صفحة الكاتب : د . جواد المنتفجي

قراءات في مذكرات وزير عراقي مع البكر وصدام ج2
د . جواد المنتفجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قراءات في مذكرات وزير عراقي مع البكر وصدام  
دراسة تحليلية لكتاب سياسي 
الجزء الثاني 
الباحث والأديب جواد المنتفجي  في الجزء الأول من موضوعنا الموسوم في أعلاه بينا بأن هناك الكثير من المؤلفات والمقالات السياسية والثقافية كانت قد صدرت بعد سقوط النظام البائد ، وخصوصا تلك التي كانت تحكي فصولها مسيرة العراق السياسية والبعث وصدام حسين ، وهذا أكده المؤلف ( جواد هاشم )، والذي جاء في مقدمة كتابه ( ص11 ) بقوله : \" وانه في أمسية يوم الأربعاء المصادف 27 شباط/ فبراير 1980وعندما التقيت بشاعرنا الكبير ( محمد مهدي الجواهري) ، حيث انشد قصيدته الرائعة والمشهورة في مدينة أبو ظبي والتي كان مطلعها:
يا دجلة الخير شكوى أمرها عجب     إن الذي جئت أشكو منه يشكوني
ماذا صنعت بنفسي قد أحقت بها       ما لم يحقه بـ( روما ) عصف نيرون
ويضيف المؤلف إلى ما تقدم في ذلك اللقاء الذي جمعهما:       
\" لقد تحدثنا كثيرا عن كيفية استلام حفنة من الجهلة والأميين الحكم لتصبح بعد حين نخبة (( ممتازة)) مارست التسلط فاستطابته ، وتمسكت بالسلطة بأيد من حديد ونار ، ثم فتحت أبواب السجون ودهاليز المعتقلات لتلقي فيها خيرة شباب الوطن ، وعلقت المشانق لمعارضيها ، ولم تترك مجالا للتعبير عن الرأي سوى جدران شوارع لندن وباريس ، يكتب عليها المعارضون شعاراتهم باللغة العربية طبعا. وحتى هذه الكتابات على الجدران البعيدة أصبحت مصدر قلق وخوف للحاكم المستبد ، فلجا إلى التصفيات الجسدية في الخارج أو قتل الأقارب في الداخل ، مع استمرار ذلك الحاكم المستبد في بيع الأحلام لشعبه المغلوب على أمره أحلام التنمية والرفاهة ، أحلام تحرير فلسطين ؛ ثم افتعال الأزمات الخارجية لتبرير بقائه اللاشرعي في كرسي الحكم\" .
في عام 1986 بدا الكاتب بوضع الخطوط العريضة لكتابه الذي وعد به الشاعر ( الجواهري )،والذي أتممه في عام 1988، ألا انه أعاد النظر فيما كتبه عام 1989بعد أن رفده بالوثائق والمعلومات الأخرى متخذا من تلك المعلومات الوثائقية أساسا لمنطلقات النظرية والتطبيقية حيث سعى بتلك الجهود والتي أقامها على منهج مرتب لفصول الكتاب بحيث أتاحت له الاستمرار والتحدث من خلال مذكراته التي تنوعت بالكثير من الحوادث والمصادفات والتي سايرها المؤلف خلال تلك الحقبة كما أسلفنا ذلك سابقا .
يقع الكتاب في أربعة وعشرين فصلا ، يبدأ الفصل الأول بجدول لتواريخ بعض الأحداث والوقائع المتعلقة بالعراق ، كما افرد الكاتب في الفصل الثاني التعريف ببعض تلك الأسماء والشخصيات ،أما في الفصل الثالث فقد تحدث عن نبذة من حياته الشخصية منذ سني مراحل تعلمه الأولية مرورا بتعرفه إلى بعض شخصيات حزب البعث وقيادته ، بدا من لندن عام 1955.
يسرد الكاتب في الفصل الرابع أحداثا وقعت منذ كانون الثاني / يناير عام 1967 وحتى 17 تموز / يوليو 1968، كما وتطرق من خلالها إلى تعرفه برئيس الوزراء ( طاهر يحيى ) عام 1967 ، و(احمد حسن البكر) والذي أصبح رئيسا للجمهورية في تموز / يوليو1968 ، والفريق ( صالح مهدي عماش) أحد قادة الانقلاب .
أما الفصل الخامس فقد قام بسرد أحداث 17ثورة تموز / يوليو 1968 عندما أعلن راديو بغداد استلام البعث السلطة ، وما رافقت تلك الأحداث من مفارقات انتهت بإبعاد رئيس الوزراء (عبد الرزاق النايف) ، وإتمام سيطرة البعث يوم 30 تموز / يوليو 1968 .
كما وتطرق الكاتب أيضا في الفصل السادس من كتابه المذكور إلى تجربته بالعمل السياسي منذ استيزاره لمنصب الوزارة وكيف أثار هذا الاختيار حساسيات وهواجس بعض المسؤولين .
ويروي الفصل السابع الكثير من الملابسات التي رافقته أثناء زيارته التي قام بها إلى مدن كربلاء والنجف والحلة ، وفحوى محتوى التقرير الذي رفعه إلى رئيس الجمهورية (احمد حسن البكر) وكيف اكتشف بعضا من طباعه الغريبة ومزاجه المتقلب .
في الفصل الثامن يستعرض لنا المؤلف موجزا لزيارته الرسمية التي أوفد فيها إلى باريس ولندن في شهر كانون الأول / ديسمبر 1968 وقيامه بتسليم رسالة خطية إلى الجنرال( ديغول) في فرنسا حيث قام بالبحث عن العلاقات العراقية- البريطانية مع وزير الخارجية البريطاني .
في الفصل التاسع تعرض الكاتب لتفاصيل العلاقة بين الرئيس ( جمال عبد الناصر) وحزب البعث ، التي لم تكن على ما يرام لأسباب تتعلق بتجربة عام  1963 ،فـ (عبد الناصر) كان لا يثق بالحزب كما أن القيادة الحزبية العراقية وعلى رأسها ( البكر ) كانت لا تحمل الود لـ (عبد الناصر)، ومن اجل الوقوف على موقف ( عبد الناصر) من جهة  وتطمنئته بنوايا القيادة العراقية من جهة أخرى قرر مجلس قيادة الثورة حينذاك ترتيب زيارة للكاتب المذكور إلى مصر لمقابلة (عبد الناصر) وتسليمه رسالة شفوية من الرئيس (البكر) .
وقد افرد في الفصل العاشر المحاولة الانقلابية التي خطط لها العقيد (عبد الغني الراوي) نهاية عام 1969 وحاول تنفيذها في كانون الثاني / يناير 1970 ، ولأحكام الإعدام الانتقامية الني أعقبت فشلها .
أما في الفصل الحادي عشر فقد تطرق المؤلف إلى التقارير الحزبية وكيفية وصولها إلى المستويات العليا في القيادة ، وما كانت تهدره تلك القيادات من وقتها للتحقيق في كل ما يرد بتلك التقارير من مزاعم واتهامات تبادلتها القيادات فيما بينها حتى تلك التي كانت كاذبة وباطلة في أغلبيتها ، وهذا ما كان يفعله ( طه الجزراوي )عضو القيادة إضافة إلى عمله حينذاك كوزير للصناعة ، وما قام به من تحرش مستمر بوزارتي التخطيط والاقتصاد ، إضافة إلى تدخله السافر في شؤونهما ، والتي أدت في الأخير إلى استقالة وزير الاقتصاد الدكتور ( فخري قدوري) بعد تركه العراق ، علما انه في نفس الوقت كان قد تم إعفاء المؤلف ( جواد هاشم ) من مهام وزارة التخطيط يوم 25 كانون الثاني/ يناير 1971 .
وكما وأنه قام بكشف الأسرار التي سبقت عملية تأميم النفط والتي صادفت أحداثها في الأول من حزيران / يونيو 1972 ، ثم التشكيلة الوزارية حيث وضع في نهاية الفصل الثاني عشر استعراضا للظروف التي سعت إلى وضع واردات النفط من عملية تأميم حصة الـ 5% المعروفة بـ ( حصة كولبنكيان ) وبموجب قانون خاص في حساب مستقل عن الميزانية الحكومية لدعم موارد حزب البعث .
يقول الكاتب في الفصل الثالث عشر: \" بالرغم من أن هذا الكتاب لا يبحث تفصيلا في اقتصاديات العراق ، فقد وجدت من المناسب إعطاء نبذة موجزة عن السياسة الاقتصادية التي تبنتها القيادة العراقية خلال الفترة التي شاركت في المسؤولية فيها \" .
أما الفصل الرابع عشر فيصف الزيارة الرسمية التي قام بها ( صدام حسين ) إلى باريس بعد تأميم النفط مباشرة حيث كانت لتلك الزيارة ذات أهمية كبيرة لسببين :
أولهما محاولة ( صدام ) استخدام النفوذ الفرنسي وشركات النفط ( التي لم يؤمم العراق حصتها ) في الضغط على الشركات التي أممت حصتها لأجراء تسوية عاجلة مع العراق ،  وثانيهما إعطاء أفضلية خاصة لفرنسا من اجل حصول العراق على التكنولوجيا المتقدمة من خلال القنوات الفرنسية .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . جواد المنتفجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/19



كتابة تعليق لموضوع : قراءات في مذكرات وزير عراقي مع البكر وصدام ج2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net