صفحة الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

على ضفاف الانتظار(87)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المدينةُ المنورةُ إبّان الظهور
يُلقبُها المسلمون (طيبة الطيبة)، أولُ عاصمةٍ في تاريخِ الإسلام، وثاني أقدسِ الأماكنِ لدى المسلمين بعد مكة.
هي عاصمةُ منطقةِ المدينةِ المنورة الواقعةِ على أرضِ الحجاز التاريخية، غرب المملكةِ العربيةِ السعودية، تبعدُ المدينةُ المنورةُ حوالي (400كم) عن مكةَ المكرمة في الاتجاهِ الشمالي الشرقي، وعلى بعدِ حوالي (150كم) شرقَ البحرِ الأحمر، وأقربُ الموانئ لها هو ميناءُ ينبع، والذي يقعُ في الجهةِ الغربية الجنوبية منها ويبعدُ عنها (220كم)... .
تضمُّ المدينةُ المنورةُ الكثيرَ من المعالمِ التاريخية، كقبر النبي الأكرم ومسجده، وقبر الزهراء، ومقبرةِ البقيع التي تحوي قبورَ الأئمةِ الأربعة (المجتبى وزين العابدين والباقر والصادق) والكثير من الصحابة، ونساء النبي، وغيرهم.
كما تحتوي المدينةُ على قبرِ سيدِ الشهداء الحمزة بن عبد المطلب وأصحابِه الذين استشهدوا في معركةِ أُحُد، والكثيرَ من المساجد: كمسجدِ قبا والقبلتين والفتحِ وغيرها الكثير.
وعلى كُلِّ حالٍ، فقد وردَ ذكرُ المدينةِ المنورة في الرواياتِ المهدوية، في مواردَ عديدة، منها:
المورد الأول: إنَّ منها مجموعةً من أصحابِ الإمام المهدي.
فقد جاءَ في روايةِ الإمامِ الصادق: «ومن المدينةِ رجلان» .
وفي روايته الأخرى: «ومن المدينةِ رجلان: حمزة بن طاهر، وشرحبيل بن جميل» .
إلّا أنه وردَ في خطبةِ البيان بنقل السيد ابن طاووس: «وعشرة من مدينة الرسول» .
وفي نقلِ إلزام الناصب: «وعشرة من المدينة على أسماء أهلِ البيت: علي وحمزة وجعفر وعباس وطاهر وحسن وحسين وقاسم وإبراهيم ومحمد». 
هذا وقد وردَ في بعضِ خطبِ أميرِ المؤمنين أنه ذكر المهدي ومن يخرجُ معه وأسماءهم وأسماء بلدانهم، فجعلَ يُعدِّدهم والناسُ يكتبون، إلى أنْ قال: «ورجلٌ من عائر» ، وعائر: اسمٌ لجبلٍ في المدينة المنورة، وهو نفسُه جبل (عير) في المدينة.
وجاءَ في خطبةِ البيان بنقلِ إلزامِ الناصب أنَّ من أصحابِ الإمامِ المهدي: «ورجلٌ من أوس: محمد» .
المورد الثاني: إنَّ الإمامَ المهدي يكونُ فيها قبيل الظهور، وينفرُ منها إلى مكة.
فقد روي تواجدُ الإمامِ المهدي فيها قبيل الظهور، الأمرُ الذي يؤدي إلى أنْ يقصدها جيشُ السفياني من أجلِ القضاء عليه، وسيخرجُ منها الإمامُ المهدي بعد توجُّهِ جيشِ السفياني إليها.
فقد رويَ عن الإمامِ الباقر أنه قال: «... ويبعثُ السفياني بعثًا إلى المدينة، فينفرُ المهدي منها إلى مكة، فيبلغُ أميرَ جيشِ السفياني أنَّ المهدي قد خرجَ إلى مكة...» .
وجاءَ في بعضِ النصوصِ أنَّ الإمامَ المهدي سيخرجُ من المدينةِ خائفًا، فقد رويَ عن أبي جعفرٍ أنّه قال: «... ويظهرُ السفياني ومن معه حتى لا يكونَ له همّةٌ إلّا آل محمد وشيعتهم... ويبعثُ بعثًا إلى المدينة، فيقتلُ بها رجلًا، ويهربُ المهدي والمنصور منها... ويخرجُ المهدي منها على سُنّةِ موسى خائفًا يترقبُ حتى يقدمَ مكة...» .
أمّا كيفَ نوفِّقُ بينَ كونِ الإمامِ المهدي سيخرجُ خائفًا من المدينة، وبين كونِه القائدَ المنتظرَ الذي سينتصرُ على قوى الظلمِ في كُلِّ العالم؟
فيُجاب عنه :
من البديهياتِ أنَّ الخوفَ من غيرِ اللهِ منفيٌ عن الأنبياء والأئمةِ قال (تعالى): ﴿ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ المُرسَلُونَ ﴾  إلّا أنّه مع ذلك وردتْ آياتٌ دلَّتْ على أنَّ موسى والنبي الأعظم وغيرهم حصلَ لهم الخوف، فهذا الخوفُ لا بدّ أنْ يُفسّرَ بوجهٍ مناسب.
ويُمكِنُ أنْ نذكرَ عدّةَ وجوهٍ لذلك، فمن الوجوه: ما وردَ عنهم من أنّهم لا يجزمون على اللهِ (تعالى) لشدةِ خضوعِهم لسلطانه (تبارك وتعالى)، فهذا يؤدي إلى حصولِ الخوفِ لديهم على نتائجِ حركتهم، وإنْ كانوا يعلمون بانتصارها، فإنّ النبيَّ الأكرمَ عندما هاجرَ من مكةَ إلى المدينة، تخفّى من الأعداءِ مع علمِه بأنّ اللهَ سيُنجيه، ووعده بأنْ يملكَ مفاتيحَ الكعبةِ نفسها، هذا وجه.
ومن الوجوه: أنّهم يخافون لعظمِ المسؤوليةِ المُلقاةِ على عاتقِهم، فإنَّ الآياتِ القرآنيةَ وصفتِ النبيَّ بأنه تدثّرَ وتزمّلَ عند إلقاءِ المسؤوليةِ على عاتقه، مع علمه بأنه منصورٌ مؤيَّدٌ، وأنّ دينه يظهرُ على الدين كُله.
وكذلك الإمامُ المهدي فإنّ ما سيقومُ به يمثلُ ثمرةَ جهودِ الأنبياءِ والأولياء، ويمثلُ إنجازَ الوعدِ الإلهي، ولذلك سيخرجُ خائفًا يترقبُ؛ لعظم هذه المسؤولية.
وهذا الخوفُ من عظمِ المسؤولية يبقى معه في كُلِّ مراحلِ إنجازِ المشروعِ الإلهي، لكن الروايةَ ذكرتِ الخوفَ في خصوصِ المورد؛ لأنه يُمثلُ بدايةَ الحركةِ نحو الإنجاز كما كانَ بالنسبةِ لخوفِ النبي أولَ ما ألقيت عليه المسؤولية.
وبعبارةٍ مختصرةٍ: بما أنَّ قتلَ الإمامِ سيُشكِّلُ فراغًا في الإمامة، فإذن أصبحَ من اللازمِ عليه أنْ يحفظَ نفسَه؛ لئلا تخلوَ الأرضُ من الحُجة، وخروجُه من المدينةِ يُفسّرُ بهذا النحو، خصوصًا أنَّ أصحابه لم يجتمعوا به ولم يتجمعوا له إلى هذه اللحظة التي يخرجُ فيها من المدينة.
المورد الثالث: قتلُ الإمامِ المهدي لبعضِ أهلِ المدينة.
إنَّ الإمامَ المهدي عندما يخرجُ فإنّه يقتلُ بعضاً من أهلِ المدينة، ويبدو أنَّ المقصودَ هم المنحرفون منهم كما هو واضح، فقد رويَ عن الكابلي، عن علي بن الحسين قال: «يقتلُ القائمُمن أهلِ المدينةِ حتى ينتهي إلى الأجفر، ويصيبهم مجاعةٌ شديدةٌ...» .
المورد الرابع: إنَّ جيشَ السفياني سيقعُ في أهلِ المدينة قتلًا.
إنَّ جيشَ السفياني سيقعُ في أهلِ المدينة قتلًا، في الوقتِ الذي ذكرتْ بعضُ الرواياتِ أنَّ من كانَ من بني هاشم في المدينةِ سيهربون منه عندما يسمعون بقدومه إليهم.
وكذلك ذكرتْ بعضُ الرواياتِ قتالًا سيكونُ ضدّ السفياني في المدينة المنورة.
فقد روي أنّه يبعثُ السفياني جيشًا إلى المدينة، فيأمرُ بقتلِ كُلِّ من كانَ فيها من بني هاشم حتى الحبالى... .
وفي روايةٍ عاميةٍ أنَّ أحدَ الفرقِ التي يبعثُها السفياني ستسيرُ نحو المدينة، إذ روى المقدسي في عقدِ الدُرر قال: ذكرَ الإمامُ أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقري، في تفسيره: «... فيصيرون - أصحاب السفياني- ثلاث فرق، فرقةً تسيرُ نحو الري، وفرقةً تبقى في الكوفة، وفرقةً تأتي المدينة، وعليهم رجلٌ من بني زهرة، فيحاصرون أهلَ المدينة فيقبلون جميعًا، فيقتل بالمدينةِ مقتلةً عظيمةً حتى يبلغَ الدمُ الرأسَ المقطوع، ويُقتلُ رجلٌ من أهلِ بيت النبي، وامرأةٌ، واسمُ الرجل محمد، ويُقالُ: اسمه علي، والمرأةُ فاطمة، فيصلبونهما عراة...» .
ورويَ عن جابر عن أبي جعفر أنه قال: «فيبلغُ أهلَ المدينة، فيخرجُ الجيشُ إليهم، فيهربُ منها من كانَ من آلِ محمدٍ إلى مكة، يحملُ الشديدُ الضعيفَ، والكبيرُ الضعيفَ، فيدركون نفسًا من آلِ محمدٍ فيذبحونه عند أحجارِ الزيت [موضع في المدينة]» .
وفي رواية أخرى: ثم يجتمعُ العربُ عليه [أي على السفياني] بأرضِ الشام، فيكونُ بينهم قتالٌ، حتى يتحوّل القتالُ إلى المدينة، فتكونُ الملحمةُ ببقيعِ الغرقد .
وجاء في بعض الرواياتِ أنَّ جيشَ السفياني يدخلُ «إلى المدينة، فينهبونها ثلاثة أيام» .
المورد الخامس: الخسفُ بجيشِ السفياني بين مكة والمدينة.
جاءَ في العديدِ من الرواياتِ أنَّ ممّا يحدثُ قبيلَ الظهور هو الخسفُ بجيشِ السفياني بين مكة والمدينة، وهو جيشٌ يبعثه السفياني لقتلِ الإمام المهدي عندما يعلمُ بوجودِه في المدينة المنورة، إلّا أنَّ الإمامَ يخرجُ إلى مكةَ المكرمة، فيتبعه ذلك الجيشُ فيخسفُ الله (تعالى) الأرضَ به في البيداء قربَ المدينةِ المنورة.
فقد جاءَ في روايةٍ طويلةٍ أنَّ السفياني بعد أنْ يخرج، ويرسلَ جيشًا إلى المدينة ثم مكة: «حتى إذا توسطوا الصفائحَ البيضَ بالبيداءِ يخسفُ بهم...» .
المورد السادس: تحصينُها غيبيًا من دخولِ الدجال إليها.
كما ذكرتْ ذلك بعضُ الروايات، ففي الوقتِ الذي يعيثُ الدجالُ في الأرضِ فسادًا، فإنّه لن يصلَ إلى المدينة المنورة.
فقد وردَ في روايات العامة: «ثم يسيرُ [أي الدجال] حتى يأتي المدينة، فيقول: هذه قريةُ ذاك الرجل، فلا يؤذن له أنْ يدخلها، ثم يسير حتى يأتي الشامَ، فيهلكه اللهُ عند عقبة أفيق» .
ورووا عن النبي أنه قال: «لا يدخلُ الدجالُ مكةَ ولا المدينة» .
وقد جاء في بعضِ رواياتنا أنَّ اللهَ (تعالى) يحفظُ مكةَ والمدينةَ «من الطاعون والدجال»، فقد وروي أن الإمام الصادق ذكر الدجال فقال:«لا يبقى منها سهل إلا وطئه، إلا مكة والمدينة، فإن على كل نقب من أنقابهما ملكاً يحفظهما من الطاعون والدجال» .
وجاءَ في روايةٍ عاميةٍ عن مقاتلٍ في حديثِ رسولِ الله في شأنِ الدجالِ وتوجهه نحو المدينة، وعدم دخوله بها، لكنّ المنافقين سيخرجون من المدينةِ ويلتحقون بالدجال، فجاءَ فيها: «فإنّه لا يأتيهما -أي مكة والمدينة- من نقب من أنقابهما إلّا لقيه ملكٌ مصلت بالسيف حتى ينزل الظريب الأحمر عند مجتمعِ السيولِ عند منقطعِ السبخة، ثم ترجفُ المدينةُ بأهلِها ثلاثَ رجفات، فلا يبقى منافقٌ فيها ولا منافقةٌ إلّا خرجَ إليه، فتنفي المدينةُ يومئذٍ الخبيث، كما ينفى الكير خبث الحديد» .
وفي رواية عامية أخرى: «يأتي سباخَ المدينة، وهو محرمٌ عليه أنْ يدخل نقابها، فيخرج إليه كُلُّ مُنافقٍ ومنافقةٍ ثم يولّي قِبَل الشام» .
نعم، وردَ أنّ خرابَها إحدى العلاماتِ المتقدمةِ على خروجِ الدجال، فقد رويَ عن معاذ بن جبل أنَّ رسولَ الله قال: «عمرانُ بيتِ المقدس خرابُ يثرب، وخرابُ يثرب خروجُ الملحمة، وخروجُ الملحمة فتحُ القسطنطينية، وفتحُ القسطنطينية خروجُ الدجّال...» .
المورد السابع: توجُّهُ الإمامِ المهدي إليها بعد إعلانِ ظهورِه رسميًا في مكةَ المكرمة.
فهي أولُ مدينةٍ يقصدُها الإمامُ بعدَ مكة المكرمة.
فقد وردَ عن أبي جعفر أنه قال: «يُبايعُ القائمُ بمكة، على كتابِ اللهِ وسنةِ رسوله، ويستعملُ على مكة، ثم يسيرُ نحو المدينة...» .
المورد الثامن: إنَّ أهلَ المدينةِ يقاتلون الإمام المهدي بعد ظهوره.
فقد رويَ عن يعقوب السراج، قال: سمعتُ أبا عبد الله يقولُ: «ثلاثَ عشرة مدينة وطائفة يحاربُ القائمُ أهلَها ويُحاربونه، أهلُ مكة، وأهلُ المدينة، وأهلُ الشام، وبنو أمية، وأهلُ البصرة، وأهلُ دست ميسان ، والأكرادُ، والأعرابُ، وضبة، وغني، وباهلة، وأزد ، وأهلُ الري» .
ولا يُمكِنُ القولُ بعمومِ الحكمِ فيها إلى جميعِ أهلِ المدينة، فلا بُدَ من حملِها على محاملَ لا تتقاطعُ مع هذه الثوابت، كأن تُحملُ على أنَّ بعضَ أهلِ المدن تلك سيُحاربونه، أو أنّهم سيُجبرون على مُحاربةِ الإمامِ في بدايةِ الأمرِ وما شابه. 
ويؤيد ذلك ما رويَ من أنَّ من المدينةِ أنصارًا له كما تقدّمَ في المورد الأول.
هذا، ويمكن أن يكون المقصود هو ما في رواياتِ بداياتِ الظهورِ المبارك، من أنه بعدَ أنْ يخرجَ من المدينةِ المنورة، فإنَّ أهلَها يغدرون به، وتتحدثُ الروايةُ عن رجوعِ الإمام لتخليصِ المدينةِ من المعارضين، وأنّه يقتلُ من يقاتلونه فقط.
ففي روايةِ أبي جعفرٍ الطويلة: «ثم يُحدثُ حدثًا فإذا هو فعل ذلك، قالتْ قريش: أخرجوا بنا إلى هذه الطاغية، فواللهِ أنْ لو كانَ محمديًا ما فعل، ولو كان علويًا ما فعل، ولو كان فاطميًا ما فعل، فيمنحه الله أكتافهم، فيقتلُ المقاتلةَ ويسبي الذرية، ثم ينطلقُ حتى ينزل الشقرة، فيبلغه أنّهم قد قتلوا عامله فيرجعُ إليهم فيقتلهم مقتلةً ليس قتل الحرة إليها بشيء، ثم ينطلقُ يدعو الناسَ إلى كتابِ اللهِ وسنةِ نبيه والولايةِ لعلي بن أبي طالبوالبراءةِ من عدوه» .
المورد التاسع: إنَّ فيها جبلَ (رضوى).
«جبل بالمدينة، والنسبة له: (رضوي)...، وقال النبيُّ: «رضوىٰ رضي الله عنه» .
وروي أنَّه جبل من جبال فارس، نقله الله تعالىٰ إلىٰ مكانه اليوم لأنَّه أحب أهل البيت، فقد روى الشيخ الطوسي بسنده عَنْ عَبْدِ اَلْأَعْلَىٰ مَوْلَىٰ آلِ سَامٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اَلله، فَلَمَّا نَزَلْنَا اَلرَّوْحَاءَ نَظَرَ إِلَىٰ جَبَلِهَا مُطلّاً عَلَيْهَا، فَقَالَ لِي: «تَرَىٰ هَذَا اَلْجَبَلَ؟ هَذَا جَبَلٌ يُدْعَىٰ رَضْوَىٰ مِنْ جِبَالِ فَارِسَ، أَحَبَّنَا فَنَقَلَهُ اَللهُ إِلَيْنَا، أَمَا إِنَّ فِيهِ كُلَّ شَجَرَةٍ مُطْعِمٍ، وَنِعْمَ أَمَانٌ لِلْخَائِفِ –مَرَّتَيْنِ-، أَمَا إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا اَلْأَمْرِ فِيهِ غَيْبَتَيْنِ، وَاحِدَةٌ قَصِيرَةٌ، وَاَلْأُخْرَىٰ طَوِيلَةٌ» .
وقد روي أنَّ أرواح المؤمنين ترىٰ آل محمّد في جبال رضوىٰ حتَّىٰ يقوم قائم آل البيت، فقد روي عن زيد الشحّام عن أبي عبد الله قال: إنّ أرواح المؤمنين ترى آل محمّدفي جبال رضوى، فتأكل من طعامهم، وتشرب من شرابهم، وتتحدّث معهم في مجالسهم حتّى يقوم قائمنا أهل البيت، فإذا قام قائمنا بعثهم الله - تعالى - وأقبلوا معه يلبّون زمراً زمراً، فعند ذلك يرتاب المبطلون، ويضمحلّ المنتحلون، وينجو المقرّبون .
جاء ذكره في دعاء الندبة: «لَيْتَ شِعْرِي ايْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرى، أَبِرَضْوَىٰ أَوْ غَيرِهَا مِنْ ذِي طُوىٰ» .
جدير بالذكر أن الكيسانية ادّعوا أن ابن الحنفية لم يمت، وأنَّه حيٌ مقيم في جبل رضوى من جبال تهامة، وأنَّه يجلس بين أسدٍ ونمر يحفظانه، وأنَّ عنده عينيين تجريان بعسلٍ وماءٍ، وأنَّه غاب وسيعود بعد غيبته ليملأ الأرض قسطًا وعدلاً.
هذا مجمل موارد ذكر المدينة المنورة في الروايات المهدوية.
وأخيرًا، فقد اشتهرَ على الألسن أنّه سيُظهرُ قبرَ الزهراء، وهذا الأمرُ وإنْ لم نجدْ فيه روايةً خاصةً، ولكنّه مقتضى كونه مُظهرًا لكُلِّ مخفي، وهاديًا لكُلِّ أمرٍ مرغوبٍ فيه.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/02/20



كتابة تعليق لموضوع : على ضفاف الانتظار(87)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net