صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

(لا: النهي عن الوقف) وتطبيقات من سورة الأنفال
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عن كتاب كتاب معجم المصطلحات القرآنية: علامات الوقف: علامات توضع في المصحف ليعرف بها القارئ مواضع الوقف والوصل، وهي ست علامات، وهي كما يلي: علامات الوقف: م: علامة الوقف اللازم، نحو: "إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّه"ُ. لا: علامة الوقف الممنوع، نحو: "الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ". ج: علامة الوقف الجائز جوازا مستوى الطَّرفين، نحو: "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ". صلى: علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أوْلَى، نحو: "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". قلى: علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أوْلَى، نحو: "قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ". ... ... علامة تعانق الوقف بحيث إذا وُقِف على أحد الموضعين لا يصح الوقف على الآخر، نحو: "ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ".

يعتبر الوقف والابتداء من اسس ترتيل القرآن "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً" (المزمل 4). ويقول الإمام علي عليه السلام ( الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف). لذلك فمعرفة مواضع الوقف وعدم الوقف له علاقة بجودة الترتيل. وهذه الحلقة هي سلسلة حلقات تنشر كل منها في أحد المواقع. قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها علامة (لا: النهي عن الوقف) في سورة الأنفال: "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا (لا: النهي عن الوقف) إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" (الانفال 31)، و "إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ (ج: جواز الوقف) وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ (لا: النهي عن الوقف) وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ (قلى: الوقف اولى) وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ" (الانفال 42).

قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها علامة (لا: النهي عن الوقف) في سورة الأنفال: "كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ (لا: النهي عن الوقف) وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (ج: جواز الوقف) كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ (قلى: الوقف اولى) إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (الانفال 52)، و "وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا (لا: النهي عن الوقف) الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ" (الانفال 50).
جاء في الموسوعة الحرة عن علم الوقف والابتداء: علم معرفة الوقف والابتداء في القرآن الكريم يعالج جانبا مهما في أداء العبارة القرآنية، فهو يوضح كيف يبدأ وأين ينتهي القارئ لآي القرآن الكريم، بما يتفق مع وجوه التفسير، واستقامة المعنى، وصحة اللغة. وهو علم يستعان به على فهم القرآن، والغوص على درره وكنوزه، وتتضح به الوقوف التامة، والكافية والحسان، فتظهر للسامع المتأمل والقارئ المتدبر المعاني على أكمل وجوهها وأصحها، وأقربها لمأثور التفسير، ومعاني لغة العرب، فإن اعتماد علماء الوقف والابتداء في وضع الوقوف وتفصيلها، وبيان وجوهها مبني على النظر في معاني الآيات، وكلامهم في المعاني. والأصل فيه قول ابن عمر: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا لَيُؤتَى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها، كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم، ولقد رأينا اليوم رجالًا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه. تعريفه: هذا العلم يختص بظاهرة الوقف والابتداء، وهو من جوانب أداء العبارة القرآنية، فهو يوضح كيف وأين يجب أن ينتهي القارئ لآي القرآن الكريم، بما يتفق مع وجوه التفسير، واستقامة المعنى، وصحة اللغة، وما تقتضيه علومها من نحوٍ وصرفٍ ولغةٍ، حتى يستتم القارئ الغرض كله من قراءته، فلا يخرج على وجه مناسب من التفسير والمعنى من جهة، ولا يخالف وجوه اللغة، وسبل أدائها التي تُعين على أداء ذلك التفسير والمعنى، وبهذا يتحقق الغرض الذي من أجله يقرأ القرآن، ألا وهو الفهم والإدراك. أهميته: من خلال علم الوقف والابتداء يعرف كيف أداء القرآن، ويترتب على ذلك فوائد كثيرة واستنباطات غزيرة، وبه تتبين معاني الآيات، ويؤمَن الاحتراز عن الوقوع في المشكلات. والأصل فيه قول ابن عمر: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا لَيُؤتَى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها، كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم، ولقد رأينا اليوم رجالًا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه.
قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها علامة (لا: النهي عن الوقف) في سورة الأنفال: "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (لا: النهي عن الوقف) وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (الانفال 53)، و "كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ (لا: النهي عن الوقف) وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (ج: جواز الوقف) كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ (ج: جواز الوقف) وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ" (الانفال 54).
جاء في منتدى الدكتورة شيماء عبد الغني عن علامات الوقف بـ"لا" للباحثة صفاء عطاالله: قوله تعالى "الذين يتبعون النبى الأمى الذى يجدونه مكتوباً عندهم فى التوراة والأنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين ءامنوا به وعززوه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون" (الاعراف 157). الوقف هنا ممنوع على قوله ( أنزل معه ) فى طبعات المصاحف الأربعة، فالأشمونى يقول (أنزل معه ليس بوقف لأن أولئك خبر قوله: (فالذين))، ولذلك فلا يجوز الوقف دون إتمام الخبر، فالوقف على (أنزل معه) يحد من امتداد المعنى واكتماله، ولابد من تضافر ركنى الإسناد، حتى تتأتى الفائدة البلاغية المبتغاة، إذ انقطاع الصوت عند مقطع ما من جملة المبتدأ لا يؤدى المستوى القيمى للأسلوب، والبلاغيون وجلة المعنيين بفصاحة الأساليب من أهل الأدب يربطون روعة البيان الأسلوبى بإفادته من أدوات علم المعانى التى تأطر لمستويات الأساليب الخبرية. قال تعالى "وإذا تتلى عليهم ءايتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين" (الانفال 31). الوقف هنا ممنوع على قوله ( مثل هذا ) فى جميع طبعات المصاحف الأربعة، فعلى سبيل المثال نرى أبا عمرو الدانى لم يذكر فيه وقفا من أى نوع، وهذا دليل على المنع، والنيسابوري يقول ((مثل هذا)، لأن الابتداء بـ(إن هذا إلا أساطير الأولين) قبيح). والآية هنا تتحدث عن موقف كفار مكة من القص القرآني الحق، وادعائهم – بكل بجاحة ووقاحة – الإتيان بمثل هذا النص المعجز لو شاءوا ذلك، لذلك فإن علة المنع تكمن فى قبيح الابتداء بما يخرج القرآن عن ماهيته الفائقة، بل والوقف يعنى قدرة المشركين على الإتيان بمثل القرآن، وهذا مالم يكن أبد الدهر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/04/18


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  كلمات متقاربة اللفظ مختلفة المعنى في القرآن الكريم (أسرى، سريا)  (المقالات)

    • ضرر الفساد في أمثلة (ولا تبغ الفساد في الأرض ان الله لا يحب المفسدين) (ح 33)  (المقالات)

    • اشارات قرآنية من كتاب باب الحوائج الإمام الكاظم للدكتور الحاج حسن (ح 4)  (المقالات)

    • اشارات قرآنية من كتاب باب الحوائج الإمام الكاظم للدكتور الحاج حسن (ح 3)  (المقالات)

    • أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 204)  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : (لا: النهي عن الوقف) وتطبيقات من سورة الأنفال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net