّ الناصر لا يتمكن من تقديم نصرته و عونه إلّا في أرضية مناسبة و مساعدة. و هذا التعبير أيضا دليل على نفي الجبر، لأنّ الناصر إنّما ينفع سعيه فيما لو كان هناك تحرك من داخل الإنسان نحو الصلاح و الهداية فيعينه و يأخذ بيده- فتأمل. و لعل استعمال "ناصرين" بصيغة الجمع للإشارة إلى أنّ المؤمنين على العكس من الضالين، لهم أكثر من ناصر، فاللّه تعالى ناصرهم و الأنبياء، و عباد اللّه الصالحين، و ملائكة الرحمة كذلك.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/02/01


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  كلمات متقاربة اللفظ مختلفة المعنى في القرآن الكريم (أسرى، سريا)  (المقالات)

    • ضرر الفساد في أمثلة (ولا تبغ الفساد في الأرض ان الله لا يحب المفسدين) (ح 33)  (المقالات)

    • اشارات قرآنية من كتاب باب الحوائج الإمام الكاظم للدكتور الحاج حسن (ح 4)  (المقالات)

    • اشارات قرآنية من كتاب باب الحوائج الإمام الكاظم للدكتور الحاج حسن (ح 3)  (المقالات)

    • أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 204)  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : مقتطفات عن النصر في القرآن الكريم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net