الفتاة في زمن الغيبة
شيماء جواد عطية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شيماء جواد عطية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كتبت لي صديقة تربوية تقول انقذي محنتي، الطالبات دائما يكررن علي السؤال عن دور الفتاة في زمن الغيبة المباركة، وكل المعلومات التي أبحث عنها مكرورة ومستنسخة في المواقع وهنَّ يبحثن عن الجديد، لكون موضوع الإمام الحجة عجل الله فرجه من المواضيع المتنامية التي تواكب الزمان بكل مراحله، فنحن بحاجة لمواضيع عصرية توجه الطالبات بأسلوب يعالج مشاكل الفتاة مع موضوع الانتظار.
كتبت لها هناك دراسات أكاديمية مذهلة تصدر باستمرار، وسألخص لك بعض الأمور التي تطرق لها بحث لنيل الدكتوراة من جامعة كولومبيا، بعنوان (دور المرأة المسلمة للتمهيد لظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف) للدكتورة نعيمة بنت فارس، الفكرة المعروضة جميلة ويانعة وحداثية.
كلنا نعمل لبناء القاعدة الجماهيرية التي ستساند الظهور المبارك، وإسرائيل ودول الاستكبار تعمل لتهديم المحور الفكري لبناء هذه القاعدة الجماهيرية.
في عصرنا الحالي وبما أن المرأة هي محور وعصب كل مجتمع من المجتمعات فإن أنظار الصهاينة والدول الغربية انكبت على المرأة المسلمة وجعلت منها وسيلة للإحاطة وتدمير العالم الإسلامي.
سعوا بحملتهم العدائية لتشويه الإسلام في نظرها وتشبيه قيمه كأغلال وقيود، وأحكامه رجعية لا تساير التقدم الحضاري. أوهموها أن إظهار جمالها وفتنها في العلن أو التشبه بالرجال هو الحل الأنسب للحصول على الشهرة والمال أو كلاهما، مقتدية بالمرأة الغربية وما وصلت إليه من مكانة في مجتمعها.
عندما نتكلم عن الجمال فإننا نضع الجمال الروحي جانبا لقلة ثمنه في هذا الزمن الأغبر، ولفقدان قيمته وفقا للخطة التي رسمت للقضاء على الأمة الإسلامية، ونتكلم هنا عن جمال المظهر فقط.
إذ تخلت المرأة المسلمة عن حجابها أو أصبحت تتفنن وتتسابق لإظهار مفاتنها لحد تعريض جسدها لأخطر عمليات التجميل، لتجعل منه أداة للربح الوفير، بل وحتى في بعض الأحيان كسلعة تباع وتشترى ويعبث بها كل ذو مال وعطاء.
هذا وللأسف ما نراه في العديد إن لم نقل في معظم الدول الإسلامية.
تعتقد المرأة المسلمة اليوم أن التعري والخلاعة وعدم الحياء والاسترجال أفضل وسيلة للنجاح والتفوق في الحياة وأحسن وسيلة للتعبير عن مساواتها مع الرجل واستقلاليتها وللوصول لمبتغاها.
وأصبح الرقص والغناء من أهم الطرق لارتقاء سلم المجد وتخدير عقول الشعوب.
وأنه لأسلوب شيطاني محض لنيل المراد وأسلوب قذر لإرباك موازين الحياة مما نراه من عزوف عن الزواج والزواج المماثل ومناظر إباحية علنا أمام الملأ.
إننا نعيش في زمن طغى عليه الفساد وانحلال الأخلاق وكثرة الموبقات من تعاطي للخمر والمخدرات وتفشي الزنا.
فمن الطبيعي في هكذا محيط وبوجود هكذا نساء يصعب إيجاد رجال مسلمين متحمسين للجهاد والاستعداد لخوض معركة المهدي (عج).
من الطبيعي أن هؤلاء نساء وهن رأس الفتنة غير قادرات على إعداد أجيال صالحة ومتأهبة لوقت الظهور المقدس.
لقد وقعت المرأة المسلمة في شباك خطة الصهاينة لما لديهم من باع وخبرة في تدمير الأمم بواسطة فتنة المرأة.
فعلى المرأة المسلمة في زمن الغيبة أن تتماسك بإيمانها وألا تحيد عن طريق الحق وألا تكون مصدر الفتن وعليها أن تمتثل بأوامر الله سبحانه وتعالى وبرسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله)
وتتمسك حجابها لأنه عفة وطهارة وستر وتجمله بالحياء وعدم التغني والدلال في الصوت.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر)
إننا بهذا لا نريد أن نقول بأن تفقد المرأة حيويتها ودورها في المجتمع بل أنه من الضروري أن تحسن المرأة من مستواها الديني والاجتماعي والثقافي.
ولو استمعت المرأة المسلمة المعاصرة لصوت الحق وصوت العقل لرجعت لاحتكام المنطق، علماً أن المرأة كانت في العديد من الحضارات القديمة منبوذة، لا قيمة ولا سيادة لها. فلما اختلطت المرأة بالرجل وأصبح جسدها معيارا للجمال تفشى الزنى وانتشرت الدعارة وكانت المرأة سببا في سقوط هذه الحضارات، وهذا ما نراه الآن يحصل مع الأمة الإسلامية.
على المرأة أن تعلم أن الإسلام العظيم جاء ليطهر القلوب ويعلي من شأن المرأة ويبرز جمالها الحقيقي وهو جمال الروح الذي يتجلى في أخلاق وطيبة وحنان المرأة.
كما بين أن لها عقلا وكيانا وتستطيع أن تساهم في تقدم المجتمع شرط التزامها بتعاليم وأحكام وشرائع الدين الحنيف.
ونحن الآن نرى إرهاصات الظهور، فعلى المرأة المسلمة أن تستيقظ من سباتها قبل فوات الأوان وأن تبتعد عن الضلالة وتتبع طرق الهدى والرشاد. وهذا هو دور الفتاة المسلمة في زمن الغيبة، أن تكون حريصة على صيانة نفسها من إغراءات العصر من تقنيات الإنترنت والفرجة البطالة والتوجه لعبادتها ودينها ورفع اسم عائلتها وصيانة عرضهم.
يبارك الله بفتياتنا ليرفعن راية النصرة المهدوية العفة والمثابرة العلمية والنجاح
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat