ذكرت مفردة الإيمان في كتاب الله العزيز ،وفي اياته البينات في مواطن عديدة ..
ويعني الإذعان إلى الحق والتصديق به ، إما أصطلاحاً فقد أختلف المفسرون بتعريفه، وجاءوا بعدة آراء، بينت ماهيته وهي :
(١) الإيمان من افعال الجوانح .
(٢)الإيمان من افعال الجوارح.
(٣)الإيمان من افعال الجوارح والجوانح معاً .
(٤)الإيمان من افعال الجوانح التي تؤثر على سلوك الجوارح ، فالسلوك الجوارحي يتبع الإعتقاد الجوانحي .
وقال آخرون ،بأنه إذعان وتصديق ويشترط شموله للجوارح والجوانح فلا يمكن الأكتفاء بالإيمان الجوانحي فقط، لوجود فئة آمنة بقلبها وجحدت بسلوكها العملي ،
بدليل قوله تعالى :
(وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلماً وعلواً)...(١)
وبذات الوقت لايمكن الأكتفاء بالإيمان الجوانحي فقط:
(قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )...(٢)
وعليه لابد من توافق إيمان الجوانح مع الجوارح لتتم حالة التوازن بين الظاهر والباطن الإنساني ..
والإيمان له خصائص بينها القرآن الكريم من خلال آياته المباركة ..
إيمان بتوجه قلبي ، وعمل سلوكي متعلق بموجودات عينية خارجية ، تارة تكون مادية وأخرى تكون مجردة :
(ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبين )...(٣)
الإيمان مبدأ إختياري لاقسري:
(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )...(٤)
فالمؤمن قسراً لايقبل إيمانه ، بدليل الآية المباركة :
(فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا)...(٥)
وهو قابل للزيادة:
(هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم)...(٦)
وقابل للنقصان ايضاً :
(ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق)...(٧)
والإيمان ليس بالمفهوم القابل للزيادة والنقصان فحسب ، بل قابل للزوال بشكل كامل والعياذ بالله :
(ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله)...(٨)
و يزداد بزيادة العلم والمعرفة ، وينقص بنقصانهما :
(وإذ قال إبراهيم ربِ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ليطمئن قلبي )...(٩)
ومن هنا نعرف قيمة العلم والمعرفة .
ومراتب هذا الإيمان تحدثت عنها الايات المباركات ..
إيمان بمرتبة توحيد الله والإعتصام به: (فأما الذين آمنوا بالله وأعتصموا به ...)..(١٠)
وإيمان بالله وبالخاتم وبالقرآن الكريم :
(فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا)..(١١)
وإيمان بالله وبرسوله وبإمامة آل البيت عليهم السلام :
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )...(١٢)
لذلك نجد أن الحق تعالى دعا للإيمان بكل هذه المراتب ، ويؤكد على الإيمان بعد الإيمان : (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل )...(١٣)
فهذه دعوى لإيمان بدرجات أعلى من المراتب الدانية والمتوسطة ولاعجب في كل ذلك .
(١)..النمل ١٤
(٢)الحجرات ١٤
(٣)البقرة ١٧٧
(٤)الكهف ٢٩
(٥)غافر ٨٥
(٦)الفتح ٤
(٧)الحج ٣١
(٨)المائدة ٥
(٩)البقرة ٢٦٠
(١٠)النساء ١٧٥
(١١)التغابن ٨
(١٢)المائدة ٥٥
(١٣)النساء ١٣٦
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat