صفحة الكاتب : د . رعد هادي جبارة

عود على بدء:خصوصية المفردة القرآنية_٢*
د . رعد هادي جبارة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جمالية المفردة القرآنية و خصوصيتها تناولنا جانباً منها في مقالنا السابق ولم نكمل الحديث عنها لئلا يطول المقال والمقام امام القارئ.

   ونحاول الآن أن نتعرف أكثر على ذلك ،حيث إن الآيات الكريمة ابتداءً من سورة الفاتحة والبقرة و حتى سورة الناس تلفت نظر القارئ الى عشرات بل مئات الظواهر الطبيعية و عشرات الحيوانات و النباتات والتضاريس و الانواء الجوية والامثلة الحية والسلوكيات المختلفة، لكي تتمكن من تسليط الضوء على أنماط الحياة الملموسة والمرئية، علّها تكون عبرة للانسان و تحمله على التفكر في عظمة خالقه وقدرته و نعمه الكثيرة على البشرية، و تجعل البشر يفكر في مصيره الأخروي.

  وفي هذا الصدد نجد العديد من الآيات التي تثير في نفس الإنسان و تستحثه عقله على الاعتبار و الانتصار على الشيطان و تقويم السلوك والتمسك بالتقوى وعمل الخيرات و الطاعات في دنياه كي يجني نتائجها وثمارها في الآخرة. 

لنقرأ معا في سورةالنبأ:

*[عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15)].*

كل ذلك مقدمة لكي يصل النص القرآني إلى النتيجة الحتمية وهي:

*[يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) ]*

ثم يقول:

*[وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29)]* لنعرضه عليك يوم الحساب.

 

   وعندما نلقي النظر ونتأمل ونتدبر في سورة النازعات،نجد القرآن يعرض جانبا من التضاريس الأرضية و المراعي و المخلوقات و مظاهر الطقس وتعاقب الليل و النهار والامطار لكي يستحث العقل البشري على معرفة الحق والحقيقة والعودة إلى جادة الصواب و السلوك القويم فيقول:

*[ أَ أَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) ]*

كل ذلك لكي يصل إلى نتيجة مهمة خلاصتها ردع الانسان عن التجبر ومنعه من الطغيان والتمرد والاستكبار وظلم الناس .

لنقرأ معا:

*[يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ (36) فَأَمَّا مَن طَغَىٰ (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (41)]* النازعات

     كثير من المسلمين لا يعيرون المظاهر المادية و الظواهر الطبيعية و الكوارث الأرضية اهتماما يُذكر بحجة أنها مجرد امور زائلة وعابرة وظواهر لا أهمية لها بينما القرآن يركز عليها ويلفت نظر الإنسان إليها باعتبارها محل تفكر و مصدر عبرة ومقدمة لازمة ومنطلقاً للحياة الاخروية،وينطلق الاسلوب القرآني من الحسي والملموس والمرئي والمحسوس للوصول الى الغيب و المعنويات ويقوّم بذلك السلوكيات.

*■النتيجة:*

*[إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (26)]* النازعات


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رعد هادي جبارة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/16



كتابة تعليق لموضوع : عود على بدء:خصوصية المفردة القرآنية_٢*
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net