الدعاء سبيل العارفين   محطاتٌ روحيةٌ -٣-   (قراءة في تعقيب صلاة المغرب) 
د . الشيخ عماد الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحدثنا في الحلقة السابقة عن أهمية البقاء على سلامة الروح وهي قد تنعمت بنفحات الله تعالى في شهر رمضان، وهو شهر القرب من الله ومناجاته، ولا زال الحديث عن إحدى تعقيبات الصلاة اليومية كما ورد في الأثر.
 فمن الأدعية الواردة بعد صلاة المغرب: 
((اللهُمَّ إنّي أسألُكَ: 
١- موجِباتِ رَحمَتِكَ.
٢- وَعَزائِمَ مَغفِرَتِكَ .. إلخ
فلنتأمل في الفقرة الثانية بعد أن وفقنا الله من بيان الفقرة الأولى سابقًا 🤲🏻👇🏻
 (اللهم إني أسألك .. وعزائم مغفرتك) 
أي اللهم إني أسألك أنْ توفقني بتقوية عزائمي لما تستوجبه مغفرتك.
  فإنَّ الأعمال الصالحة التي يعقد الإنسان عزيمته على القيام بها متعددة، وغير محدودة في زمان أو مكان معيَّنَين، بل هي متوقفة على مدى صدق الداعي بدعوته لله تعالى والعمل تجاه ذلك، ولو تأملنا إحدى محطات المغفرة في القرآن الكريم لرأينا عظمة ذلك، والأمل الكبير في الوعد الإلهي لعباده، حيث قال تعالى: ((وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى‏))، فتأكيد الله على موارد مغفرته تُظهر جوده وكرمه المطلق، ولكن المغفرة حقيقة تستوجب من العبد أمورًا أربعة مهمة:
١- التوبة.
٢- الإيمان.
٣- العمل الصالح.
٤- الهداية.
وفي ذلك بناء تام للشخصية الإسلامية عند لجوئها إلى الخالق المنعم، فاعترافها أو سعيها نحو الصلاح والإصلاح الفردي والاجتماعي يدل على (وعي العلاقة بين الخالق والمخلوق وصدقها) .  
فعلى أساس 👈🏻 ذلك الوعي والصدق القائم على مقدمة مهمة وهي (المعرفة) تكون العزيمة الجادة في مراجعة النفس، وتهيئتها للعمل والجهاد في سبيله؛ للوصول إلى تلك الدرجات الرفيعة وهو قبول أوبة العبد إلى مولاه. 
 فالمغفرة الإلهية ليست من دون عمل واجتهاد واعتراف بالتقصير ومجرد كلمات ينطق بها الداعي، وإنما علينا التفكير بما ذكره القرآن من الصفات الأربع المتقدمة؛ لنكون أهلًا لمغفرته تعالى وقبوله، وكرم استماع دعاء عبده. 
 

الموضوع السابق السوداني بين الوصايا الأممية والأمريكية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat