شهر شعبان المبارك.. فضل عظيم وأعمال مستحبة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحظى شهر شعبان المبارك بفضل عظيم، حيث يُستحب الإكثار من الصيام والتقرب إلى الله عز وجل لتهيئة القلوب وترويض النفوس لاستقبال شهر رمضان المبارك.
شهر شعبان شهر ذو فضل كبير، فيه ليلة بالغة الشرف وهي أفضل الليالي بعد ليلة القدر، وقد وُلد فيها مولود وَعَدَ الله به النصر لكلّ مظلوم من أوليائه وأن يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلِئَت ظُلماً وجوراً.
وكفى في شأنه أن فيه المناجاة الشعبانية وأنه شهر رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه قال: “ألا إن شعبان شهري، فرحم الله من أعانني على شهري”.
وجه تسمية شهر شعبان
وردت بعض الروايات عن سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم، ويقال أنه تم تسميته في عصر قبل الإسلام نسبة إلى تشعب القبائل العربية ورغبتها في الحرب بعد منع الحرب في شهر رجب، والتي كانت محرمة عليهم في هذا الوقت.
بينما وردت بعض الأحاديث من السنة النبوية عن سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم: “وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام”.
أعمال شهر شعبان العامة
1 ـ الاستغفار: أن يستغفر في كل يوم من شعبان سبعين مرة بهاتين الصيغتين: “استغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمان الرحيم الحي القيوم وأتوب اليه” و”استغفر الله وأسأله التوبة” فعن الإمام الرضا عليه السلام أنه من قال ذلك كتب الله له براءة من النار، وجوازاً على الصراط، وأدخله دار القرار.
2 ـ الصدقة: فعن الإمام الصادق عليه السلام: “من تصدّق بصدقة في شعبان ربّاها الله (جلَّ وعزَّ) له كما يربّي أحدكم فصيله حتى يوافي يوم القيامة وقد صارت له مثل جبل أُحُد”.
3 ـ الذكر: فعن النبي صلى الله عليه وآله: “من قال في شعبان ألف مرّة “لا إله إلاّ الله ولا نعبد إلاّ إيّاه مخلصين له الدين ولو كره المشركون” كتب الله له عبادة ألف سنة، ومحا عنه ذنب ألف سنة، ويخرج من قبره يوم القيامة ووجهه يتلألأ مثل القمر ليلة البدر، وكُتِبَ عند الله صدّيقاً”.
4 ـ الصلاة على محمد وآل محمد: فعن النب يصلى الله عليه وآله: “وأكثروا في شعبان من الصلاة على نبيِّكم وأهله”.
5 ـ الصوم: فعن أمير المؤمنين عليه السلام: “من صام شعبان حبّاً لرسول الله وتقرّباً إلى الله أحبّه الله وقرّبه إلى كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنّة”.
6 ـ الصلاة: صلاة ركعتين في كل خميس من شعبان يقرأ في كل ركعة “الحمد” مرة، و”التوحيد” مئة مرة، فإذا سلّم قال “اللهم صلّ على محمد وآل محمد” مئة مرة، فعن النبي صلى الله عليه وآله أنه من فعل ذلك (قضى الله له كلّ حاجة من أمر دينه ودنياه).
7 ـ الدعاء: أن يدعو عند كلّ زوال من أيام شعبان بالصلاة المرويَّة عن الإمام السجاد عليه السلام.
8 ـ المناجاة الشعبانية: أن يقرأ المناجاة المرويَّة عن أمير المؤمنين عليه السلام وقد ناجى بها أهل البيت عليهم السلام.
أعمال شهر شعبان الخاصة
1 ـ الليلة الأولى: ولها صلوات كثيرة، منها صلاة اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة “الحمد” مرة و”التوحيد” إحدى عشرة مرة.
2 ـ اليوم الأول: الصيام فعن الإمام الصادق عليه السلام (إن من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة).
3 ـ اليوم الثالث: وهو يوم مبارك، فيه ولادة الإمام الحسين عليه السلام ويستحب فيه الصيام وقراءة الأدعية التالية: (اللهم إني أسألك بحق المولود…) دعاء (اللهم أنت متعالي المكان…).
4 ـ الليلة الثالثة عشرة: وهي أول الليالي البيض وفيها بعض الصلوات المستحبة، منها صلاة ركعتين يقرأ في كل ركعة “الحمد” مرة و”والتِّين والزيتون” مرة.
فعن النبيّ أنه من فعل ذلك (فكأنَّما أعتق مائتي رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّهُ، وأعطاه الله براءة من النار، ويرافق محمداً صلى الله عليه وآله).
أعمال ليلة النصف من شعبان
5 ـ ليلة النصف من شعبان، وهي ليلة بالغة الشرف والكرامة.
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: سُئل الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النِّصف من شعبان فقال عليه السلام:
“هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر فيها يمنح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنِّه فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها فإنَّها ليلة آلى الله عزَّ وجلَّ على نفسه ألا يَرُدَّ سائلاً فيها ما لم يسأل الله المعصية، وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيِّنا صلى الله عليه وآله، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى والثناء عليه”.
وقد ورد في هذه الليلة أعمال:
الأول: الغسل، فإنه يوجب تخفيف الذنوب.
الثاني: إحياؤها بالصلاة والدعاء والاستغفار، فقد ورد في الحديث (من أحيا هذه الليلة لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب).
الثالث: أن يصلي بعد العشاء ركعتين يقرأ في الأولى “الحمد” وسورة “الكافرون”، وفي الثانية “الحمد” وسورة “التوحيد” وبعد التسليم يقول “سبحان الله” ثلاثاً وثلاثين مرة و”الحمد للَّه” ثلاثاً وثلاثين مرة و”الله أكبر” أربعاً وثلاثين مرة ثم يدعو بالدعاء التالي: (يا من إليه ملجأ العباد في المهمَّات…).
الرابع: زيارة الإمام الحسين عليه السلام وهي أفضل أعمال هذه الليلة وتوجب غفران الذنوب، ومن أراد أن يصافحه أرواح مائة وأربعة وعشرين ألف نبي فليزره عليه السلام في هذه الليلة.
الخامس: قراءة الأدعية التالية:(اللهم بحق ليلتنا هذه ومولودها…)، (اللهم أنت الحي القيوم…)، (اللهم أقسم لنا من خشيتك…)، (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد شجرة النبَّوة…)، (إلهي تعرَّض لك في هذا الليل المتعرضون…).
السادس: دعاء كميل بن زياد رضوان الله عليه.
السابع: أن يقول مئة مرة (سبحان الله والحمد للَّه ولا إله إلا الله والله أكبر) ليغفر الله له ما سلف من معاصيه، ويقضي له حوائج الدنيا والآخرة.الثامن: السجدات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وهي:(سجد لك سوادي …).
التاسع: صلاة جعفر الطيَّار رضوان الله عليه الوارد استحبابها يوم الجمعة.
العاشر: صلاة مئة ركعة: يقرأ في كل ركعة “الحمد” مرة و”التوحيد” عشر مرات.
يوم النصف من شعبان
6 ـ يوم النِّصف من شعبان: وفيه وُلِدَ الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف ويستحب زيارته عجل الله فرجه الشريف في كل زمان ومكان والدعاء بتعجيل الفرج عند زيارته.
7 ـ آخر جمعة من شعبان
عن الإمام الرضا عليه السلام: (إن شعبان قد مضى أكثره، وهذا آخر جمعة فيه، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالاقبال على ما يعنيك، وأكثر من الدعاء والإستغفار، وتلاوة القرآن، وتبّ إلى الله من ذنوبك، ليقبل شهر رمضان إليك، وأنت مخلص للَّه عزَّ وجلَّ، ولا تدعنَّ أمانة في عنقك إلاّ أدّيتها، ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلاّ نزعته، ولا ذنباً أنت مرتكبه إلاّ أقلعت عنه، واتقِّ الله، وتوكّل عليه في سرِّ أمرك وعلانيَّتِك، ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه، إن الله بالغٌ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدراً، وأكثر من أن تقول في ما بقي من هذا الشهر “اللهم إن لم تكن غفرت لنا في ما مضى من شعبان فاغفر لنا في ما بقي منه” فإن الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشهر رقاباً من النار لحرمة شهر رمضان).
8 ـ الليلة الأخيرة من شعبان: فيها دعاء الإمام الصادق عليه السلام: “اللهم إن هذا الشهر المبارك الذي أنزل فيه القرآن…”.
فضل شهر شعبان
اعلم أنّ شهر شعبان شهر شريف وهو منسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان صلى الله عليه وآله يصوم هذا الشهر ويوصل صيامه بشهر رمضان 1، وكان صلى الله عليه وآله يقول: شعبان شهري من صام يوما من شهري وجبت له الجنة 2.
وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال : كان السجاد عليه السلام إذا دخل شعبان جمع أصحابه وقال عليه السلام : يا أصحابي ، أتدرون ما هذا الشهر؟ هذا شهر شعبان.
وكان النبي صلى الله عليه وآله يقول : شعبان شهري فصوموا هذا الشهر حبا لنبيكم وتقربا إلى ربكم أُقسم بمن نفسي بيده ، لقد سمعت أبي الحسين عليه السلام يقول : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : من صام شعبان حباً لرسول الله صلى الله عليه وآله وتقربا إلى الله أحبه الله وقربه إلى كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنة 3.
وروى الشيخ عن صفوان الجمّال قال : قال لي الصادق عليهالسلام : حثّ من في ناحيتك على صوم شعبان.
فقلت : جعلت فداك ترى فيه شَيْئاً؟ فقال : نعم ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا رأى هلال شعبان أمر مناديا ينادي في المدينة : يا أهل يثرب! إني رسول رسول الله صلىاللهعليهوآله إليكم ، ألاّ إنّ شعبان شهري ، فرحم الله من أعانني على شهري ، ثم قال : إنّ أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) كان يقول : ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وآله ينادي في شعبان ، ولن يفوتني أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله تعالى ، ثم كان عليهالسلام يقول : صوم شهرين متتابعين توبة من الله 4.
وروى إسماعيل بن عبد الخالق قال : كنت عند الصادق عليه السلام فجرى ذكر صوم شعبان فقال الصادق عليه السلام إنّ في فضل صوم شعبان كذا وكذا حتى إنّ الرجل ليرتكب الدم الحرام فيغفر له 5.
————————
الهوامش:
1. الاقبال 3 / 291 فصل 4.
2. وسائل الشيعة 4 / 376 ذيل الحديث 13975 ، ح 28 من باب 29 ، أبواب الصوم المندوب.
3. رواه المجلسي في زاد المعاد : 47 عن طريق ابن بابويه.
4. مصباح المتهجّد : 825.
5. مصباح المتهجّد : 826.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat