كلمات قرآنية لها علاقة بمشاة أربعين الحسين: أكرمكم (ح 1)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" ﴿الحجرات 13﴾ الشعوب جمع شعب بالكسر فالسكون وهو على ما في المجمع الحي العظيم من الناس كربيعة ومضر، والقبائل جمع قبيلة وهي دون الشعب كتميم من مضر. وقيل: الشعوب دون القبائل وسميت بها لتشعبها، قال الراغب: الشعب القبيلة المنشعبة من حي واحد، وجمعه شعوب، قال تعالى: "شعوبا وقبائل" والشعب من الوادي ما اجتمع منه طرف وتفرق طرف فإذا نظرت إليه من الجانب الذي تفرق أخذت في وهمك واحدا يتفرق، وإذا نظرت من جانب الاجتماع أخذت في وهمك اثنين اجتمعا فلذلك قيل: شعبت إذا جمعت، وشعبت إذا فرقت. وقيل: الشعوب العجم والقبائل العرب، والظاهر أن مآله إلى أحد القولين السابقين، وسيجيء تمام الكلام فيه. ذكر المفسرون أن الآية مسوقة لنفي التفاخر بالأنساب، وعليه فالمراد بقوله: "من ذكر وأنثى" آدم وحواء، والمعنى: أنا خلقناكم من أب وأم تشتركون جميعا فيهما من غير فرق بين الأبيض والأسود والعربي والعجمي وجعلناكم شعوبا وقبائل مختلفة لا لكرامة لبعضكم على بعض بل لأن تتعارفوا فيعرف بعضكم بعضا ويتم بذلك أمرا اجتماعكم فيستقيم مواصلاتكم ومعاملاتكم فلو فرض ارتفاع المعرفة من بين أفراد المجتمع انفصم عقد الاجتماع وبادت الإنسانية فهذا هو الغرض من جعل الشعوب والقبائل لا أن تتفاخروا بالأنساب وتتباهوا بالآباء والأمهات. وقيل: المراد بالذكر والأنثى مطلق الرجل والمرأة، والآية مسوقة لإلغاء مطلق التفاضل بالطبقات كالأبيض والأسود والعرب والعجم والغني والفقير والمولى والعبد والرجل والمرأة، والمعنى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من رجل وامرأة فكل واحد منكم إنسان مولود من إنسانين لا تفترقون من هذه الجهة، والاختلاف الحاصل بالشعوب والقبائل وهو اختلاف راجع إلى الجعل الإلهي ليس لكرامة وفضيلة وإنما هو لأن تتعارفوا فيتم بذلك اجتماعكم. واعترض عليه بأن الآية مسوقة لنفي التفاخر بالأنساب وذمه كما يدل عليه قوله: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" وترتب هذا الغرض على هذا الوجه غير ظاهر، ويمكن أن يناقش فيه أن الاختلاف في الأنساب من مصاديق الاختلاف الطبقاتي وبناء هذا الوجه على كون الآية مسوقة لنفي مطلق الاختلاف الطبقاتي وكما يمكن نفي التفاخر بالأنساب وذمه استنادا إلى أن الأنساب تنتهي إلى آدم وحواء والناس جميعا مشتركون فيهما، كذلك يمكن نفيه وذمه استنادا إلى أن كل إنسان مولود من إنسانين والناس جميعا مشتركون في ذلك. والحق أن قوله: "وجعلناكم شعوبا وقبائل" إن كان ظاهرا في ذم التفاخر بالأنساب فأول الوجهين أوجه، وإلا فالثاني لكونه أعم وأشمل.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: والجدير بالتأمّل أنّ الإكرام و الإحترام والتجليل، وإن كان من نصيب الكثير من العباد، واُصولا فإنّه أي الإكرام يتعاظم مع (التقوى) جنباً إلى جنب، "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (الحجرات 13) ولكن (الإكرام) بشكل مطلق وبدون أدنى قيد أو شرط جاء في القرآن الكريم خاصاً لمجموعتين: الاُولى: (الملائكة المقرّبون) "بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)" (الأنبياء 26-27) والثانية: الأشخاص الذين بلغوا بإيمانهم أكمل الإيمان ويسمّيهم القرآن (المخلَصين) فيقول عنهم: "أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ" (المعارج 35).
يبين السيد محمد باقر الحكيم قدس سره في كتابه عن تثبيت دعائم العلاقات الاَسرية والقبلية: على أن الاِسلام يتجه إلى تحكيم أواصر العشيرة والاَسرة الواحدة. وكذلك المفاهيم الواسعة التي طرحها القرآن الكريم في تفسير المفردات الاجتماعية وطبيعة علاقاتها، من تقسيم الاِنسان إلى شعوب وقبائل قال تعالى: "يَـَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَـكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوَاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَـكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات 13) فأن الناس وإن كانوا قد خلقوا من ذكر وأنثى، ولكنهم قد قسموا إلى شعوب وقبائل، لتقوم علاقات التعارف والتعاون بينهم، فهو تقسيم معترف به إسلامياً. وهكذا عندما يتحدث القرآن الكريم عن موضوع (الولاء)، حيث يشير أيضاً إلى أن قضية الولاء في داخل العشيرة أمر طبيعي مثل ولاء الاَباء والاَبناء والاِخوان، فهو ولاء مقبول، ولكنه يجب أن يكون في إطار ولاء الله تعالى، ولا يصح أن يخرج عن حالة الولاء لله تعالى، أو أن يكون في مقابل الولاء لله تعالى، وأعطى القرآن الكريم عناوين عديدة لذلك في التأكيد على هذا النوع من الولاء في آيات عديدة "وأُولُواْ الاََْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَـبِ اللهِ" (الانفال 75).
من وصايا المرجع الراحل السيد محمد سعيد الحكيم في محاضرة في موقع الائمة الاثنا عشر: لقاء الاربعين حياة للدين: شهر، شهرين من أول محرم الى آخر صفر نحن مشغولين بذكر الحسين عليه السلام، والحسين هو الذي حافظ على الصلاة في أوقاتها في أحلك الظروف في أحلك الأوقات في أحلك الظروف حافظ على الصدق، وابتداءً تكلم بكل صدق فقال سأستشهد، لم يخدع أحداً ولم يكن في مقام خديعة، بل في مقام (وخُير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء)، وكتب الى بني هاشم (من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم أما بعد فان من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح والسلام)، ومعنى ذلك أنه صدق في حديثه، الإهتمام بصدق الحديث وكشف الواقع على واقعه، ليس هناك تغرير وليس هناك خديعة وتحايل ولف ودوران، يوجد وضوح منهج أنا هذا منهجي من أراده فبها ومن لم يريده فلا يريده (فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين)، هذا حديثه ولابد أن نستفيد منه طوال حياتنا لا فقط في أيام الزيارة.
عن موقع زيارة الأربعين: إرشادات الزائر: إرشادات في طريق المشي: تجنب حمل الأعلام الكبيرة بأعمدة معدنية أثناء المشي لإمكانية اصطدام الأعمدة بالأسلاك الكهربائية. أن الحركة المستمرة والمنتظمة بسرعة ثابتة نسبيًا لها تأثير كبير في تقليل إجهاد الطريق ومنع تقلصات العضلات، لذلك يجب أن يكون لديك خطة منتظمة للمسار وأماكن التوقف وأخذ الراحة. تعتبر فترات الراحة لبضع دقائق كل 50 عموديًا مناسبة جدًا. في كل مرة يتوقف الحاج للراحة أو الصلاة، وهو يغسل رجليه إن أمكن يقوم بتدليك باطن قدميه، ثم يستلقي على ظهره ويسند قدميه على الحائط حتى يعود الدم المتراكم. عند الاستلقاء ضع الساقين بحيث تكون أعلى قليلاً من الجسم لأن هذا الإجراء يتسبب في وصول المزيد من الدم إلى المخ ويمنع تورم الساقين. بداية الحركة مناسبة قبل أذان الصباح. لأن الطريق أقل ازدحاما والحاج سيكون في مأمن من حر الهواء. هناك احتمالية أن تفقد رفاقك بسبب كثرة الزائرين على طريق المشي، لحل هذه المشكلة، من الأفضل أن يكون لديك مكان للتوقف عند أحد الأعمدة و الأفضل عند التوقف عدم اختيار أعمدة أو أشرطة بأرقام معينة، مثل الأرقام بمضاعفات 100، 200، 300، إلخ لأن الكثافة السكانية عادة ما تكون عالية فيها. من المناسب السير في مجموعة بحيث يكون من الأسهل مساعدة فيما بينهم عند حدوث مشاكل. بالطبع، لا ينبغي أن تكون هذه المجموعة كبيرة جدًا ؛ بلغ يوصى بتشكيل مجموعات من خمسة إلى عشرة أشخاص، لأن العدد الكبير من الأشخاص في المجموعة له مشاكله الخاصة ويجعل التنسيق صعبًا ويبطئ الحركة. الأفضل للزوار أن يجددوا الوضوء في الطريق قبل اقتراب أوقات الصلاة، حتى لا يواجهوا الازدحام وضياع الوقت والتأخير عن فضيلة الصلاة. تبدأ المواكب في توزيع العشاء قبل غروب الشمس، ومع اقتراب غروب الشمس، يتناقص عدد الزوارعلى الطريق ويتوقف الناس في المواكب لتناول العشاء والراحة في الليل ؛ لذلك، إذا استمر الحجاج في المشي بعد غروب الشمس، فسيواجهون مشكلة إيجاد مكان للراحة، أو على الأقل لن يتمكنوا من إيجاد مكان للإقامة في الموكب. لا داعي للقلق بشأن الانتهاء من الطريق ؛ فعند التعب يمكن استخدام المركبات الموجودة على الطريق للوصول إلى كربلاء. لإجراء مكالمة هاتفية، من الأفضل القيام بذلك قبل شروق الشمس، حتى لا تواجه حركة مرور عالية على الشبكة. من المناسب لزوار الأربعين أن يحافظوا على صحة البيئة، مع تجنب ترك القمامة على الطريق، فإذا رأوا قمامة متناثرة في طريق المشي أو أماكن الإقامة، فعليهم جمعها كهدية صحية لأنفسهم وللآخرين. يجب على الحجاج المرور عبر طرق محددة وتجنب السفر بمفردهم ليلاً أو في أماكن منعزلة أو مشبوهة على طول الطريق. من الأفضل تجنب أخذ النساء والأطفال وكبار السن والمرضى،لأن الازدحام وحرارة الهواء (في المواسم الحارة)، سوف يسبب لهم الكثير من الضيق والمشقة. من الضروري أن يتجنب الحجاج الاقتراب من المشاهد كالحوادث والنزاعات والتجمعات والمظاهرات في الشوارع والانفجارات والحرائق وغيرها. استخدام المواكب الموجودة على طريق الزائرين للراحة، والتي تعد أكثر أمانًا من الأماكن الأخرى. تجنب حمل الأجهزة مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية وأي أشياء ثمينة إن أمكن، فأن عمليات التفتيش والتسليم إلى صناديق الأمانات وما إلى ذلك سوف تتسبب في الكثير من المتاعب للزائر.
عن قناة العالم شاهد كرم العراقيين محط اهتمام وتقدير زوار الأربعين الإيرانيين: في هذه الأيام الملايين من عشاق أهل البيت عليهم السلام يتوافدون على العراق من مختلف أقطار العالم لتأدية زيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام ولم يجدوا في هذا البلد الكريم سوى أبهى صور الجود والبذل والعطاء. كرم العراقيين وضيافتهم للزائرين كان محط احترام وامتنان الزوار الايرانيين الذين أعربوا عن شكرهم لهذا الشعب المضياف فردا فردا، على استقبالهم الحار وكرمهم الوافر لزوار اربعينية الامام الحسين عليه السلام. هذا وإن الشعب العراقي أقام مواكب خدمية قدمت انواع الخدمات منها الطبية والمأكولات، وغيرها للزوار الايرانيين وباقي الزوار الذين توافدوا من كافة انحاء العالم إلى كربلاء المقدسة.
ومن توصيات مشاة اربعين الحسين عليه السلام: على مشاة الأربعين مرضى الضغط والسكر والقلب الحذر من الاكل المالح والمحلى والحاوي على الدهون العالية. عند المشي وخاصة للمسافات الطويلة ومنهم مشاة الاربعين يفضل لبس الاحذية الرياضية. من مستلزمات سلامة مشاة الاربعين الابتعاد عن التجمعات ومواصلة المسير بعيدا عن الازدحام. لبس النظارات الشمسية للحماية من اشعة الشمس والغبار. تغطية الرأس عند السير تحت اشعة الشمس.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat