ماذا يريد سائق التكسي..؟
د . علي احمد الزبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي احمد الزبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أثناء تجوالي اليومي في العاصمة بغداد، والتي تختصر بالنسبة لي عند ذهابي إلى الدوام ورجوعي منه وخروجي مع العائلة فقط، أعاني من معضلة بسبب سائقي سيارات الأجرة (التكسي).
فعند مجاورتهم في العجلة، تراه لا يعرف أين يذهب (يسارًا - يمينًا)، إضافة إلى عينيه اللتين لا تفارقان الجانب الأيمن من الشارع، وهذا ما يجعل المركبة وراءه في حيرة من أمرها.
رزق الحلال جميل جدًا وهم يتمتعون بهذه الحالة الشريفة، وسط الازدحامات المرورية ورداءة بعض الشوارع، ناهيك عن غلاء الوقود والصيانة والتصليح. فأكيد تلك الأمور هي التي تجعله لا يعرف ماذا يفعل في الشارع، خاصة إذا كان لا يحمل معه راكبًا، فبتلك الحالة تراوده أفكار عدة، من طلبات الزوجة إلى احتياجات البيت، مروراً بالتزاماته إذا كان لديه أولاد وبنات في المدارس والجامعات.
وهنا يجب أن نركز في هذا الجانب المهم، الذي يجعله مجهدًا ومتعبًا لكي يوفر هذا الاحتياج الهام لأبنائه، خاصة إذا كان منهم أحدًا في الدراسة الأهلية التي تستنزف أموال العوائل لكثرة الطلبات التي ترد منهم، إضافة إلى أن الظواهر الاجتماعية في تطور دائم من حيث الموضة والموديل الجديد للألبسة وجهاز الهاتف النقال والسيارات الحديثة التي تركن في ساحات هذه الجامعات.
بخصوص الطالب الفقير، هذه الحالة أصبحت ضئيلة جدًا، فهذا النوع تراه فقط في المدارس والجامعات الحكومية التي أكل الدهر وشرب على أبنييتها المتينة من الخارج والخربة من الداخل.
فهنا تقتضي مصلحة العوائل بإدخال أبنائهم في القطاع الأهلي الذي أمسى اليوم مدعومًا بقوة من الحكومة ومؤسساتها المعنية، ليس حباً بهم طبعًا ولكن بمالها وبما يملكه المستثمرون من جاه ونفوذ.
واحد من هذه العوائل هو (سائق التكسي) الذي يجوب الشوارع صباحًا ومساءً، باحثًا عن لقمة العيش ومتطلبات العائلة الحديثة. فكل هذا وأنا أراه يريد أن يركز في الشارع والمواطن يريد منه أن يخفض الأجرة، كيف يحصل هذا؟ والآن سقف الطموح تغير، فبالأمس كانت الطلبات بسيطة (خبز وشاي)، أما الآن فالطلبات تغيرت ومنها (بيت 50 أو 100 متر) - (شقة طابق 5 أو 10) في أي مجمع سكني تم بناؤه في البلد للأغنياء فقط، ودخول الأبناء في الجامعات والمدارس الأهلية، وموبايل حديث، وسيارة حديثة فيها زرق وورق.
هذه هي الطلبات التي تدور في رأس أغلب أرباب الأسر ومنهم سائق التكسي المحترم.. والله شاهد على ما أقول.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat