(1)
(الإيمان مراتب )
لكل مرتبة درجة ولكل درجة منزلة ولكل منزلة مواصفات تمتاز بالنبل والكرامة والإنسانية والأمن والأمآن ومبعث الطمأنينة والألفة ،والمؤمن بما يحمل من معنى هو الذي يصدق قوله عمله في الله سبحانه ، ولا يعرف قلبه الحقد ولا الغل ويمقت الكذب والغش والنفاق لا يداهن الباطل لمنفعة ويؤمن ان عند الله المصير بذلك وحده يستحق أن يقال له مؤمن
المصدر/ كتاب المصابيح/ج1ص313( مراتب المؤمنين)
بتصرف
&&&&
(2)
( الارتقاء بالإيمان)
الوعي الإنساني مهم جدًا لترسيخ مبادئ الدين والارتقاء بالإيمان،ودون هذا الوعي، لا يملك الإنسان إلا النصيحة الجوفاء. وعندما يأمر الناس بالخير، لا بد أن يكون قد أمر نفسه بالبر أولًا.
الكلام سهل ولا أسهل من النصيحة في القول، لكن رؤية الدين للإنسان تختلف. فالمؤمن لا بد أن يمتاز بقوة التحمل: يتحمل جهل الآخرين، ويتحمل أي كلمة تصله من مرضى النفوس،قال النبي موسى عليه السلام في إحدى مناجاته: "أريدك يا إلهي أن تكف ألسنة الناس عني"، فأجابه سبحانه وتعالى: "تلك خصلة لم أتخذها لنفسي." الإنسان المؤمن عليه أن يتحمل، والأهم أن تكون علاقته بالله سبحانه عامرة. كما قال: "فإن لم تكن غضبت علي فلا أبالي." هذه موازين المؤمن.
المصدر:كتاب المصابيح / الارتقاء بالإيمان / ج1 ص313.
&&
(3)
(كي لا يخسر الإنسان نفسه)
ليس ثمة مال سعوا إليه، فهم يعرفون أن الحياة المالية تتبدل. تركوا كل أمل يتشبث بالحياة في لحظتها، وتخلوا عن جميع الأحلام وهم في كامل وعيهم. ومع هذا تحسسوا لذة نعم الله تعالى. عرفوا حكمة تديم لهم الوجود: "ليخسر الإنسان كل شيء إلا نفسه"، ولا يستطيع أن يربح نفسه إلا بعد أن يربح دينه وربه، لذلك كانوا أنصار الحسين.
"ضربة علي عليه السلام يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين"، قول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، متفق عليه. وأنا أسأل نفسي، هل كانت الضربة عبر زمن فات لتصبح جزءًا من الماضي؟ كيف تموت ونحن نتنفس بها؟ تنبض في أرواحنا روحًا من يقين، تكون جزءًا منا حين نشاطرها العفة والنزاهة والإخلاص، ومحبة الآخرين لله دون غرور،حين لا نكذب من أجل زيف ولا نتملق المناصب من أجل كرسي هزيل، لا نبيع ذواتنا لحسد أو مقت مريض،حينها نكون نحن مع أنصار الحسين عليهم رضوان الله تعالى، ونكون جزءًا من ضربة علي عليه السلام يوم الخندق.
وليراجع من شاء الوسع كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي ج1 مادة (الحفاظ على الدين) ص315.
&&&
(التفلسف)
هناك من لا تنفعه النصيحة ولا التنبيه، ولا يَعتَبِر من شيء؛ لأنّه يفلسف كلّ شيء على ما يروق له، ويحاول فلسفة الأمور على وفق رغبته، يتفلسف ليصدّر لنا سذاجته على أنّها حكمة نادرة، وينفش الريش على الفراغ من دون أن يدري أنّ قمة الفلسفة الحقيقية هي في إدراك المعنى الإنسانيّ، وفهم البساطة والمودّة واللين، وربما ساعة الوبال سيزيّف الندم إلى لوم ينثره على أعتاق الآخرين.
أجيال مضت، وأجيال تأتي، وحيرة المتفلسف في حجم إناه، لا يصغي إلّا لها، ولا يمشي إلّا مزهوًا بها، فمتى سيُدرك حقيقة معناه؟ الله أعلم.
المصدر:كتاب المصابيح جزء الأول ص304 ( بتصرف )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat